رحل كبش الفداء.. هل يندم الاتحاد السعودي على إقالة لوران بلان؟

لم تكن الخسارة بهدف نظيف أمام شباب الأهلي الإماراتي في دوري أبطال آسيا للنخبة سوى تأكيد إضافي على أن أزمة نادي الاتحاد السعودي أعمق من مجرد مدرب.
جاءت الهزيمة بعد أيام قليلة من قرار الإدارة بإقالة الفرنسي لوران بلان، الذي تحول إلى “كبش فداء” لسلسلة من النتائج والأداءات المتذبذبة، ليتصاعد السؤال الأهم: هل كان التخلص من بطل الثنائية التاريخية هو الحل، أم بداية لمرحلة أكثر تعقيدا قد يندم عليها النادي؟
قرار متسرع أم ضرورة؟
كانت الصدمة قاسية على قطاع من جماهير “العميد”، بينما رحب قطاع عريض بالقرار الذي أتى في أعقاب الخسارة في الكلاسيكو أمام النصر بهدفين دون رد، رغم أنه بدا متسرعًا للبعض، خاصة وأن بلان هو من قاد الفريق في الموسم الماضي لتحقيق لقبي دوري روشن وكأس الملك. لكن يبدو أن بداية الموسم الحالي، التي شهدت تراجعا في الأداء وخسارة نقاط مؤثرة محليا وقاريا، كانت كفيلة بنسف كل إنجازات الماضي.
وهم كلوب.. وتشتت التركيز
في خضم هذه الأزمة، برزت شائعات ارتباط النادي بالمدرب الألماني الشهير يورغن كلوب، وهي الأخبار التي قوبلت بتهكم من الأوساط الإعلامية المقربة من النادي، قبل أن ينفيها الواقع نفسه بتصريحات كلوب التي أكد فيها عدم اشتياقه للتدريب في الوقت الحالي. بجوار النفي الساخر، الذي جاء على لسان رئيس النادي فهد سندي، وعكس حجم الفجوة بين طموحات الجماهير وواقع سوق المدربين المتاحين.
لقد أصبحت قصة البحث عن مدرب جديد هي الشغل الشاغل، وستلقي بظلالها حتما على تركيز الفريق الذي يمر بمرحلة انعدام وزن فني وإداري.
توقيت الإقالة.. ميزة أم خطأ فادح؟
المفارقة تكمن في توقيت الإقالة. يرى كثيرون أن الميزة الوحيدة في الوضع الحالي هي أن الفريق مقبل على فترة توقف دولي تمتد لـ 17 يوما؛ ما يمنح الإدارة فرصة لالتقاط الأنفاس والبحث عن بديل. لكن السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه هو: ألم يكن من الأجدى اتخاذ هذا القرار بعد مباراة شباب الأهلي الأخيرة؟ إقالة المدرب قبل مباراة قارية هامة وضعت الفريق تحت ضغط هائل، وبدت وكأنها اعتراف ضمني بأن المشكلة ليست في المدرب وحده، وهو ما أثبتته نتيجة المباراة.
ما بعد كبش الفداء
الآن، يقف الاتحاد أمام مفترق طرق. الخسارة الأخيرة أكدت أن الأزمة تتجاوز الخطط التكتيكية للمدرب الراحل، لتطال تركيز اللاعبين والروح القتالية للفريق. فماذا لو لم تنجح الإدارة في التعاقد مع مدرب “كبير” بحجم طموحات النادي؟ هل سيتم اللجوء إلى حل مؤقت قد يزيد الطين بلة؟
الخلاصة
إقالة بلان كانت بمثابة مسكّن سريع لألم عميق. لقد رحل “كبش الفداء”، لكن المشاكل الجوهرية لا تزال قائمة؛ وهو ما أوضحته المباراة، فترة التوقف الدولي ستكون حاسمة لمستقبل الاتحاد، فإما أن تأتي بمدرب قدير يعيد ترتيب الأوراق، أو ستكون مجرد استراحة قصيرة قبل العودة إلى دوامة الشك والنتائج المخيبة، ووقتها قد يدرك الاتحاديون أن التسرع في التضحية ببلان كان خطأً فادحاً.
نقلاً عن: إرم نيوز