ردة الفعل حادة.. أول مكالمة بين حسام حسن وصلاح منذ اندلاع أزمته في ليفربول
تحت عنوان “هدنة محمد صلاح مع آرني سلوت: لا تنخدعوا… الخلاف لم ينتهِ بعد في ليفربول، واهتمام السعودية وأمريكا يتصاعد مع استعداد عروض بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني”، كشف الصحفي لويس ستيل، في مقال مطول بصحيفة “ديلي ميل” عن آخر الكواليس الخاصة بأزمة النجم المصري في قلعة “آنفيلد”.
واندلعت أزمة كبيرة بين صلاح ومدربه سلوت بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها قائد منتخب مصر عقب تعادل ليفربول أمام ليدز يونايتد ضمن منافسات الدوري الإنجليزي.
وانتقد صلاح جلوسه على دكة البدلاء لثلاث مباريات متتالية، واصفًا أن هذا الأمر يحدث لأول مرة في مسيرته، وأنه لم يعُد هناك تواصل بينه وبين المدرب.
تلك التصريحات كانت سببًا في تلقيه الكثير من الانتقادات من لاعبي كرة القدم الإنجليزية، قبل أن يعقد سلوت جلسة ودية مع صلاح، مساء أمس، وقرر عودة اللاعب لقائمة مباراة اليوم ضد برايتون في الدوي الإنجليزي.
وقال الصحفي لويس ستيل في مقاله: “في صباح أمس، وكعادته اليومية، جلس محمد صلاح على حافة سريره، ظهره مستقيم وعيناه مغمضتان، إنه أحد طقوسه اليومية العديدة التي يلتزم بها ليبقى ضمن نخبة أفضل الرياضيين في العالم وهو في سن الثالثة والثلاثين، يتخيّل نفسه في مواقف محددة داخل أرض الملعب، وكيف سينهي الفرصة القادمة: تسديدة مقوّسة بقدمه اليسرى على طريقته المميزة، أم صاروخ نحو القائم القريب يخدع به حارس المرمى؟”.
وأضاف: “هذه التقنية استقاها من أعظم رياضي أولمبي في التاريخ، السباح الأمريكي مايكل فيلبس صاحب الـ28 ميدالية: ويؤكد صلاح أنه سبق أن تخيّل نحو 90% من أهدافه الـ390 في مسيرته قبل أن تتحقق فعليًا، نحن لا نتحدث فقط عن أحد أكثر الوجوه أيقونية في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا عن أفضل لاعب إفريقي على الإطلاق، بل عن لاعب يبدو وكأنه يتنبأ بما سيحدث قبل وقوعه، وفي صباح الجمعة، كان صلاح يجلس، على الأرجح، عند طرف سريره، متخيّلًا كل كلمة سيقولها لمدربه آرني سلوت”.
وتابع: “كانت تلك لحظة لا تقل أهمية عن أي مواجهة خاضها داخل المستطيل الأخضر طوال مسيرته اللامعة، إن سارت الأمور على ما يرام، فسيُرحَّب بعودته، أما إذا دخل الاجتماع بالعقلية نفسها، فلن يكون أمام سلوت وإدارة ليفربول سوى خيار واحد: استبعاده مجددًا من قائمة الفريق، في النهاية، كان هناك مصافحة، وسيكون محمد صلاح ضمن قائمة ليفربول لمواجهة برايتون على ملعب آنفيلد اليوم، هي هدنة عيد الميلاد، ولكن هذه الهدنة لا تعني نهاية الصراع”.
وأوضح: “قد تمثل هذه الخطوة قفزة كبيرة في الاتجاه الصحيح نحو ترميم علاقة متوترة كادت أن تدفع بطل الدوري الإنجليزي الممتاز إلى ما يشبه حربًا أهلية داخلية، بعدما انقسمت جماهير النادي إلى معسكرين حول الطرف الأجدر بالدعم، في هذه المرحلة، يستحق الطرفان قدرًا من الاحترام، فبعض اللاعبين كان يمكن أن يرفض ابتلاع كبريائه ويتمسك بتصريحاته، كما أن بعض المدربين ربما كانوا سيتعاملون بصرامة مفرطة ترفض من الأساس فكرة الاعتذار أو التراجع”.
وواصل: “لم يكن المشهد أشبه بدخول آرني سلوت الغرفة وهو يردد أغنية Back for Good لفرقة Take That، كما أن (الملك المصري) لم يكن راكعًا طالبًا الصفح، لكن الهدنة، سواء كانت مؤقتة أم دائمة، تبقى حدثًا مفصليًا، وقد تتحول إلى نقطة انعطاف حاسمة في موسم ليفربول، ومع ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن الوضع لا يزال ينطوي على قدر من التوتر بين اللاعب والنادي. قد يتم تجميد الخلاف مؤقتًا، لكن محادثات جادة ستُستأنف حتمًا خلال الأسابيع المقبلة، بينما يتواجد صلاح مع منتخب مصر في كأس الأمم الإفريقية”.
وتشير بعض الدلائل إلى أن إحباطات النجم المصري أعمق من مجرد خلاف مع المدرب.
وخلال هذا الأسبوع، تواصلت “ديلي ميل سبورت” مع مصادر من مختلف أنحاء العالم، في ليفربول، ومصر، والسعودية، والولايات المتحدة، وميلانو، حيث حقق ليفربول فوزًا كبيرًا في غياب صلاح، في محاولة لاستشراف ما قد تحمله الفصول المقبلة من هذه القصة المتشابكة.
ويمكن الإفادة بما يلي:
-ليفربول لا يملك أي نية لبيع محمد صلاح في يناير، ولا يزال ملتزمًا بحل الأزمة، لا سيما بعد الخطوة الإيجابية الكبيرة التي تحققت يوم الجمعة، خصوصًا أن اللاعب وقّع قبل أشهر قليلة عقدًا جديدًا تتجاوز قيمته 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا.
-محمد صلاح يعشق ليفربول ويؤمن بأن نمط الحياة الإنجليزي مناسب له ولعائلته، بما في ذلك ابنتاه الصغيرتان المستقرتان هناك. ومع ذلك، لم يُغلق الباب تمامًا أمام فكرة الانتقال إلى الدوري السعودي، ولم يستبعدها بشكل قاطع منذ المحاولة الأولى لضمه في عام 2023.
-الأندية السعودية واثقة من قدرتها على التعاقد مع صلاح في حال قرر الرحيل عن ليفربول، وتعتقد أن الصفقة ستتطلب مبلغًا يقترب من 100 مليون جنيه إسترليني. وقد يتم ذلك إما في يناير وإما خلال سوق الانتقالات الصيفية.
-أندية أمريكية، من بينها سان دييغو المملوك لمصريين وشيكاغو فاير، درست إمكانية التحرك للتعاقد مع نجم كبير قبيل كأس العالم المقبلة في أمريكا الشمالية، لكنها ترى أن الحزمة المالية المطلوبة قد تكون عائقًا يحول دون إتمام الصفقة.
-وفقًا لمصادر مقرّبة من حسام حسن صاحب الـ177 مباراة دولية، أجرى مدرب منتخب مصر اتصالًا هاتفيًا مطوّلًا مع صلاح هذا الأسبوع، وسط ردود فعل في الشارع الرياضي المصري وُصفت بأنها “أكثر حدّة مما يمكن تصوّره”.
-غالبية غرفة ملابس ليفربول تدعم آرني سلوت، وفي الوقت ذاته تُكنّ تقديرًا كبيرًا لأسطورة النادي محمد صلاح، وقد حثّت شخصيات قيادية داخل الفريق الطرفين على عدم الانحياز والتركيز فقط على ما يخدم مصلحة الفريق ونجاحه.
موقف آرني سلوت
وشدد التقرير على أن آرني سلوت يرى أن ما مرّ به يُعد من أصعب المحطات في مسيرته المهنية، وربما لا يضاهيه سوى ذلك الموقف الذي وُصم فيه بـ”الأفعى” في شوارع المدينة، عندما تفاوض سرًا مع فينورد من خلف ظهر ناديه السابق ألكمار، قبل أن ينتقل إليه لاحقًا.
وبسبب تلك التجربة، بات المدرب يفضّل الإقامة خارج المدينة التي يعمل فيها، وهو النهج ذاته الذي اتبعه خلال فترته في روتردام، إذ يعتقد أن ذلك يبعده عن الضجيج والدراما، لكن عند عودته من ميلانو عصر الأربعاء، وهي أول فرصة حقيقية للراحة طوال الأسبوع، ربما وجد أخيرًا الوقت لاستيعاب كل ما جرى.
وقال سلوت أمس: “أستطيع أن أؤكد أنني لا أستمتع بهذا الوضع على الإطلاق،ليس الأمر كما لو أنني سعيد بما نعيشه الآن، لقد فزنا بالدوري معًا، وهو (صلاح) قدّم الكثير للنادي”.
لقد كان أسبوعًا هزّ ليفربول وكل من له علاقة به، وحتى لو شارك محمد صلاح أمام برايتون، يبقى من العدل القول إن مستقبله لا يزال معلّقًا، ويتمسّك ليفربول بموقف واضح مفاده أن النجم المصري وقّع قبل أشهر عقدًا جديدًا تتجاوز قيمته 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، ويتوقع النادي أن يلتزم به حتى نهايته بعد 18 شهرًا، ولا توجد أي خطط لبيعه، إذ تعتقد الإدارة أن الأزمة قابلة للحل، مع دعم كامل لسلوت.
كما ترى إدارة النادي أن الحديث عن “وداع” محتمل في آنفيلد، يوم السبت، كان مبالغًا فيه وغير منطقي، فكيف لنادٍ أن يخطط لتكريم خاص للاعب كان مقتنعًا دائمًا باستمراره؟ فهناك قاعدة أولى في عالم التفاوض: لا تُظهر ضعف موقفك، لأن ذلك سيؤدي إلى خفض قيمته السوقية.
ومن الشرق الأوسط، أفادت مصادر هذا الأسبوع بأن الأندية السعودية ترى أن القيمة الواقعية لصلاح تقترب من 100 مليون جنيه إسترليني، وهو المبلغ ذاته الذي كانت مستعدة لدفعه لضم برونو فيرنانديز من مانشستر يونايتد الصيف الماضي.
ويُعتقد أن أندية الهلال (المدعوم من صندوق الاستثمارات العامة)، والقادسية (المدعوم من عملاق الطاقة أرامكو)، إضافة إلى النادي الجديد نيوم، جميعها تتابع الموقف من كثب، في حال أبدى ليفربول، الذي سبق أن رفض عرضًا بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني من الاتحاد في 2023، أي إشارة إلى أن إتمام الصفقة قد يصبح ممكنًا.
آراء متضاربة
وفي هذا السياق، قال عمر مغربل، الرئيس التنفيذي للدوري السعودي للمحترفين، خلال قمة عُقدت هذا الأسبوع في الرياض: “محمد صلاح مرحّب به في الدوري السعودي، لكن الأندية هي المسؤولة عن التفاوض مع اللاعبين، وبالتأكيد صلاح أحد الأسماء المستهدفة”.
وفي الولايات المتحدة، تُبدي أندية سان دييغو وشيكاغو فاير اهتمامًا باللاعب، غير أن الحزمة المالية المتوقعة تجعل إتمام الصفقة أمرًا صعبًا. في المقابل، فإن إنتر ميامي المملوك لديفيد بيكهام، والذي يضم ليونيل ميسي، خارج دائرة الاهتمام.
ويقول الدولي الأمريكي السابق أليكسي لالاس: “نظرًا لموهبته وشعبيته، سيكون لصلاح عدد كبير من المهتمين في الدوري الأمريكي، هناك رابط منطقي يتمثل في امتلاك الملياردير المصري محمد منصور لنادي سان دييغو، كما أن أندية أخرى في MLS سترى في ضمه صفقة نجمية من الطراز الأول”.
بعد مواجهة برايتون، سيتوجه صلاح إلى القاهرة للانضمام إلى معسكر منتخب مصر استعدادًا لكأس الأمم الإفريقية، ويخوض الفراعنة مباراة ودية أمام نيجيريا يوم الثلاثاء على الملعب الوطني، مع ترجيحات بمشاركة النجم المصري.
ويقول الصحفي المصري إسماعيل محمود: “رد الفعل هنا أكثر حدّة مما قد يتصوره بعضهم، معظم المصريين أصبحوا مشجعين لليفربول فقط بسبب محمد صلاح، لذلك لا يمكنهم تقبّل رؤية بطلهم يُعامل بهذه الطريقة، بالنسبة لي، وللجماهير المصرية، وربما حتى لصلاح نفسه، يبدو آرني سلوت ضعيف الشخصية”.
ويتفق معه قائد منتخب مصر السابق محمد عمر قائلًا: “رد الفعل عاطفي وقوي تجاه محمد، ابن مصر وأيقونتها محليًا وعالميًا، العالم العربي بأكمله يقف خلف محمد، مهاجمته أمر غير منطقي تمامًا”.
أما الإعلامي محمد فؤاد فيضيف: “جميع المصريين في حالة دهشة. هناك، في ليفربول، كتب صلاح اسمه بحروف من ذهب لدى الجماهير والإدارة، لا أعتقد أن طموحه خارج إنجلترا أو ليفربول، وإلا لكان اتخذ هذا القرار قبل عامين”.
موقف حسام حسن
وشددت الصحيفة على أن المدير الفني لمنتخب مصر حسام حسن، أجرى هذا الأسبوع اتصالًا هاتفيًا مطوّلًا مع نجمه الأول، كما أفادت مصادر بأن عددًا من زملائه في المنتخب، من بينهم لاعب مانشستر سيتي عمر مرموش، تواصلوا معه أيضًا لدعمه.
وترى الجماهير أن صلاح، وهو في حالة انفعالية عالية، قد يكون عنصرًا إيجابيًا في مشوار كأس الأمم الإفريقية، حيث يقيم منتخب مصر معسكره في مدينة أكادير الساحلية بالمغرب.
ورغم أن “الفراعنة” تُوّجوا باللقب سبع مرات، فإن صلاح، أعظم لاعب في تاريخ المنتخب، لم ينجح بعد في رفع الكأس، بعدما خسر النهائي في عامي 2017 و2021.
واستطرد التقرير: “الآن، يبدو آرني سلوت أكثر هدوءًا، هو ومحمد صلاح قد يكونان قاما ببعض التصرفات التي يندمان عليها في خضم هذه الأزمة، أحدهما بشكل علني أكثر من الآخر، لكن كليهما يخرج في الوقت الراهن محتفظًا بكرامته واحترامه، أما إلى متى سيستمر ذلك، فسيبقى سؤالًا مفتوحًا”.
واختتم: “من جانبه، قضى محمد صلاح يوم الخميس، وهو يوم راحة، في لندن، اعتاد التواجد هناك للاستمتاع بوقته مع العائلة أو زيارة المعارض والمتاحف، من بينها مؤخرًا معرض مصري مؤقت. ومع ذلك، يبدو أنه الأكثر سعادة في ليفربول، سواء داخل قصره الهادئ أو بين جدران آنفيلد”.
نقلاً عن: إرم نيوز
