ردوده صادمة دائماً.. لماذا يرفض كريستيانو رونالدو الاعتراف بأفضلية ميسي؟
							في كل مرة يُفتح فيها ملف الأفضل في التاريخ، يختار ليونيل ميسي الدبلوماسية والهدوء، مؤكدا احترامه للجميع وعلى رأسهم غريمه الأزلي كريستيانو رونالدو.
وفي المقابل، يختار رونالدو طريق المواجهة، ففي كل فرصة تتاح له، لا يتردد في تأكيد أنه هو الأفضل في العالم والتاريخ. هذا التناقض الصارخ في الشخصيات ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج أسباب نفسية وتسويقية ورياضية عميقة تفسر لماذا يرفض الدون الاعتراف بأفضلية غريمه الأرجنتيني.
براند CR7.. عندما يكون الاعتراف بالهزيمة إفلاسا
السبب الأول والأهم هو تسويقي بحت. كريستيانو رونالدو لم يعد مجرد لاعب كرة قدم، بل هو براند عالمي، ومؤسسة تجارية تُقدر بالمليارات. جزء أصيل من تسويق هذا البراند مبني على صورة الرجل الذي لا يُقهر، الأفضل، ورقم واحد.
أي اعتراف، ولو ضمني، بوجود لاعب آخر أفضل منه (خاصة ميسي)، هو بمثابة إعلان إفلاس لهذا البراند بالكامل.
لذلك، حتى لو كانت شخصيته الحقيقية مختلفة، فإن رونالدو مجبر تسويقيا على الاستمرار في تأكيد أفضليته؛ لأن صورته كالأفضل هي جوهر علامته التجارية.
الشخصية النرجسية.. الأنا في مواجهة الخجل
بعيدًا عن التسويق، هناك فارق جوهري في الشخصية. رونالدو يمتلك شخصية نرجسية بطبيعتها، تغذيها المنافسة والرغبة في أن يكون مركز الاهتمام دائما.
أما ميسي، فهو شخص خجول ومنطوٍ بطبعه، ويفضل أن تترك أفعاله في الملعب هي التي تتحدث.
ميسي لا يشعر أنه بحاجة ليقول إنه الأفضل، لأنه يرى أن هذا حكم يجب أن يتركه للجماهير والنقاد. أما رونالدو، فإن الأنا لديه تدفعه لتذكير العالم بإنجازاته بشكل متكرر كجزء من تأكيد ذاته.
معركة الأرقام ضد الألقاب الحاسمة
السبب الثالث والأكثر عمقا هو نوعية الإنجازات. صحيح أن ميسي يتفوق في الألقاب الأكثر تأثيرا إعلاميا وجماهيريا، وعلى رأسها كأس العالم والعدد الأكبر من الكرات الذهبية والأحذية الذهبية.
هذا التفوق في النقاط الحاسمة يجعل ميسي في وضع مريح لا يحتاج فيه للدفاع عن نفسه.
على الجانب الآخر، هذا التفوق لميسي هو ما يجبر رونالدو على تذكير الناس بشكل دائم بإنجازاته هو. رونالدو يرى نفسه الأفضل؛ لأنه يملك حججا قوية ومختلفة: هو الهداف التاريخي لكرة القدم، والهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا (البطولة الأقوى للأندية)، وقد حقق بطولات قارية مع منتخب بلاده (كأس الأمم الأوروبية ودوري الأمم)، بالإضافة لعدد كبير من الكرات الذهبية كما يرى أن ميسي لا يستحق بعضا من جوائزه.
من وجهة نظره، هذه الإنجازات الرقمية والاستمرارية تجعله هو الأفضل، وهو يشعر أنه يحتاج لتكرار هذه الحقيقة ليوازن كفة كأس العالم التي يملكها غريمه.
في النهاية، رفض رونالدو الاعتراف بأفضلية ميسي ليس مجرد غرور، بل هو مزيج معقد من متطلبات تسويقية لبراند عالمي، وشخصية لا تقبل بالمركز الثاني، والأهم، حرب يشنها للدفاع عن إرثه المبني على الأرقام التاريخية في مواجهة إرث ميسي المبني على الألقاب الحاسمة.
نقلاً عن: إرم نيوز
