رعب في السماء.. طائرة ركاب تنجو من كارثة بعد اشتعال محرّكها فوق “المتوسط”


تحوّلت رحلة عادية للسياح الألمان العائدين من عطلة في جزيرة كورفو اليونانية إلى كابوس مرعب في سماء البحر المتوسط، عندما اشتعل محرك الطائرة بعد دقائق فقط من إقلاعها، مما أجبر الطاقم على تنفيذ هبوط اضطراري دراماتيكي في إيطاليا وسط ذعر شديد بين الركاب الذين ظنوا أن نهايتهم قد حانت. 

كانت الرحلة متجهة من كورفو إلى دوسلدورف حين تحولت إلى مشهد من أفلام الرعب عندما انبعثت ألسنة اللهب من المحرك الأيمن للطائرة من طراز بوينغ 757-300، مما دفع العديد من الركاب إلى كتابة رسائل وداع لأحبائهم وهم يواجهون ما اعتقدوا أنه اللحظات الأخيرة في حياتهم.

لحظة احتراق المحرك 

الطائرة التي تحمل رقم الرحلة DE3665 كانت تقل 273 راكباً و8 من أفراد الطاقم، معظمهم من العائلات الألمانية العائدة من عطلة صيفية في الجزر اليونانية، بعد حوالي عشرين دقيقة من الإقلاع، وعلى ارتفاع يقارب 11000 متر، سمع الركاب دوي انفجارات متتالية وشاهدوا شرارات ونيراناً تندلع من المحرك الأيمن.

 أحد الركاب ويدعى ماركوس شتاينر قال لوسائل الإعلام الألمانية: “كان الأمر أشبه بمشهد من فيلم كوارث، النيران تندلع من الجناح والطائرة تهتز بعنف، اعتقدت حقاً أن هذه هي النهاية”، بينما إمرأة في منتصف العمر، وصفت اللحظات بأنها “أسوأ كابوس يمكن أن يمر به إنسان”، مضيفة أنها أرسلت رسائل نصية إلى أبنائها تعبر فيها عن حبها الأخير.

برودة أعصاب طاقم الطائرة 

الطاقم، وعلى رأسه قائد الطائرة، تصرف ببرودة أعصاب استثنائية، وفقاً للبيان الرسمي للخطوط الجوية، قام الطاقم بإيقاف المحرك المتضرر فوراً وتفعيل جميع إجراءات الطوارئ، و بدلاً من العودة إلى كورفو، اتخذ القائد قراراً صعباً بتحويل مسار الرحلة نحو مطار برينديزي الإيطالي، الذي يبعد قرابة نصف ساعة طيران، حيث كانت مدرجاته وخدمات الطوارئ فيه أكثر ملاءمة للهبوط الاضطراري. خلال عملية التحويل، ارتفعت الطائرة إلى ارتفاع يتراوح بين 1800 و2400 متر، قبل أن تهبط بسلام في مطار برينديزي حوالي الساعة 20:15 بالتوقيت المحلي.

تفاعل كيميائي داخل غرفة الاحتراق

التقارير الفنية الأولية تشير إلى أن العطل نتج عن “تفاعل كيميائي داخل غرفة الاحتراق بالمحرك” من طراز Rolls-Royce RB211، وفقاً لبيان شركة Condor. لكن بعض الخبراء المستقلين شككوا في هذه الرواية، مشيرين إلى أن مشاهدات الركاب وتسجيلات الفيديو التي التقطت من الأرض تظهر ألسنة لهب واضحة وانفجارات صغيرة، مما قد يشير إلى عطل ميكانيكي أكثر تعقيداً.

أما الخبير في سلامة الطيران، الكابتن جوناس فيشر، فقد أوضح في تصريح لقناة N-TV الألمانية أن “محركات RB211 معروفة بموثوقيتها العالية، لكن حوادث الاشتعال المفاجئ قد تحدث بسبب خلل في نظام تدفق الوقود أو وجود شوائب في غرفة الاحتراق”.

حوادث طائرات بالكربون  

هذه الحادثة تذكر بحوادث مشابهة في تاريخ الطيران، أشهرها حادثة طائرة الخطوط الجوية البريطانية الرحلة 38 في عام 2008، التي اضطرت للهبوط الاضطراري على مقربة من مطار هيثرو بعد توقف محركاتها بسبب تجمد الوقود. 

وفي حادثة أخرى مماثلة في 2018، تعرضت طائرة من طراز Boeing 737 التابعة للخطوط الجوية الجنوب غربية الأمريكية لانفجار في المحرك أدى إلى سقوط راكبة وفقدان الضغط في المقصورة، لكن الطاقم تمكن من الهبوط بها بسلام.

بعد الهبوط الآمن في برينديزي، نزل الركاب وهم يعانون من صدمة نفسية شديدة، لكن دون أي إصابات جسدية. نقلوا إلى فنادق قريبة بينما عملت الشركة على ترتيب رحلة بديلة لهم إلى دوسلدورف في اليوم التالي. شركة Condor Airlines قدمت اعتذارها للركاب عن “أي إزعاج”، مؤكدة أن “سلامة الركاب هي دائماً الأولوية القصوى”. كما أعلنت عن فتح تحقيق داخلي بالتعاون مع السلطات الأوروبية المختصة لتحديد الأسباب الجذرية للعطل ومنع تكراره. هذه الحادثة تذكرنا بأن الطيران الحديث، رغم تطوره التقني المذهل، يبقى عرضة لأعطال مفاجئة قد تحول رحلة عادية إلى موقف عصيب، لكن برودة أعصاب الطواقم والتدريب الجيد يظلان العامل الحاسم في منع الكوارث وإنقاذ الأرواح.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *