روبوتات جديدة شبيهة بالبشر تقترب من غزو مدارس وشركات الصين
تشهد صناعة الروبوتات في الصين تصعيداً متسارعاً في سباق تطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر، مع اندفاع شركات ناشئة مدعومة باستثمارات ضخمة إلى طرح نماذج متقدمة تستهدف بيئات العمل اليومية، في مسعى لمنافسة عمالقة التكنولوجيا على أول تطبيق واسع النطاق في العالم الحقيقي.
كشفت شركة Noetix Robotics، ومقرها بكين، عن روبوتها الخدمي الجديد Hobbs W1، الذي تصفه بأنه الأكثر شبهاً بالبشر ضمن منتجاتها حتى الآن، بوجه أنثوي واقعي، وشعر قصير، وأيدٍ عالية الدقة قادرة على تنفيذ مهام تتطلب تحكماً حركياً دقيقاً.
هيئة بشرية وقدرات متعددة
ويجمع الروبوت بين ملامح وجه معبّرة بلون بشري، وجسم معدني فضي، إضافة إلى يدين بست درجات من حرية الحركة، ما يتيح للروبوت تنفيذ مهام الاستقبال، وإرشاد الزوار، والتفاعل الطبيعي مع البشر في بيئات مثل الفنادق ومتاجر التجزئة والمكاتب.
الروبوت الجديد Hobbs W1، قادر على التعرّف على المشاعر، وإجراء محادثات طبيعية، والعمل بكفاءة في بيئات مهنية متعددة، بحسب الشركة المطورة.
وقدّمت Noetix الروبوت عبر مقطع فيديو نُشر على منصة “بيلي بيلي” الصينية، باعتباره روبوتاً خدمياً “متعدد الاستخدامات”.
وتأسست Noetix في عام 2023 على يد جيانج تشييوان، وهو باحث سابق في جامعة تسينغهوا، وسرعان ما أصبحت من أبرز الشركات الناشئة في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر في بكين.
وكانت الشركة قد لفتت الأنظار في مطلع العام الجاري، بعد حصول روبوتها العدّاء N2 على المركز الثاني في “ألعاب بكين للروبوتات الشبيهة بالبشر”، التي وُصفت بأنها أول ماراثون من نوعه يجمع بين البشر والروبوتات.
فئات متباينة من الروبوتات
وفي أكتوبر الماضي، أثارت الشركة اهتماماً واسعاً بإطلاق الروبوت Bumi، وهو نموذج صغير مخصص للأطفال، بسعر يقل عن 10 آلاف يوان (نحو 1400 دولار)، في خطوة تعكس توجهاً عاماً داخل القطاع نحو تقليص الفجوة بين الكلفة والتطبيق العملي. وجرى تسويق الروبوت للاستخدام المنزلي والمدرسي، مع الإعلان عن توقيع اتفاقيات تعاون تضمنت طلبية أولية بنحو ألف وحدة.
وعلى صعيد التمويل، نجحت Noetix في جمع ما يقارب 500 مليون يوان خلال شهر واحد، شملت جولة ما قبل الفئة B بقيمة 300 مليون يوان في نهاية أكتوبر، تلتها جولة إضافية بقيمة 200 مليون يوان في نوفمبر الماضي.
مرونة تشغيلية
وأعلنت شركة LimX Dynamics، ومقرها هانغتشو، طرح روبوتها ثنائي القدمين الجديد TRON 2، عقب جمعها 500 مليون يوان ضمن جولتي تمويل من فئة A-plus. ويُسوَّق الروبوت بوصفه منصة متعددة الأنماط تعتمد على نموذج “الرؤية – الفعل – اللغة VAL”، مع نظام تحكم كامل في حركة الجسم.
ويتميّز TRON 2 بهيكلية معيارية تتيح إعادة تكوينه وفق المهام المطلوبة، سواء عبر وحدة الذراعين العلويتين أو أنظمة حركة بديلة تشمل “أرجل بعجلات”، ما يمنحه مرونة تشغيلية غير مسبوقة.
وتستهدف LimX الاستخدامات الصناعية، مع تصميم روبوتاتها لرفع الأحمال الثقيلة والعمل في المصانع والمستودعات، في توجه يعكس تحوّلاً عن النماذج الخدمية محدودة الوظائف التي سادت المراحل الأولى من تسويق الروبوتات الشبيهة بالبشر.
روبوتات رباعية الأرجل
من جهتها، أعلنت شركة Deep Robotics، المتخصصة في الروبوتات “رباعية الأرجل” القادرة على العمل في البيئات القاسية، جمع نحو 70 مليون دولار في جولة تمويل جديدة في مطلع ديسمبر الجاري.
وتُعد Deep Robotics واحدة من الشركات المعروفة ضمن مجموعة “التنانين الستة الصغار” في هانجتشو، وهي مجموعة ناشئة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، يُنظر إليها باعتبارها ذراع تطوير الروبوتات في المنظومة الصينية التقنية التي تعتمد على مصانع الأجهزة المتطورة في شنتشن ومختبرات الذكاء الاصطناعي في بكين.
ويراهن هذا الجيل الجديد من الشركات الصينية على التطوير السريع، وتراجع التكاليف، وتقدّم نماذج الذكاء الاصطناعي المجسّد، لانتزاع الأسبقية في نقل الروبوتات من المختبرات إلى الاستخدام اليومي، في سباق يُتوقع أن يعيد رسم ملامح سوق العمل والخدمات خلال السنوات القليلة المقبلة.
نقلاً عن: الشرق
