“روضة العشاق” تعيد المسرح التونسي إلى الواجهة

حالة بالغة من الاحتفاء والإشادة رافقت عرض المسرحية التونسية “روضة العشاق” بالتزامن مع عرضها في مختلف المحافل والفاعليات المختلفة والتي كان آخرها مهرجان “القاهرة الدولي للمسرح التجريبي” والذي اختتم أعماله مساء أمس الأول بالإعلان عن فوزها بجائزة “أفضل مخرج”.
وتمزج المسرحية بين طقوس المدونة الصوفية المحلية وبين لوحات بصرية غاية في الإبداع والرهافة، على نحو شاعري جعل العرض يتحول في مشاهد كثيرة منه وكأنه قصيدة ذات إيقاع خاص.

ويركز مضمون العمل على الصدام بين حالة الروحانية للمريدين والمتصوفين من ناحية، وبين هواجس ووشايات الآخرين من ناحية أخرى؛ ما يؤدي إلى القاء القبض على أبرز هؤلاء المريدين والذي يدعى “المريد الصادق”.
وتتصدى محامية شجاعة إلى الدفاع عن هؤلاء المتصوفين إيمانًا بعدالة قضيتهم وكيف أنهم لا يشكلون خطرًا على المجتمع كما يزعم البعض، وسرعان ما تتحول الأزمة إلى ما يشبه قضية رأي عام.
ونجح مؤلف ومخرج العرض معز العاشوري في تجسيد حالة الصفاء الروحي لدى المتصوف الحقيقي من خلال مفردات السينوغرافيا المختلفة كالإضاءة الرهيفة والديكورات البسيطة البعيدة عن زخرف الماديات، كما جاءت الستائر شفافة وكأنها تشكل حاجزًا بين عالمي الروحانيات والماديات.
وجاء أداء فريق التمثيل وعلى رأسهم شهاب شبيل، ورامي شارني، وهيفاء بولكباش، وعبد السلام جمل، وأمان الله توكابري، شديد الوعي بطبيعة النص ويحقق رؤية المخرج في الجمع بين نورانية الروح وضغوط المجتمع المادي.
نقلاً عن: إرم نيوز