أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيضطر للجلوس إلى طاولة المفاوضات عاجلًا أم آجلًا، معتبرًا أن الكرة الآن في ملعب موسكو.
وجاءت تصريحات ستارمر خلال اجتماع افتراضي استضافه “داونينغ ستريت”، بمشاركة 26 من قادة وكبار مسؤولي الدول الحليفة لكييف، حيث شدد على أن التركيز يجب أن ينصب على تقوية أوكرانيا، وترسيخ أي وقف لإطلاق النار، ومواصلة الضغط على روسيا.
زيلينسكي: موسكو تماطل لتعزيز موقفها في ساحة المعركة
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تأجيل المحادثات حول هدنة مدتها 30 يومًا، مشيرًا إلى أن روسيا تسعى لتعزيز موقفها ميدانيًا قبل أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي، السبت: “إنهم يريدون موقفًا أقوى قبل وقف إطلاق النار. تأخير العملية مرتبط بسعيهم إلى تحسين وضعهم في ساحة المعركة”، مضيفًا أن أوكرانيا لن تعترف أبدًا بالأراضي المحتلة كأراضٍ روسية.
وتسعى كييف وواشنطن إلى فرض هدنة فورية لمدة 30 يومًا، إلا أن بوتين أعرب عن تحفظات، مطالبًا بإجابات عن “أسئلة جدية” قبل الموافقة على وقف إطلاق النار.
تصعيد عسكري في كورسك… وروسيا تستعيد أراضٍ مفقودة
بينما تتسارع الجهود الدبلوماسية نحو وقف إطلاق النار، تواصلت المعارك الشرسة على الجبهة الشرقية، حيث أعلنت روسيا سيطرتها على قريتين إضافيتين في منطقة كورسك الحدودية، في إطار هجوم مضاد لاستعادة أراضٍ كانت أوكرانيا قد توغلت فيها سابقًا.
وأفاد الجيش الروسي بأن قواته استولت على زاوليشينكا وروبانشينا، بينما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن عملياتها العسكرية في المنطقة تسير وفق الخطة لاستعادة السيطرة الكاملة على الحدود الغربية.
أكد ستارمر أن الدول الحليفة لكييف ستواصل ممارسة الضغوط على موسكو، مضيفًا أن بريطانيا ستستضيف اجتماعًا لقادة عسكريين يوم الخميس لمناقشة سبل ضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا بمجرد التوصل إلى اتفاق.
كما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة ممارسة “ضغط واضح” على روسيا، معتبرًا أن موسكو “لا تعطي انطباعًا بأنها تريد السلام بصدق”.
بدوره، قال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف إنه من الضروري مواصلة الضغط على روسيا لحملها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، في حين أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن موسكو يجب أن تثبت استعدادها لوقف إطلاق نار يؤدي إلى سلام دائم.
زيلينسكي يشكل وفدًا رسميًا للتفاوض مع روسيا
وفي خطوة لتهيئة الأجواء الدبلوماسية، أصدر زيلينسكي مرسومًا يقضي بتشكيل وفد رسمي لقيادة عملية المفاوضات مع موسكو، وأسند رئاسة الوفد إلى مدير مكتبه الرئاسي أندريه يرماك، على أن يضم الفريق أيضًا وزير الخارجية أندريه سيبيغا، ووزير الدفاع رستم عمروف، ونائب مدير المكتب الرئاسي بافلو باليسا.
أجرى ستارمر وماكرون اتصالًا هاتفيًا عشية الاجتماع الافتراضي، حيث ناقشا إمكانية تشكيل تحالف دولي لدعم أوكرانيا عسكريًا وأمنيًا، في ظل استمرار روسيا في تعزيز قواتها.
وأكدت مصادر بريطانية وفرنسية أن البلدين منفتحان على نشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق، بهدف ضمان عدم تكرار الغزو الروسي، وهو أمر لا يزال قيد المناقشة.
في المقابل، أبدت دول أخرى، مثل إيطاليا، تحفظها على أي مشاركة عسكرية مباشرة، بينما لا تزال مواقف تركيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا غير محسومة، رغم مشاركتها في الاجتماع الافتراضي الأخير.
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق