
سعر البنزين والكهرباء.. في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم في أسعار الطاقة، ومع حالة الترقب التي يعيشها المواطن المصري تجاه أي تغييرات قد تؤثر على سعر البنزين، أوضح أحد خبراء الطاقة البارزين في البلاد تفاصيل بشأن الزيادة المرتقبة سعر البنزين والسولار. وأكد أن القرار بشأن هذه الزيادة أُجِّل عن قصد بهدف تخفيف الضغط عن المواطنين، لكنه من المتوقع أن يدخل حيّز التنفيذ في شهر أكتوبر بناءً على ما أعلنه رئيس الوزراء.
آلية عمل لجنة التسعير ودورها في تحديد سعر البنزين
صرح الدكتور حسام عرفات، أستاذ هندسة البترول والطاقة، أن لجنة تسعير المنتجات البترولية تُعقد اجتماعات دورية كل ثلاثة أشهر لمراجعة وتحديد الأسعار الجديدة للبنزين والسولار وذلك وفقًا للمعادلة السعرية العالمية. هذه المعادلة تعتمد على عدة عوامل أساسية تشمل:
– متوسط أسعار خام برنت على المستوى العالمي
– سعر صرف الدولار مقارنة بالجنيه
– تكاليف النقل والتكرير
كل هذه العوامل تلعب دورًا رئيسيًا في عملية تسعير الوقود.
آخر تعديل للتسعيرة
أشار المسؤول إلى أن اللجنة كانت قد وافقت مسبقاً على زيادة بنسبة تقارب 10% في آخر تعديل للتسعيرة، مما دفع الحكومة لاتخاذ قرار استثنائي بتأجيل المراجعة المقبلة. وبموجب هذا القرار، أصبحت المراجعات تُجرى كل ستة أشهر بدلاً من ثلاثة، وذلك بهدف دعم استقرار المستوى المعيشي للمواطنين.
خمسة أشهر دون تغيير.. والقرار في أكتوبر
وفي اتصال هاتفي مع الإعلامية إلهام صلاح، أوضح عرفات أن سعر البنزين والسولار لم تشهد أي تعديل منذ 11 أبريل الماضي، أي لمدة تقارب خمسة أشهر كاملة. ولفت الانتباه إلى أن هذا يُعتبر أمراً نادراً، خاصة في ظل الارتفاعات المتكررة على الصعيد العالمي.
كشف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الزيادة المرتقبة في أكتوبر ستكون الأخيرة بموجب الاتفاق بين مصر وصندوق النقد الدولي، الذي يهدف إلى إعادة هيكلة نظام الدعم تدريجيًا دون الإضرار بالفئات ذات الدخل المحدود.
الزيادة ليست رفعًا للدعم بالكامل
رغم أن كلمة “زيادة” قد تثير القلق بين المواطنين، أكد أستاذ هندسة البترول أن تلك الزيادة لا تعني إلغاء الدعم بالكامل، حيث ستستمر الدولة في تحمل جزء من تكلفة الوقود، وخاصة السولار الذي يُعتبر الركن الأساسي لقطاعَي النقل العام والزراعة. وأوضح أن الحكومة بعد تطبيق الزيادة القادمة ستواصل دعم المواد البترولية دون تحرير الأسعار بشكل كامل، مع العمل على تحقيق توازن يُخفف الضغط عن ميزانية الدولة ويحافظ على مصالح المواطنين.
تأثير الوقود على أسعار الكهرباء
أشار عرفات إلى الارتباط الوثيق بين أسعار الوقود ومجال إنتاج الكهرباء، إذ تعتمد أغلب محطات التوليد على السولار والمازوت، ما يعني أن أي تعديل في أسعار الوقود يؤثر بشكل مباشر على تكلفة الكهرباء. وأضاف أن الحكومة قررت تأجيل
تطبيق الزيادة في أسعار الكهرباء إلى أجل غير مسمى رغم أنها كانت مقررة خلال العام المالي الحالي، وذلك مراعاةً للظروف المعيشية للمواطنين ولضمان استقرار أسعار الطاقة في المرحلة المقبلة.
نقلاً عن: صوت المسيحي الحر