سهم “الماجدية” العقارية يستقر في مستهل تداولاته بالسوق السعودية

استقرت أسهم شركة “دار الماجد العقارية” (الماجدية) مع بدء تداولها في سوق الأسهم السعودية اليوم الأربعاء، في أداء نادر للأسهم المدرجة حديثاً، بينما يستمر نشاط الطروحات الأولية في المملكة متجاهلاً أداءً عاماً متراجعاً للسوق.
هبط السهم إلى 13.97 ريال للسهم في مستهل التداولات لكنه سرعان ما حول اتجاهه للارتفاع. جمعت “الماجدية” 1.26 مليار ريال (336 مليون دولار) من طرح حصة 30% بعد أن تلقت طلباً كاملاً على جميع أسهم الطرح خلال دقائق من فتح باب الاكتتاب في الرياض، بحسب أشخاص مطلعين على الصفقة لـ”بلومبرغ”. بلغ سعر الطرح النهائي 14 ريالاً للسهم.
اتسمت الجلسات الأولى للأسهم المدرجة حديثاً في البورصة السعودية عادة بزخم شرائي، مما كان يدفع أسعارها للارتفاع بشكل كبير فوق سعر الطرح الأولي، لكن بعض الأسهم الجديدة على السوق خالفت ذلك الاتجاه مؤخراً وأغلق بعضها دون سعر الطرح في أول أيام التداول.
مخاوف السيولة في بورصة السعودية
سجلت البورصة السعودية مؤخراً أدنى مستوى لقيم التداول منذ ديسمبر 2022، وذلك ضمن سلسلة من الإشارات المقلقة بشأن شح السيولة منذ بداية العام، مما يثير تساؤلات لدى المستثمرين والشركات التي ترى في السوق قناة رئيسية للتوسع وجمع التمويل. في الوقت ذاته، انخفض المؤشر تاسي الرئيسي بنسبة 13% منذ بداية عام 2025.
ورغم جميع هذه المؤشرات، لا يزال بعض المحللين يرون أن ما يحدث يُعد جزءاً من “الدورة الطبيعية للسوق”. وفي هذا السياق، أشار إبراهيم الهندي، الباحث الاقتصادي في مركز أبحاث الأسواق العربية، ل”الشرق” في وقت سابق إلى أن السوق السعودية واجهت في السابق ظروفاً مماثلة وتمكنت من تجاوزها. وأوضح أن انخفاض السيولة يعود إلى وجود فرص استثمارية أخرى داخل الاقتصاد تُعد أقل مخاطرة من الاستثمار في سوق الأسهم.
عوامل متباينة تحيط بـ”الماجدية”
من جانبه قال ماجد الخالدي المحلل المالي الأول لدى صحيفة “الاقتصادية” إن السهم تتنازعه عوامل متباينة، فمن ناحية أغلقت أحدث 5 إدراجات في السوق في جلستها الأولى دون سعر الطرح مما يشكل ضغطاً على “الماجدية”، بينما في المقابل فإن معدل تغطية الطرح من الأفراد والمؤسسات كان أعلى من الطروحات الأخيرة، كما أن تقييم الشركة يتناسب مع وضع السوق الحالي عند مكرر ربحية بواقع 13 مرة تقريباً.
وأضاف الخالدي في مقابلة مع “الشرق” أنه مع الأرباح التي أعلنتها الشركة عن النصف الأول، انخفض هذا المكرر إلى مستوى جيد.
تطورات بقطاع العقارات السعودي
تتصدر السوق السعودية نشاط الطروحات العامة الأولية في الشرق الأوسط منذ بداية العام الجاري، إذ بلغت حصيلة الاكتتابات 3.5 مليار دولار منذ بداية العام.
ويُتوقع أن تستفيد شركات التطوير العقاري مثل “الماجدية” من القواعد الجديدة التي أقرتها السعودية للسماح بتملك الأجانب للعقارات، وسعيها لزيادة معدلات تملك المواطنين للمساكن ضمن جهودها الواسعة لتنويع الاقتصاد. تأسست “الماجدية” في عام 1999، وتُركز على تطوير المجتمعات السكنية في مدينة الرياض.
تُعد “الرمز للعقارات” من بين الشركات الأخرى التي حصلت على موافقة تنظيمية للطرح. كما بدأ التداول على أسهم شركة “منزل التسويق للتجارة” المتخصصة في مواد البناء في وقت سابق من الشهر الجاري بعد طرح أولي.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج