سيرة البابا ديونسيوس الكبير الـ14 الكنيسة تحتفل بتذكار نياحتة


في مثل هذا اليوم، 8 مارس من عام 264 ميلادية، تنيح الأب الجليل البابا ديونسيوس الكبير الرابع عشر، أحد باباوات الكرازة المرقسية. عُرف بلقب القديس الأنبا أثناسيوس الرسولي “معلم الكنيسة الجامعة”، وأطلق عليه أيضًا “البابا ديونسيوس الكبير” نظرًا لما واجهه من محن وصعوبات، حيث تحملها بشجاعة وثبات. لقد كان لديه غيرة كبيرة على الكنيسة، ليس فقط على المستوى المحلي، بل أيضًا على مستوى الأبرشيات الأخرى. بحق، يُعتبر من أعظم الشخصيات التاريخية الهامة والبارزة في تاريخ الكنيسة.

البابا ديونسيوس الكبير الـ14
البابا ديونسيوس الكبير الـ14

سيرة البابا ديونسيوس الكبير الـ14

كان هذا الشخص ابنًا لأبوين يتبعان مذهب الصابئة (عابدي الكواكب)، وقد أولى والده اهتمامًا كبيرًا بتعليمه جميع علوم الصابئة.

وفي يوم من الأيام، صادف عجوزًا مسيحية تحمل بيدها مجموعة من رسائل بولس الرسول، وعرضت عليه بيعها. عندما أخذها واطلع عليها، اكتشف فيها شيئًا غريبًا ومعرفة عميقة. فسألها: “هل تبيعينها؟” فأجابت: “نعم، مقابل قيراط ذهب.” فقدم لها ثلاثة قراريط، وطلب منها أن تبحث عن بقية الأوراق، مع وعده بمضاعفة الثمن. عادت بعد ذلك ببعض الأوراق الإضافية. وعندما وجد الكتاب غير مكتمل، طلب منها باقيه. فقالت له: “لقد وجدت هذه الأوراق بين كتب آبائي. وإذا كنت ترغب في الحصول على الكتاب كاملاً، فعليك الذهاب إلى الكنيسة، حيث يمكنك الحصول عليه.” فتوجه إلى الكنيسة وطلب من أحد الكهنة أن يطلعه على ما يُعرف برسائل بولس، فأعطاه إياها، فقرأها واستوعبها. ثم قصد القديس أنبا ديمتريوس الأول، البابا الثاني عشر، الذي بدأ بتعليمه وإرشاده إلى حقائق الإيمان المسيحي، ثم عمده. وقد حقق تقدمًا كبيرًا في علوم الكنيسة، حتى أن الأنبا ديمتريوس عينه معلمًا للشعب.

البابا ديونسيوس الكبير الـ14البابا ديونسيوس الكبير الـ14
البابا ديونسيوس الكبير الـ14

البابا ديونسيوس الكبير الـ14

توفي الأنبا ديمتريوس، وعُين الأب ياروكلاس بطريركًا، حيث أصبح نائبًا في إدارة شؤون المؤمنين. تولى مسؤولية إدارة البطريركية. بعد وفاة القديس ياروكلاس، اتفق جميع أفراد الشعب على انتخابه بطريركًا في الأول من طوبة (28 ديسمبر سنة 246 م.)، خلال فترة حكم الملك فيلبس الذي كان محبًا للمسيحيين، فاعتنى برعيته بشكل ممتاز. ومع ذلك، واجه العديد من الصعوبات، إذ تمكن داكيوس من قتل فيلبس وتولى العرش، مما أدى إلى بدء اضطهاد المسيحيين، حيث قُتل العديد من البطاركة والأساقفة والمؤمنين. وبعده، تولى غالوس الحكم، مما أدى إلى تراجع الاضطهاد خلال فترة حكمه.

البابا ديونسيوس الكبير الـ14البابا ديونسيوس الكبير الـ14
البابا ديونسيوس الكبير الـ14

القبض على البابا ديونسيوس الكبير

عندما توفي هذا الشخص، تولى فاليريانوس الحكم وبدأ من جديد في اضطهاد المسيحيين بشكل عنيف. قبض على البابا ديونسيوس الكبير وعرض عليه السجود للأصنام، لكنه رفض قائلاً: “نحن نسجد لله الآب وابنه يسوع المسيح والروح القدس، الإله الواحد”. على الرغم من التهديدات المتكررة وقتل بعض الجماعات أمامه، لم يتراجع. بعد ذلك، تم نفيه، لكنه أعيد من المنفى، حيث قال له الملك: “لقد سمعنا أنك تنفرد وتقدس”. فأجابه: “نحن لا نتوقف عن الصلاة ليلاً ونهاراً”. ثم التفت إلى الشعب المحيط به وأوصاهم بالاستمرار في الصلاة، مضيفاً: “حتى وإن كنت غائباً عنكم جسدياً، فأنا حاضر معكم بالروح”. أثار ذلك غضب الملك، فأعاده إلى منفاه. وعندما تغلب عليه سابور ملك الفرس واعتقله، تولى الحكم ابنه غاليانوس، الذي كان صالحاً وحليماً، فأطلق سراح المعتقلين من المؤمنين وأعاد من كان منهم في المنفى. كما كتب رسالة للبطريرك والأساقفة يضمن لهم الأمان لفتح كنائسهم.

الكنيسة تحتفل بذكرى نياحة البابا ديونسيوس الكبير الـ14الكنيسة تحتفل بذكرى نياحة البابا ديونسيوس الكبير الـ14
الكنيسة تحتفل بذكرى نياحة البابا ديونسيوس الكبير الـ14

نياحة البابا ديونسيوس الكبير

في تلك الأيام، ظهر في بلاد العرب قوم يزعمون أن النفس تموت مع الجسد ثم تعود للحياة في يوم القيامة. فجمع عليهم مجمعًا وحرمهم. كما برز آخرون يتبعون بدعة أوريجانس وسابليوس، وعندما كفر بولس السميساطي بالابن، اجتمع عليه مجمع في إنطاكية. لم يتمكن هذا القديس من حضور المجمع بسبب شيخوخته، فاستعاض عن ذلك برسالة مليئة بالحكمة، أوضح فيها فساد آراء هذا المبتدع وأكد صحة المعتقد السليم. وواصل جهوده الصالحة حتى توفي البابا ديونسيوس الكبير عن عمر مديد في 8 مارس سنة 264 م، بعد أن شغل الكرسي الرسولي لمدة 17 سنة وشهرين وعشرة أيام.

نقلاً عن : صوت المسيحي الحر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *