الشهيد أبا آري الشطانوفي .. تحتفل الكنيسة القبطية في شهر مسرى، الشهر الثاني عشر من التقويم القبطي، بذكرى أحد القديسين القلائل الذين لا يعرفهم الكثيرون، وهو الشهيد القديس أبا آري الشطانوفي. يُشار إليه بعدة أسماء مثل القديس أبا آري، أو آبا آري الشطانوفي، أو أنبا أباري، أو الشهيد أبا آري الشطانوفي .
كان هذا القديس كاهنًا في قرية شطانوف، التابعة لمنطقة بشاتي. يُذكر أن بشاتي في اللغة القبطية تُعرف بمدينة نيقيوس، والتي أصبحت اليوم زاوية رزين التابعة لمركز منوف. وتُعد هذه المنطقة واحدة من الأسقفيات القديمة جدًّا التي حملت إرثًا دينيًّا عريقًا.

سيرة الشهيد أبا آري الشطانوفي
بحسب تصريحات الباحث تادرس زكريا، كان هذا الأب يتسم بحياة مليئة بالتقوى والقداسة، بالإضافة إلى حب شديد لخدمة رعية المسيح. لقد منح الله القديس أبا آري عطية فريدة تمثلت في شفاء المرضى وإخراج الأرواح الشريرة. وقد ورد أيضًا أنه كان يتمتع برؤية ملاك الرب يقف إلى يمين المذبح أثناء أداء القداس الإلهي، المعروف بسر الإفخارستيا.

الشهيد أبا آري الشطانوفي ومواجهته للاضطهاد
في عهد الإمبراطور دقلديانوس، أرسل حاكم بشاتي مجموعة من الجنود إلى الكاهن الشهيد أبا آري الشطانوفي ليُحضروه إليه. وعندما عادوا به، وجد الحاكم جالسًا على منصة القضاء يناقش المسيحيين. لم يُخفِ الوالي اندهاشه عند رؤية الكاهن، إذ شعر بحضوره وهيبته. حاول أن يقنعه بالتخلي عن إيمانه بالمسيح وتقديم ذبيحة للآلهة مقابل وعود بعطايا عظيمة ومزايا مميزة. ولكن القديس أبا آري رفض هذه الإغراءات بسخرية، مؤكّدًا إيمانه الثابت بالسيد المسيح. نتيجة لذلك، تعرّض لعقوبة الجلد بشكل عنيف وقاسٍ.
ظهور السيد المسيح الى أبا آري الشطانوفي
وأثناء معاناته، ظهر له السيد المسيح ليُعزيه ويُثبت عزيمته قائلاً: “تشجع يا مختاري أبا آري، وواصل جهادك الحسن. إن ميراثًا عظيمًا محفوظ لك في السماوات مع القديسين بسبب شهادة إيمانك والآلام التي ستتحملها من أجل اسمي”. ثم لمس السيد المسيح جسده وشفاه من آثار الجلد.
تعذيبات لــ أبا آري الشطانوفي
هذا المشهد أثار دهشة الكثيرين ممن كانوا حاضرين، إذ رأوا ما حدث وسمعوا الحديث الإلهي. ولأنهم تأثروا به بشدة، أعلنوا إيمانهم بالمسيح بصوتٍ واحد. اشتعل غضب الحاكم وأمر بسجن أبا آري. وفي اليوم التالي حين اُستدعي للمثول أمامه، وُجد في زنزانته يُرتل ويسبح الله. لم يتوقف الحاكم عند ذلك، فقد أمر بوضع القديس في مرجل مليء بالزيت الساخن وأشعل النار تحته. لكن الله تدخل حينئذٍ فأرسل رئيس الملائكة ميخائيل لينقذ أبا آري من هذا المصير المؤلم.
في الإسكندرية
أُرسل الحاكم القديس آري إلى أرمانيوس، والي الإسكندرية، بهدف إبعاده عن شعبه ومنعه من جذب المزيد للإيمان. هناك، تعرض القديس لعذابات قاسية، ومع ذلك كانت نعمة الله ظاهرة عليه. لاحظ السجان بركات الله العاملة فيه، فأحضر إليه ابنه الأعمى وطلب منه الصلاة ووضع يديه عليه. استجاب القديس، وبفضل الله انفتحت عينا الصبي. وصل الخبر إلى أرمانيوس الذي علم كيف استطاع القديس وهو في السجن أن يقود العديد من الوثنيين إلى الإيمان. فاستدعاه لاستجوابه وعذابه بشدة، وألقي به في أتون نار ملتهبة، إلا أن الرب أنقذه من ذلك المصير.

استشهاد أبا آري الشطانوفي
تابع الراوي حديثه مشيراً إلى أن أرمانيوس شعر بالذل والخزي أمام القديس، فأصدر أمرًا بقطع رأسه. في تلك اللحظات، رفع القديس آري ذراعيه للصلاة وسجد ثلاث مرات قبل أن يسلم عنقه للسياف. حدث ذلك في منطقة تتيادورون الواقعة جنوب الإسكندرية. بعد استشهاده، قام يوليوس بنقل جثمانه في أكفان جديدة إلى شطانوف، بناءً على وصيته الخاصة، حيث استقبله شعبه هناك بالتسابيح والترانيم المهيبة.
نقلاً عن : صوت المسيحي الحر
- إتاحة موقع التنسيق لبدء قبول طلاب مدارس المتفوقين والنيل الثانوية الدولية - 16 أغسطس، 2025
- «خلف الكواليس».. ماذا قال ترامب لبوتين خلال لقاءه على السجادة الحمراء؟ - 16 أغسطس، 2025
- بالفيديو الأنبا عمانوئيل عياد عن هدم كنيسة المريس جمال نصيف بعد استبعاده من الخدمة انتقم من كل ما هو كاثوليكي - 16 أغسطس، 2025
لا تعليق