شركة تقنية مالية يمكنها إدارة أموال شركتك بالذكاء الاصطناعي

شركة تقنية مالية يمكنها إدارة أموال شركتك بالذكاء الاصطناعي

في يوم مبيعات كبير، ستجد كيلفن لي في مكتب يعجّ بالشاشات، ومنه يراقب فريقه مليارات الدولارات من التدفق النقدي الفوري، بينما تُرسل منصات التجارة الإلكترونية التابعة لمجموعة علي بابا القابضة المحدودة كل شيء -سواءً المكانس الروبوتية أو ثمار الكرز أو بيانو- إلى جميع أنحاء العالم.

على أحد الجدران، تُغطي صورة لسحابة رعدية مُخططة بصواعق البرق هذه الكلمات: “تُصنع الاستراتيجية في ساحة المعركة”.

لا يقتصر هذا الجو الحافل على ضمان سير المبيعات على ما يُرام فحسب، إن لي، وهو مسؤول تنفيذي كبير في الفرع العالمي لشركة “آنت غروب” (Ant Group) التابعة لمجموعة علي بابا والمتخصصة في التقنية المالية، يجد في مثل هذه الفعاليات فرصةً مثاليةً لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يستخدمه للتنبؤ بالمكان الذي ستحتاج الشركة فيه إلى النقد وبأي عملة.

 مع انقضاء اليوم، يكون المهندسون على أهبة الاستعداد للبحث عن أي انحراف في الطلب عن التوقعات وتعديل البرمجيات للمرة المقبلة.

مجال لطالما كان مهملاً

يقول لي إن النموذج قادر حالياً على التنبؤ باحتياجات الشركة من العملات الأجنبية بدقة تصل إلى 90%، فتستطيع بذلك تخصيص النقد مسبقاً وتحسين عملية تحويل الأموال عبر الحدود، التي كانت مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً.

تدعم هذه الخوارزمية توسع شركة “آنت إنترناشيونال“ (“آنت” International)، وهي وحدة تابعة لمجموعة “آنت غروب”، وهي تتولى تقنية المدفوعات عبر الحدود. هذا البرنامج أساسي بشكل خاص لزيادة ثقلها في مجال حيوي من عالم الأعمال كان غالباً ما يُغفل، وهو إدارة الخزانة.

“آنت” المدعومة من جاك ما تعزز نموها عبر خدمات الذكاء الاصطناعي

نادراً ما تتصدر هذه الفرق عناوين الصحف عندما تسير الأمور على ما يرام؛ فهي تضمن بهدوء تلبية رواتب الموظفين وتوفر الأموال لتغطية الفواتير غير المتوقعة وإمكانية إتمام التحويلات البنكية في منتصف الليل دون أي عوائق. مع ذلك، فإن الأرقام المعنية هائلة: فقد تعاملت شركة “آنت إنترناشيونال”، ومقرها سنغافورة، مع تدفقات نقدية بلغت 1.1 تريليون دولار العام الماضي.

يتكون نظام “آنت إنترناشيونال” -المستخدم داخلياً وللعملاء- من عنصرين رئيسيين. أولاً، خوارزمية احتياجات العملات، التي تُدرب أيضاً على مؤشرات أخرى للنشاط الاقتصادي المحتمل مثل أسعار شحن البضائع وتوقعات الطقس.

يقيس هذا النظام متغيرات كثيرة قد تؤثر على التكاليف أو المبيعات، مثل ارتفاع أسعار الوقود، أو تأخر الشحن الجوي بسبب الأحوال الجوية، أو الارتفاع المفاجئ في الطلب على المظلات.

ثانياً، نظام مراسلة قائم على تقنية بلوكتشين يخبر البنوك بموعد ومكان تحويل الأموال، متجاوزاً بذلك رسوم الدفع عبر الحدود التقليدية.

ما هي الفوائد؟

يُقدّم هذا النظام للعملاء، وهم مجموعة تضم حالياً ثلاث شركات طيران، بأن هذا المزيج التقني قادر على خفض حجم الأموال التي تحتاج الشركات إلى الاحتفاظ بها يومياً بنسبة تصل إلى 60%. هذا مهم، لأن الوظيفة الرئيسية الأخرى لفريق الخزانة هي تحسين عائد الشركة على رصيدها النقدي. فكلما قلّت الأموال المُعلّقة لسداد النفقات، زادت الأموال التي يُمكن استثمارها إما لتوسيع الأعمال أو تحقيق الإيرادات.

قال لي، المدير العام لقسم تقنية المنصات لدى”آنت إنترناشيونال”: “يشهد عالم الخزانة تحولات ثورية فيما نحن نتحدث. وما يزال في بداياته”.

كيف تجعل “آنت” المدفوعات أرخص وأكثر قابلية للتنبؤ؟

لا تقتصر جهود ”آنت“ على تحقيق مكاسب في هذا المجال. فمع توقع استمرار تزايد المعاملات العابرة للحدود، تعمل شركات مثل ”أمازون دوت كوم“. على تطوير قدرات مشابهة في مجال الذكاء الاصطناعي، كما يقدم بنك ”جيه بي مورغان تشيس آند كو“. وبنوك أخرى نظام دفع شبه فوري عبر الحدود باستخدام ”بلوكتشين“ لديها.

شركة مدعومة من “آنت غروب” تصبح أول يونيكورن تكنولوجيا مالية في تايلاند

قد يبدو كل هذا مملاً بعض الشيء، وهذا هو جوهر الأمر. قال آندي موك، الباحث الأول في مركز الصين والعولمة، وهو مركز أبحاث غير حكومي، مقره في بكين: “من خلال التوسع في قطاع غامض لكن لا غنى عنه، يمكن لشركة (آنت) الاستحواذ بهدوء على حصة سوقية كبيرة قبل أن يلاحظ أحد… الملل يعني توتراً أقل، والتجاهل يعني مساحة أكبر للنمو”.

عندما انضم لي إلى “آنت” في أواخر 2016 بعد فترات عمل في بنوك، منها”سيتي غروب“، كانت الشركة في أوج ازدهارها. شارك في تأسيسها جاك ما، مؤسس ”علي بابا“، وكانت أكبر شركة تقنية مالية في الصين، بقيمة تُقدر بحوالي 60 مليار دولار. كان نظام “علي باي“ (Alipay) “علي باي“ الخاص بها واسع الانتشار في البلاد لدرجة أن البائعين غالباً ما فضلوه على النقد.

تسويات مستهلكة للوقت والمال

كانت أولى مهام لي لدى في “آنت” هي إنشاء خدمة لأسعار صرف العملات. كان هناك ارتفاع مُرحب به في عدد السياح الصينيين الذين يستخدمون “علي باي“ في الخارج، وأرادت الشركة تقديم أسعار صرف جذابة. لكن المشكلة كانت أنه لا يوجد بنك عالمي قادر على توفير سعر صرف ثابت وتنافسي على مدار 24 ساعة بسعر معقول. والأسوأ من ذلك، أن التسويات قد تستغرق يومين أو أكثر، فتعيق العمليات.

لذلك، بنى لي، بدعم من اثنين من علماء البيانات المبتدئين، بنية تحتية للحصول على أسعار صرف فورية والتنبؤ بأمور مثل عدد السياح الصينيين الذين سيستخدمون “علي باي“ في هونغ كونغ خلال 24 ساعة ومقدار إنفاقهم. لقد نجح الأمر، وسرعان ما أصبح النظام جزءاً من البنية التحتية الأساسية التي تدعم النمو السريع لشركتي “آنت” و“علي باي“ عالمياً.

الصين تحشد مواردها في صراع التفوق التكنولوجي مع أميركا

ثم جاءت موجتان صادمتان. أولاً، جائحة ”كوفيد-19“؛ ثم في نوفمبر 2020، أحبطت السلطات الصينية الطرح العام الأولي القياسي لشركة “آنت”. كانت هذه الخطوة جزءاً من حملة حكومية أوسع نطاقاً تستهدف قطاع شركات الإنترنت في الصين، حيث سعى الرئيس شي جين بينغ إلى كبح جماح التجاوزات الرأسمالية ومليارديرات التقنية مثل ما، الذين كانوا واجهتها.

تركت هذه الأحداث “آنت” في حالة فوضى، وغادرها بعض الموظفين، معتقدين أن الشركة لن تتعافى أبداً من الإجراءات التنظيمية الصارمة. كافح آخرون في عالم جديد حيث ركزت “آنت”، التي كانت في السابق تتسابق للتفوق على منافسيها في الابتكار في كل منعطف، بشكل متزايد على الامتثال.

مع ذلك، كان هناك جانب إيجابي واحد فيما يتعلق بالاحتفاظ بالموظفين: كان كل صاحب عمل رئيسي آخر في مجال التقنية البديلة تقريباً يواجه تدقيقاً خاصاً به، لذلك استمر فريق لي.

محدودية النظام الأصلي

عندما بدأت الأعمال تتحسن بعد رفع قيود كوفيد، بدأ نموذج الذكاء الاصطناعي الأصلي الذي استخدمه الفريق لتوقع طلب العملاء يكشف عن محدوديته. كان النظام يعمل بشكل جيد في الأيام العادية، لكن كلما كانت هناك تخفيضات سريعة في العالم المادي -على سبيل المثال، عندما يقدم متجر ”سوغو“ الشهير في هونغ كونغ خصومات- كانت معاملات ”علي باي“ ترتفع فجأة، ويضطر موظفو الخزانة إلى إجراء عمليات صرف عملات إضافية يدوياً لتسوية المعاملات مع التجار.

أراد لي التخلي عن البنية القديمة، التي كانت تعالج المدخلات واحدة تلو أخرى، فنحدّ بذلك كمية البيانات التي يمكنها التعامل معها، والانتقال إلى نوع جديد من الذكاء الاصطناعي أصبح الآن أساساً لنماذج مثل ”تشات جي بي تي“ (ChatGPT)، ويمكنه معالجة كميات كبيرة من المعلومات بالتوازي.

إنفوغراف: “تشات جي بي تي” يستمر بصدارة أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر استخداماً

سيمكّن ذلك نظام “آنت” من استيعاب ومعالجة بيانات أكثر بكثير للاستعداد للأحداث المفاجئة. لكن كانت هناك مخاطر: إذا ثبت عدم موثوقية النظام الجديد وتعطل، فستتأثر جميع عمليات “آنت إنترناشيونال” سلباً. بعد أشهر من الجدل بين مديري المخاطر والمهندسين، تم الاتفاق على حل وسط: بدءاً من مطلع عام 2024، سيشغلون كلا نظامي الذكاء الاصطناعي في وقت واحد ويحددون أيهما أفضل.

لتحقيق رؤيته، بحث لي بجدية في جميع أنحاء العالم عن جميع البيانات التي يمكنه العثور عليها. بدأ بجمع بيانات من أنماط الطقس وتقلبات السوق والاختناقات اللوجستية وتدفقات حاويات الشحن ومبيعات الشركات الصغيرة وحركة السياحة العابرة للحدود وتذاكر الطيران وحجوزات الفنادق وعروض التسوق في هارودز وغاليري لافاييت وحتى نمو النباتات الاستوائية.

(يُعتقد أن تغير الغطاء النباتي الاستوائي قد يكون مؤشراً مبكراً على تغير المناخ، ما قد يُساعد بدوره في التنبؤات الجوية التي تؤثر على السفر والمدفوعات وسعر صرف العملات الأجنبية. لا تُغفل أهمية بساتين الفاكهة).

عندما طُرح نموذج البيانات الضخمة الجديد في عام 2024، فاجأ الجميع. أصبح من الممكن الآن معايرة التوقعات لفترات زمنية دقيقة، إلى حد ساعة. قال لي إنه إذا استمرت شركة “آنت إنترناشيونال” على مسارها الحالي، فسيكون النظام قادراً على التنبؤ بعدد من سيصلون إلى مطار هونغ كونغ خلال الساعتين المقبلتين، وعدد من سيستخدمون سيارات الأجرة منهم، أو عدد حاويات الشحن التي تحتاج جميع شركات الشحن في آسيا إلى استئجارها خلال الشهر المقبل.

عودة جاك ما

تزامنت هذه الإنجازات التقنية مع انتعاش “آنت”. تخلى ما عن السيطرة على الشركة في يناير 2023، ودفعت ”آنت“ غرامة قدرها 7.12 مليار يوان (984 مليون دولار أميركي آنذاك) للحكومة لإنهاء التحقيقات المختلفة. في مارس 2024، شكلت ”آنت إنترناشونال“ مجلس إدارتها الخاص.

بعد سنوات من الغياب عن الأنظار بعد الحملة التنظيمية، عاد ما للظهور، لا سيما لمناقشة أهمية الذكاء الاصطناعي للشركة. أثناء تجوله في مؤتمرات التقنية المالية في آسيا، وجد لي أنه بدلاً من طرح أسئلة كثيرة حول التنظيم، أصبح هناك الآن فضول حول ما يفعله.

هل يعيد جاك ما إلى “علي بابا” مجدها الضائع؟

قلل لي: “كنا بحاجة إلى التقنية، واتضح أن العديد من الشركات الأخرى تفتقدها أيضاً”.

تتولى شركة “آنت إنترناشونال“ الآن إدارة خزينة تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار أميركي لنحو 20 عميلاً خارجياً، منهم شركة ”إيرإيجا“ (AirAsia)، أكبر شركة طيران منخفض الأسعار في المنطقة.

في السابق، كانت شركات الطيران غالباً ما تضطر إلى إضافة هامش تكلفة داخلي يتراوح بين 2% و6% إلى سعر التذكرة لمراعاة تقلبات أسعار الصرف. مع خدمة “آنت”، ​​تمكنت شركات الطيران من تخفيف هذا التحوط. قالت أيرين عمر، الرئيسة التنفيذية لبرنامج مكافآت ”إيرإيجا“: “إنها تُخفّض التكاليف بشكل كبير“.

تُحقق “آنت” إيراداتها من خلال اقتطاع نسبة مئوية من الأموال التي تُساعد العميل على توفيرها. على سبيل المثال، إذا كان العميل ينفق دولاراً واحداً في أحد البنوك، وخفضته “آنت” إلى بضعة سنتات، فإن “آنت” تحصل على نسبة من الأموال المُدّخرة.

تخطي منظومة “سويفت”

كما أن رسوم المعاملات أقل لأن “آنت إنترناشيونال” قلّلت من اعتمادها على شبكة الدفع المصرفية التقليدية عبر الحدود، والتي يدعمها نظام المراسلة المعروف باسم ”سويفت“ (Swift). تاريخياً، كان على “آنت” دفع ما بين 10 دولارات و50 دولاراً لكل معاملة كرسوم مصرفية. بالإضافة إلى ذلك، عادةً ما تعمل البنوك التي تعتمد على ”سويفت“ فقط خلال ساعات العمل الرسمية، عادةً من الإثنين إلى السبت حتى الظهر.

بدلاً من ذلك، بنت “آنت إنترناشيونال” بنية بلوكتشين متطورة خاصة بها مرتبطة مباشرةً بالمؤسسات المصرفية الرئيسية، ومنها بنكي ”إتش إس بي سي هولدينغز“ (HSBC Holdings)  و“ستاندارد تشارترد“ (Standard Chartered). 

تتبع هذه البنية جميع المعاملات بين “آنت” والبنوك الشريكة، وتستخدم رموزاً رقمية للتحقق من شرعية كل معاملة، وهو شكل متطور جداً من إيصالات الدين. تستغرق العملية بأكملها حوالي 30 ثانية. ثم تُدفع الأموال إلى التاجر بالعملة المحلية.

البنوك تنفذ معاملات الأصول الرقمية عبر “سويفت” بحلول 2025

قال كامبل هارفي، أستاذ المالية في جامعة ديوك: “هذه طريقة لإجراء التحويلات خارج النظام المركزي بشكل فوري وشفاف تماماً”. وتُعد بدائل (سويفت) “جذابة جداً لجميع الشركات الكبرى التي تمارس أعمالاً تجارية دولية”.

لقد انتقل حوالي 35% من أنشطة الخزينة في “آنت إنترناشيونال” بالفعل إلى تقنية ”بلوكتشين“ لديها، التي أنجزت 300 ألف معاملة العام الماضي. وتعمل “آنت” مع ”سويفت“ لضمان إمكانية تتبع المعاملات وامتثالها للوائح مكافحة غسل الأموال.

تهدف الشركة هذا العام إلى مضاعفة عدد المعاملات باستخدام هذه التقنية. تتوافق هذه المبادرة أيضاً مع طموح الصين الراسخ لتقليل اعتمادها على النظام المالي العالمي الذي يهيمن عليه الغرب والذي يجسده ”سويفت“.

هناك بعض العوائق المحتملة أمام توسع “آنت إنترناشيونال” في إدارة الخزينة. لكي يعمل برنامجها، تحتاج الشركة إلى الوصول إلى بيانات العملاء الداخلية. قال لي إن “آنت إنترناشيونال” تستخدم تقنيات تشفير وخصوصية متقدمة لحماية المعلومات الحساسة، إلا أن حساسية البيانات ما تزال عموماً مشكلة كبيرة لجميع شركات التقنية.

مخاوف إتاحة البيانات

قال روبرت هيلارد، الذي يقود أعمال الاستشارات لدى ”ديلويت“ (Deloitte) في منطقة آسيا والمحيط الهادئ: “هناك مخاوف كبيرة لدى الشركات ومخاوف كبيرة لدى الجهات التنظيمية، لا سيما كلما اقتربت من بيانات المستهلكين والبيانات المالية”.

مع ذلك، تبدو مؤشرات “آنت إنترناشيونال” حالياً جيدةً: فقد انضمت أكثر من 10 بنوك لربط أنظمتها بها، كما أن كثيراً من الشركات الصينية تتوسع في الخارج- وكلها تحتاج إلى إدارة نقدية عبر الحدود.

بل إن هناك احتمالاً لطرح عام أولي، وفقاً لما نقلته بلومبرغ نيوز. بدلاً من محاولة إدراج  أسهمها مرة أخرى، تقوم استراتيجية مجموعة “آنت غروب” حالياً على طرح وحداتها الفردية واحدة تلو الأخرى، وفقاً لمصادر مطلعة.

مع تحقيق “آنت إنترناشيونال” إيرادات تُقارب 3 مليارات دولار، فقد تصل قيمتها إلى 19.2 مليار دولار إذا أُدرجت في هونغ كونغ، وفقاً لتقديرات بلومبرغ إنتليجنس. 

قال موك، من مركز الصين والعولمة، إن تدفق الإيرادات الإضافي من إدارة الخزانة “يجعل قصة الطرح العام الأولي أكثر جاذبية”.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف