شكوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل تتسع في لاهاي

في خطوة جديدة تزيد من الضغط القانوني والدولي على إسرائيل، أعلنت البرازيل عزمها الانضمام إلى الشكوى التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والتي تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة. 

هذه الخطوة تعكس تنامي القلق الدولي إزاء الأوضاع الإنسانية في القطاع، وتأتي في ظل اتساع رقعة الدول المنضمة إلى القضية، بما يعكس تحولاً لافتًا في مواقف العديد من دول العالم تجاه الصراع الدامي المستمر منذ أشهر.

البرازيل تتحرك قضائيًا: لن نقف مكتوفي الأيدي

أعلنت وزارة الخارجية البرازيلية، في بيان رسمي، أنها في المرحلة النهائية من تقديم طلب الانضمام الرسمي إلى الشكوى المقدمة من جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وهي أعلى سلطة قضائية تابعة للأمم المتحدة. 
وأكد البيان أن قرار الانضمام يأتي انسجامًا مع مبادئ القانون الدولي الإنساني، ورفضًا لما وصفته بـ”العنف الأعمى” الممارس ضد المدنيين الفلسطينيين.

وأدان البيان استخدام التجويع كسلاح حرب، في إشارة مباشرة إلى الظروف الكارثية التي يعيشها سكان قطاع غزة، الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء بفعل الحصار المستمر والعمليات العسكرية.

دول أخرى تنضم للقضية.. وتل أبيب ترفض التهم

انضمت عدة دول إلى الشكوى، من بينها بوليفيا، كولومبيا، ليبيا، المكسيك، وإسبانيا، وهو ما يعكس اتساع نطاق التأييد الدولي للقضية القانونية ضد إسرائيل. 
من جانبها، نفت الحكومة الإسرائيلية الاتهامات بشدة، ووصفتها بأنها باطلة ومسيّسة، معتبرة أن الهدف منها هو تشويه صورة إسرائيل الدولية وعرقلة عملياتها العسكرية ضد حركة حماس.

قرارات سابقة لمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل

منذ بداية العام الجاري، أصدرت محكمة العدل الدولية سلسلة من القرارات المؤقتة في القضية نفسها، حيث طالبت إسرائيل في يناير ومارس ومايو 2024 باتخاذ تدابير فورية لمنع ارتكاب أعمال إبادة جماعية في قطاع غزة. 
وشملت المطالب ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود، وتوفير الحماية للمدنيين، خصوصًا في ظل تحذيرات من مجاعة وشيكة.

تصعيد قانوني يضع إسرائيل تحت المجهر الدولي

انضمام البرازيل، إحدى أكبر الدول في أميركا اللاتينية، يمثل تصعيدًا مهمًا في المسار القضائي والدبلوماسي ضد إسرائيل. 
ويضع هذا التوسع في الشكوى إسرائيل تحت ضغط متزايد من المجتمع الدولي، ويزيد من تعقيد علاقاتها السياسية مع عدد من الدول التي كانت في السابق مترددة في اتخاذ مواقف قانونية حاسمة تجاه سلوكها في غزة.