شيء واحد يمنعه.. هل ينهي مبابي أسطورة كريستيانو رونالدو في ريال مدريد؟
عندما وقف كيليان مبابي ليحتفل بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي، لم يكن المشهد مجرد تكريم لهداف الموسم، كانت اللحظة بمثابة “إعلان رسمي” وبداية حقبة جديدة؛ فتى باريس المدلل أصبح “الملك” المتوج في مدريد.
لقد نجح مبابي في موسمه الأول في فعل ما كان يفعله كريستيانو رونالدو تماما، السيطرة على الجوائز الفردية الكبرى. هذا النجاح الصاروخي يطرح السؤال الأصعب: هل نشهد بداية النهاية لأسطورة رونالدو كـ”الأعظم” في تاريخ النادي، وولادة أسطورة جديدة ستتفوق عليه؟
الوريث الشرعي.. تفوق في كل شيء؟
منذ اليوم الأول، لم يأتِ مبابي ليكون مجرد “خليفة”، بل أتى ليصبح “الوريث الشرعي” الذي قد يتجاوز الإرث نفسه، فوزه بالحذاء الذهبي كأفضل هداف في أوروبا برصيد 31 هدفا في موسمه الأول هو أمر لم يحققه رونالدو بهذه السرعة، الأرقام الأولية مرعبة؛ فمبابي يواصل تسجيل الأهداف بغزارة في كل المسابقات، ويبدو أنه في طريقه لتحطيم كل الأرقام القياسية المسجلة باسم “الدون”.
حتى في “المعركة” الرمزية الأهم، الكلاسيكو، يبدو أن مبابي يتفوق؛ ففي الوقت الذي كان فيه رونالدو يخوض حروبًا طاحنة ضد برشلونة، ظهر مبابي ليحسم الأمور بسرعة؛ إذ سجل أهدافا أكثر في عدد مباريات أقل، وإن لم يكن قد حقق الفوز إلا في المباراة الخامسة بالضبط كرونالدو.
بل إن المقارنات امتدت لتشمل “ضحاياه” المفضلين؛ ففي الوقت الذي كان فيه لامين يامال، نجم برشلونة، يتفوق بوضوح في مواجهاته المباشرة ضد ريال مدريد الموسم الماضي، جاء مبابي ليقلب الطاولة ويستعيد “هيبة” مدريد في المواجهات المباشرة بالفوز في الكلاسيكو الأخير.
القائد الجديد.. تحول في الشخصية
الأمر لا يتوقف عند الأرقام. ففي باريس، كان مبابي يُتهم أحيانا بـ”الأنانية” والتركيز على مجده الشخصي. لكن في مدريد، نشهد نسخة مختلفة تماما. لقد أظهر “نضجاً” قيادياً مفاجئاً؛ ففي لقطة ضربة الجزاء الشهيرة أمام فياريال، تنازل مبابي عن التسديد لزميله فينيسيوس جونيور، قائلاً له: “اليوم يومك”، في لفتة “أبوية” لإعادة ثقة زميله المنهارة.
حتى في حفل تتويجه بالحذاء الذهبي، أكد أن “الألقاب الجماعية هي الأهم”، هذا التحول في الشخصية يثبت أنه لا يقلد رونالدو فحسب، بل يتطور ليصبح قائدا حقيقيا للمشروع.
الشيء الوحيد الذي يمنعه.. “شبح” دوري الأبطال
رغم كل هذا التفوق، يبقى هناك “شيء واحد” يمنع مبابي من إنهاء أسطورة رونالدو في مدريد، الألقاب الكبيرة، الإرث الحقيقي لكريستيانو رونالدو في مدريد لم يكن مجرد أهداف، بل كان “أربع بطولات لدوري أبطال أوروبا”. هذا هو التحدي الأكبر والأصعب الذي يواجه مبابي.
يمكن لمبابي أن يحطم كل الأرقام الفردية لرونالدو، يمكنه أن يتفوق عليه في عدد الأهداف في الكلاسيكو، ويمكنه الفوز بالحذاء الذهبي كل عام. لكن لكي “ينهي” أسطورة “الدون” ويصبح هو “الأعظم” في تاريخ النادي الملكي، يجب عليه أن يفعل الشيء الوحيد الذي جاء من أجله: جلب “الكأس ذات الأذنين” إلى البرنابيو، وليس مرة واحدة، بل مرارا وتكرارا. حتى ذلك الحين، سيبقى مبابي هو “الوريث” العظيم، وسيظل رونالدو هو “الملك” الأسطوري.
نقلاً عن: إرم نيوز
