قفزت صادرات الصين من مغناطيسات العناصر النادرة إلى الاتحاد الأوروبي في أغسطس، ما يبرز اعتماد التكتل بشكل أكبر على الإمدادات الصينية مقارنة بالولايات المتحدة، وانكشافه أمام التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
ارتفعت الشحنات إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 21% مقارنة بشهر يوليو لتصل إلى 2582 طن، وفق بيانات الجمارك الصينية الصادرة السبت، لترتفع الكميات منذ بداية العام إلى أكثر من ثلاثة أضعاف نظيرتها إلى الولايات المتحدة. في المقابل، تراجعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 5% على أساس شهري لتسجل 590 طناً.
المغناطيسات النادرة، الضرورية للسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والمعدات العسكرية، تحولت إلى السلاح الأبرز لبكين في المواجهة مع واشنطن في وقت سابق من هذا العام. ورغم أن المكالمة الهاتفية بين الرئيس دونالد ترمب والزعيم الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة أشارت إلى استمرار تراجع حدة التوترات، لا تزال المخاوف قائمة بشأن سيطرة الصين على نحو 90% من إنتاج المغناطيسات عالمياً.
اعتماد الاتحاد الأوروبي على الصين
اعتماد الاتحاد الأوروبي المفرط جعل صناعاته عرضة بشكل خاص. فرغم التعافي الأخير، فإن أزمة الإمدادات السابقة لا تزال تؤثر على التكتل. قالت غرفة التجارة الأوروبية في الصين الخميس إن شركات الاتحاد تكبدت سبع توقفات إنتاج في أغسطس، ومن المتوقع حدوث 46 توقفاً إضافياً هذا الشهر.
دفعت هيمنة الصين أوروبا إلى تسريع خططها لتأمين بدائل. إذ دخل “قانون المواد الخام الحرجة” للاتحاد حيز التنفيذ العام الماضي، متضمناً مقترحات لإعادة تدوير المزيد من العناصر النادرة من الأجهزة الإلكترونية المستعملة. كما يسعى قطاع السيارات الكهربائية الأوروبي للحصول على إمدادات من أماكن أخرى مثل إستونيا.
في الولايات المتحدة، تخطط شركة “إم بي ماتيريالز” (.MP Materials Corp)، وهي المُنتج الوحيد للعناصر النادرة هناك، لبدء الإنتاج التجاري للمغناطيسات في وقت لاحق من هذا العام.
تقدم بيانات الجمارك الصينية دليلاً جزئياً فقط على التأثيرات المستمرة لقيود التصدير، إذ تنطبق فقط على المغناطيسات التي تحتوي على عناصر نادرة ثقيلة معينة. ولا تُفصّل البيانات حسب النوع، كما أنها تشمل أيضاً منتجات لا تحتوي على هذه العناصر الثقيلة.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج