صندوق النقد يرفع توقعاته لنمو اقتصاد السعودية للمرة الثانية

رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي للمرة الثانية على التوالي خلال ثلاثة أشهر، بدفع من التوسع في الأنشطة غير النفطية، والتخفيف التدريجي لتخفيضات إنتاج النفط ضمن تحالف “أوبك+”.
يتوقع الصندوق أن يسجل أكبر اقتصاد عربي نمواً بنسبة 4% عامي 2025 و2026، بزيادة قدرها 0.4 و0.1 نقطة مئوية على التوالي مقارنةً بتقديرات يوليو الماضي، وفق تقرير “آفاق الاقتصاد العالمي” المحدث لشهر أكتوبر 2025 الصادر اليوم الثلاثاء.
تحسن النظرة الاقتصادية بدعم من أسعار النفط
تلقت النظرة الإيجابية لاقتصاد السعودية الدعم من رفع الصندوق تقديراته لمتوسط أسعار النفط خلال العام الجاري إلى 68.9 دولار للبرميل مقابل 68.2 دولار في توقعاته السابقة، وإلى 65.8 دولار للبرميل في 2026 مقارنة بـ64.3 دولار قبل ثلاثة أشهر.
صادرات النفط السعودية تقفز لأعلى مستوياتها في 18 شهراً مع زيادة إمدادات “أوبك+”
ويدعم ذلك أيضاً تقليص تحالف “أوبك+”، منذ أبريل، تخفيضاته لإمدادات النفط بهدف استعادة حصته السوقية، والمملكة أكبر منتج في التحالف وتدعم زيادة إنتاج الخام الإيرادات الحكومية، بما يمنح المزيد من الزخم للنشاط الاقتصادي في البلاد.
الأنشطة غير النفطية تقود النمو
رغم المراجعة الإيجابية من قِبل الصندوق لتوقعات نمو اقتصاد المملكة، إلا أنها دون تقديرات وزارة المالية السعودية التي رفعت في بيانها التمهيدي لميزانية 2026 توقعات نمو الاقتصاد إلى 4.4% هذا العام و4.6% العام المقبل، مدفوعاً بشكلٍ أساسي بالنمو المتوقع للناتج المحلي للأنشطة غير النفطية.
وفي يوليو، عزا أمين ماتي، رئيس بعثة الصندوق إلى السعودية، تحسن التوقعات للاقتصاد إلى مرونته في مواجهة التحديات العالمية وتحسن عائدات النفط، إلى جانب النمو المتسارع في الأنشطة غير النفطية التي باتت تقود دفة التحول الاقتصادي. منبهاً، في المقابل، إلى تسجيل عجز مزدوج في الميزانية والحساب الجاري، نتيجة انخفاض أسعار النفط وزيادة الواردات الاستثمارية.
“إس آند بي”: 3.5% من نمو الناتج المحلي السعودي مصدره القطاع غير النفطي
إشادة دولية بانضباط السياسة المالية
في وقتٍ سابق من الشهر الجاري، أشادت كريستالينا غورغييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، بإعادة تقييم السعودية لخطط الإنفاق على المشاريع، معتبرة أن “هذه الممارسة ضرورية للحفاظ على الانضباط المالي وضرورية للمالية العامة، وأيضاً لزيادة ثقة أسواق المال بالبلد. ومن الواضح جداً أن الأسواق تكافئ الدول المنضبطة مالياً”.
وأضافت غورغييفا، في مقابلة مع “الشرق”، أن “الهدف من تحسين كفاءة الإنفاق هو زيادة الرشاقة والقدرة على التكيف من خلال وضع خطط، ثم مراجعتها وإعادة تقييمها.. كما فعلت السعودية مؤخراً لضمان المحافظة على قوة مركزها المالي”.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج