ضربة للامين يامال.. هل وجد برشلونة “المنقذ” الذي بحث عنه طويلاً؟

ضربة للامين يامال.. هل وجد برشلونة “المنقذ” الذي بحث عنه طويلاً؟

في ليلة أوروبية صعبة على ملعب “سانت جيمس بارك”، وبينما كانت جماهير برشلونة الإسباني تتحسر على غياب ساحرها الصغير لامين يامال، بزغ نجم لم يكن في الحسبان، ليس بجديد على سماء كرة القدم، ولكنه كان قد أفل نجمه لسنوات.

إنه ماركوس راشفورد، الذي أعلن عن “ولادة جديدة” له بقميص البلوجرانا، مسجلاً هدفين قادا الفريق لفوز ثمين على نيوكاسل يونايتد، وأطلق سؤالاً مدويًا: هل وجد برشلونة أخيرًا المنقذ الذي بحث عنه طويلاً؟

 لم يكن هذا التألق وليد صدفة، بل نتاج عملية إحياء متكاملة للاعب كان قد فقد بريقه في مانشستر يونايتد. يمكن تلخيص سر هذا الانفجار في أربعة أسباب رئيسية، تكشف كيف تمكن برشلونة ومدربه هانز فليك من إعادة اكتشاف المهاجم الإنجليزي.

ثقة فليك.. مفتاح العودة

أول وأهم الأسرار يكمن في العلاقة مع المدرب الألماني هانزي فليك. على عكس القيود التكتيكية والضغط الهائل الذي كان يعانيه في “أولد ترافورد”.

هانزي فليك

منحه فليك الثقة الكاملة والحرية المطلقة في الثلث الهجومي.. وظهر راشفورد في الملعب وكأنه تحرر من قيود، يُسمح له بالمراوغة والتسديد واتخاذ القرارات الفردية التي كانت يومًا ما سببًا في انتقاده.

هذه الثقة كانت بمثابة الشرارة التي أعادت إشعال موهبته الخام وأخرجت نسخة لم تظهر من قبل للنجم الإنجليزي.

 الهروب من جحيم إنجلترا

لا يمكن إغفال التأثير النفسي لتغيير البيئة حيث كان راشفورد في إنجلترا تحت مجهر إعلامي وجماهيري لا يرحم، حيث يتم تحليل كل حركة وتضخيم كل خطأ.

الهروب إلى برشلونة منحه فرصة للبدء من جديد بعيدًا عن هذا الضغط الخانق.. وهذه الراحة النفسية سمحت له بالتركيز بنسبة 100% على كرة القدم، واستعادة شغفه باللعبة دون الخوف من العناوين القاسية في صباح اليوم التالي.

سيمفونية دي يونغ وبيدري

كرة القدم لعبة جماعية، ولا يمكن لأي مهاجم أن يتألق بمفرده. اللعب بجانب عقول كروية مبدعة مثل فرينكي دي يونغ وبيدري جعل مهمة راشفورد أسهل بكثير.

جودة التمرير والرؤية التي يتمتع بها ثنائي خط الوسط تخلق له مساحات وفرصًا لم يكن يحصل عليها في مانشستر.

لم يعد راشفورد مضطرًا للنزول إلى منتصف الملعب لاستلام الكرة وبناء الهجمة بنفسه؛ كل ما عليه هو التحرك بذكاء في انتظار تمريرة حريرية تضعه وجهًا لوجه مع المرمى.

 سر الهدفين.. التحرك في العمق

أما على المستوى التكتيكي، فقد كانت مواجهة نيوكاسل نقطة تحول واضحة. فبدلاً من البقاء أسيرًا على الخط الجانبي كجناح تقليدي، أظهر راشفورد نضجًا كبيرًا بتحركاته المستمرة نحو عمق الملعب. هذا التغيير البسيط أربك دفاعات نيوكاسل وجعله خطرًا لا يمكن التنبؤ به.

الهدفان اللذان سجلهما، أحدهما بالرأس والآخر بتسديدة قوية، كانا نتيجة مباشرة لهذا التحرك الذكي الذي وضعه في مواقع مثالية لإنهاء الهجمات.

في النهاية، قد يكون غياب يامال ضربة مؤلمة، لكن انفجار راشفورد المفاجئ يقدم لبرشلونة حلاً هجوميًا فعالاً وسلاحًا فتاكًا. إنها قصة لاعب وُلد من جديد، ليمنح فريقه الأمل في أن رحلة البحث عن “المنقذ” قد انتهت أخيرًا.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف