طلاب بريطانيون يكتشفون إنشاء مادة تعليمية بالذكاء الاصطناعي
سادت حالة من الغضب بين طلاب جامعة ستافوردشاير في بريطانيا بعد اكتشافهم أن المنهج الخاص بالدورة الأكاديمية للبرمجة جرى إنشاؤه بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأفادت صحيفة الجارديان، بأن الطلاب انتقدوا الدورة الأكاديمية لاعتمادها على الذكاء الاصطناعي في إنشاء العروض المعلوماتية المستخدمة خلال الدورة، بالإضافة إلى الاستعانة أحيانًا بصوت مُنشأ بالذكاء الاصطناعي ليقرأ ويشرح المنهج الدراسي.
وأشار جيمس، أحد الطلاب المسجلين بالدورة الأكاديمية، والذين يبلغ عددهم 41 طالبًا، إلى أنه يشعر بخيبة الأمل، معرباً عن قلقه بأنه أضاع عامين من عمره في الدورة، والتي وصفها بأنها أنشئت بأرخص طريقة ممكنة.
وانتقد جيمس ازدواجية السياسات التعليمية للجامعة، مشيراً إلى أنهم يتعرضون للعقاب في حال قدموا أي فروض دراسية أو أبحاث أنشئت باستخدام الذكاء الاصطناعي، بينما في الوقت نفسه يتعلمون منهجًا علميًا جرى إعداده بالأنظمة نفسها.
واجه الطالب جيمس وعدد من زملائه، مسؤولي الجامعة عدة مرات بمسألة استخدام مواد تعليمية من إنتاج الذكاء الاصطناعي في المقرر، ومع ذلك، يبدو أن الجامعة لا تزال تعتمد تلك المواد المرتكزة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تدريس المقرر.
ونشرت الجامعة هذا العام، على موقع المقرر بيانًا رسميًا يكاد يبرّر هذا الاستخدام، مؤكدة إطارًا لتمكين الأكاديميين من الاستفادة من أتمتة الذكاء الاصطناعي في الأعمال العلمية والتعليمية.
وفي الوقت نفسه، تنصّ سياسات الجامعة المعلنة للجمهور على تقييد استخدام الطلاب لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن من يفوض الذكاء الاصطناعي لأداء عمله، أو يقدّم عملًا مُولّدًا من الذكاء الاصطناعي على أنه من إنتاجه الخاص، يكون خالف سياسات النزاهة الأكاديمية، وربما يُعرض للمساءلة بتهمة سوء السلوك الأكاديمي.
قال جيمس: “أنا في منتصف حياتي، وفي منتصف مساري المهني. لا أشعر بأن بإمكاني الآن أن أبدأ مسارًا مهنيًا جديدًا. لقد علقتُ في هذا المقرر”.
وأوضح جيمس أنه طرح مخاوفه في بداية المقرر العام الماضي، خلال اجتماع شهري مع ممثل الطلاب، ثم، في أواخر نوفمبر، عبّر عنها مجددًا أثناء إحدى المحاضرات التي جرى تسجيلها ضمن مواد المقرر.
وظهر في التسجيل، وهو يطلب من المحاضر التوقف عن استخدام الشرائح قائلًا: “أنا أعلم أن هذه الشرائح مُنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وأعلم أن الجميع في هذه القاعة يعرف أنها مُنتَجة بواسطة الذكاء الاصطناعي؛ أفضّل أن تتخلّوا عنها تمامًا. أنا لا أريد أن أُدرَّس بواسطة GPT”.
وبعد لحظات، تدخل ممثل الطلاب قائلًا: “نقلنا هذه الملاحظات، جيمس، وكان الرد أن المدرسين مسموح لهم باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات؛ شعرنا بإحباط شديد من هذا الرد”.
وقال طالب آخر: “هناك بعض النقاط المفيدة في العرض، لكن النسبة ضئيلة للغاية، ربما 5% فقط. الكثير منه تكرار؛ هناك بعض الذهب في قاع هذا المنخل، لكن يمكننا على الأرجح استخراج هذا الذهب بأنفسنا عبر سؤال ChatGPT”.
وردّ المحاضر بابتسامة متوترة قائلًا: “أقدّر صراحتكم…” ثم غيّر الموضوع متحدثًا عن مادة تعليمية أخرى أعدّها، أيضًا باستخدام ChatGPT.
وأضاف: “أعددتها على عجل، بصراحة”.
وفي مرحلة لاحقة، أبلغ رئيس المقرر جيمس بأن اثنين من المحاضرين البشريين سيراجعان المادة في الجلسة الختامية “حتى لا تحصل على تجربة تعلم يقدمها الذكاء الاصطناعي”.
وفي ردّ رسمي على طلب للرد من “الجارديان”، قالت الجامعة إن “المعايير الأكاديمية ومخرجات التعلم تم الحفاظ عليها” خلال المقرر.
وأضافت الجامعة: “ندعم الاستخدام المسؤول والأخلاقي للتقنيات الرقمية وفقًا لإرشاداتنا، ويمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تدعم بعض مراحل التحضير، لكنها لا تُعدّ بديلًا عن الخبرة الأكاديمية، ويجب استخدامها دائمًا بما يضمن الحفاظ على النزاهة الأكاديمية والمعايير المعمول بها في القطاع”.
نقلاً عن: الشرق
