تعامد الشمس , يشهد دير الملاك ميخائيل الأثري في محافظة الشرقية ظاهرة فلكية سنوية فريدة تحدث في الأول من مايو من كل عام ، حيث يتعامد شعاع الشمس على مذبح الشهيد مارجرجس. هذه الظاهرة التي تتزامن مع ذكرى استشهاد الشهيد مارجرجس، تبرز كأحد أبرز المعالم الفلكية في تاريخ الكنيسة المصرية، وتمثل شاهدًا على براعة العمارة المصرية القديمة.

اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس ودراسات الفلكيين
في عام 2011، تم اكتشاف الظاهرة على المذابح الثلاثة داخل دير الملاك ميخائيل أثناء عمليات الترميم التي كانت تجري في الكنيسة. وبحسب القمص ويصا حفظي، كاهن الدير، فإن الظاهرة تم تسجيلها رسميًا وأصبحت حدثًا سنويًا يتم الاحتفال به. وتحدث هذه الظاهرة بشكل دوري، حيث تحدث على ثلاثة مذابح في تواريخ مختلفة خلال العام.
أولاً، على مذبح الشهيد مارجرجس في الأول من مايو، ثم في شهر يونيو على مذبح الملاك ميخائيل في عيده، وأخيرًا على مذبح السيدة العذراء في أغسطس تزامنًا مع ذكرى صعودها.
وتجذب هذه الظاهرة الفلكية الباحثين والمختصين في الفلك والآثار، حيث قام فريق من جامعة يونانية بزيارة الدير لدراسة الظاهرة وتوثيقها. بعد عدة أيام من الدراسة الميدانية، أكد الباحثون أن ما يحدث في الدير هو تعامد حقيقي للشمس، مما يضفي على الظاهرة طابعًا فلكيًا علميًا يضاف إلى بعدها الديني والتاريخي.

المعمار والتصميم الفريد للكنيسة
تعتبر الكنيسة في دير الملاك ميخائيل من أقدم الكنائس في مصر، إذ تعود إلى العصر البيزنطي. وقد تم بناء الكنيسة باستخدام مواد مثل الطوب والحجارة إلى جانب مادة تسمى “القصر ملي”، وهي مزيج من الرمل والجير والحمرة، مما يجعل بناءها صلبًا ومتینًا. والجدير بالذكر أن الكنيسة ليس لها سقف خشبي أو حديدي، بل تضم قبابًا مرتفعة على شكل صليب متساوي الأضلاع، ما يعكس براعة في تصميمها المعماري المتقدم الذي يعكس فنون العمارة البيزنطية.
من جهة أخرى، يُعتقد أن هذه الظاهرة في الكنيسة هي نتيجة تصاميم هندسية دقيقة تعود إلى فترات قديمة، حيث كانت عمارة الكنائس والمعابد المصرية القديمة تتسم بالقدرة على استغلال المسارات الشمسية في مختلف الأوقات والمناسبات الدينية. وقد ربط العلماء هذه الظاهرة بفنون العمارة المصرية القديمة التي كانت تستخدم الظل والشمس في بناء المعابد لتتعامد الشمس على بعض الأجزاء المهمة، مثل تماثيل الملوك.

الاحتفالات والأبعاد الثقافية والدينية لـ تعامد الشمس على الكنيسة
تُعد هذه الظاهرة أكثر من مجرد حدث فلكي؛ فهي تشكل جزءًا من الهوية الدينية والثقافية للمجتمع المصري، حيث يتم تنظيم احتفالات كبرى في الدير بمناسبة الظاهرة ، وهو ما يُشجع السياح والزوار على التوافد إلى المنطقة. وفي كل عام، يحرص أهالي محافظة الشرقية والمهتمون بالشأن الأثري والكنسي على حضور هذه الاحتفالات التي تقام في أوقاتها ، في حين أن هذا العام تزامن الحدث مع أسبوع الآلام، مما حال دون إقامة الاحتفالات الرسمية بسبب الطقوس الدينية.
نقلاً عن : صوت المسيحي الحر
- بعد التأجيل.. موعد امتحانات شهر أبريل 2025 للنقل - 3 مايو، 2025
- انهيار إلهام شاهين في جنازة وليد مصطفى زوج كارول سماحة.. صور - 3 مايو، 2025
- «التنسيق على الأبواب».. الخريطة الكاملة لبرامج الكليات بالجامعات - 3 مايو، 2025
لا تعليق