تزامنًا مع انتظار طلاب الثانوية العامة انطلاق مراحل تنسيق القبول بالجامعات، تبرز الجامعات التكنولوجية كأحد الخيارات الواعدة التي تستحق التفكير بجدية، فهي لا تمنح فقط شهادات معترف بها، بل تقدم تخصصات حديثة تواكب احتياجات سوق العمل، ما يجعلها بوابة حقيقية لمستقبل مهني آمن، وفي هذا السياق، قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، إن الجامعات التكنولوجية تُعد أحد روافد التعليم العالي الحديثة، وتحظى باهتمام متزايد من الدولة المصرية، حيث بلغ عددها حتى الآن حوالي 12 جامعة أو أكثر، وتمنح هذه الجامعات شهادات مهنية مثل: البكالوريوس المهني في التكنولوجيا، والماجستير المهني، والدكتوراه المهنية في مجالات تخصصية مختلفة، وهو ما يُميز خريجيها بأنهم مؤهلون مباشرة لسوق العمل في تخصصات متنوعة.
أوضح الدكتور تامر، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، أن الجامعات التكنولوجية تقدم تخصصات مطلوبة بشدة في سوق العمل مثل الذكاء الاصطناعي، الصناعات المعدنية والخشبية، الصناعة الهندسية والإلكترونية، الكهربية، الغزل والنسيج، الصناعات الغذائية، الطباعة والنشر، الكيماويات، مواد البناء، وتكنولوجيا الغاز والبترول، كما أن كل جامعة تركز على خدمة الإقليم الجغرافي الذي تقع فيه، ما يساعد على توفير فرص عمل محلية في نفس المحافظة، ويوفر خريجين متخصصين بحسب طبيعة السوق المحلي.
وأكد على أنها تتميز بمعترف من وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات والحكومة، وهو ما يمنح شهاداتها شرعية وفرص متكافئة مع الجامعات الحكومية سواء في التوظيف أو الانضمام للنقابات المهنية، كما أنها أقل في المصروفات مقارنة بغيرها، وتتمتع ببنية تحتية حديثة ومعامل متطورة، بالإضافة إلى تناسب أعداد الطلاب مع أعضاء هيئة التدريس، مما يقلل من التكدس الموجود في الكليات الحكومية، وكذلك تقبل هذه الجامعات مجموعات أقل من الجامعات التقليدية، ما يجعلها خيارًا متاحًا لشرائح أوسع من الطلاب.
واشار الخبير التربوي، إلى أن الجامعات التكنولوجية تتيح لطلابها الحصول على شهادات من جامعات أجنبية من خلال الشراكات الأكاديمية، إلى جانب توفير فرص تدريب فعلي داخل مصانع وشركات قطاع الأعمال، مما يُعزز فرص توظيفهم بعد التخرج، كما تضم نخبة من أعضاء هيئة التدريس من الجامعات المصرية، وتتوفر بها ورش تدريب مجهزة على أعلى مستوى ومع كل هذه المميزات، ما زال الوعي بهذه الجامعات منخفضًا لدى كثير من أولياء الأمور والطلاب، وهو ما يستدعي مزيدًا من التوعية والترويج لهذه التجربة التعليمية المهمة.
تربوي لطلاب الثانوية 2025 الجامعات التكنولوجية فرصة واعدة لطلاب الثانوية العامة
قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، إن الجامعات التكنولوجية تمثل تطويرًا شديد الأهمية لمسار التعليم الفني، حيث تهدف إلى إكساب الطلاب المعلومات والمهارات الفنية، إلى جانب مهارات الحياة، التي تؤهلهم للاندماج الفعّال في سوق العمل، وتُقدم هذه الجامعات مناهج دراسية عصرية، إلى جانب تدريب عملي ميداني يعزز من الجوانب التطبيقية.
وأضاف حجازي، أن تقوم فكرة الجامعات التكنولوجية على التعاون الوثيق مع احتياجات سوق العمل، إذ تُركز على تدريس التخصصات الحديثة المطلوبة فعليًا، ما يجعلها أحد المسارات الدراسية الواعدة أمام طلاب الثانوية العامة، وتُتيح هذه الجامعات للطلاب فرصة التدريب في بيئات عمل حقيقية، مما يُكسبهم خبرات واقعية تسهم في رفع كفاءتهم المهنية.
وأكد على أن تقبل الجامعات التكنولوجية نسبة 20% من طلاب الثانوية العامة، وهي نسبة تعكس مدى الانفتاح على هذا المسار، ويُعد نجاح الطالب في الالتحاق بإحدى هذه الجامعات فرصة جيدة للغاية، لما توفره من خبرات فنية ومهنية وتكنولوجية مهمة، بالإضافة إلى ما تتيحه من فرص عمل محليًا ودوليًا في قطاعات متطورة وذات طلب متزايد
خبيرة تربوية لطلاب الثانوية ٢٠٢٥ “الكليات التكنولوجية ضمانة لمستقبل مهني في ظل الثورة الرقمية”
طرحت الدكتورة حنان إسماعيل، الخبيرة التربوية، تساؤلًا مهمًا: هل التحاق خريجي الثانوية العامة بالكليات التكنولوجية يُعد فرصة حقيقية أم مخاطرة؟ وأجابت بأن التوجه نحو التعليم التكنولوجي لم يأتِ من فراغ، بل هو جزء من رؤية الدولة نحو تطوير البنية التحتية الرقمية وميكنة الخدمات، وهو ما بدأ منذ سنوات بدعم مباشر من القيادة السياسية.
أشارت الدكتورة حنان، في تصريحاتها لموقع “كشكول”، إلى أن الرئيس السيسي خلال افتتاحه مركز المعلومات المتكاملة، أوضح أن هذا المركز يمثل قاعدة بيانات موحدة لجميع الوزارات، وهو ما يسهل الإجراءات الحكومية ويعزز كفاءة الخدمات ولكي تنجح هذه المنظومة، لا بد من وجود كوادر مؤهلة تعمل في وحدات IT داخل كل وزارة ومن هنا جاءت الحاجة إلى الكليات التكنولوجية التي تُخرّج عمالة بشرية مدربة قادرة على إدخال وإدارة البيانات ودعم البنية التكنولوجية.
وأكدت الدكتورة، أن الثورة الصناعية الخامسة لا تستغني عن البشر، بل تدفع نحو العمل المشترك بين الإنسان والتكنولوجيا ولهذا السبب، جاءت التوصيات الرئاسية لتقليل الالتحاق بالكليات التقليدية التي لا تضمن فرص عمل، مثل الحقوق والآداب، والتوجه بدلًا منها نحو التخصصات التكنولوجية وقد انعكس هذا التوجه في انتشار كليات الحاسبات والتوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية، التي وصل عددها إلى 10 جامعات على الأقل حتى عام 2024.
واشارت إلى أنها تتميز بالتركيز على التدريب العملي، وبتوفير أعضاء هيئة تدريس ذوي كفاءة عالية وتشمل هذه الكليات تخصصات دقيقة تخدم سوق العمل مثل:
• تكنولوجيا الأغذية، والزراعة، والتعبئة والتغليف
• تكنولوجيا الأشعة، والأجهزة الطبية، والاتصالات
• البرمجة، والشبكات، والهندسة الميكانيكية والكهربائية
وأوضحت الدكتورة حنان، أن الجيل الحالي نشأ في بيئة تكنولوجية من خلال استخدام الألعاب الرقمية والأجهزة الذكية، وبالتالي فإن توجيه هذا الشغف ليصبح مهارة مهنية يُعد خطوة ذكية فالتعليم فيها عملي، يكسر ملل النظريات الجافة، ويمنح الطالب فرصة لاكتساب مهارات حقيقية تؤهله لسوق العمل مباشرة بعد التخرج.
وأكدت الدكتورة، أن سوق العمل حاليًا شره للتخصصات التكنولوجية، وأن الخريجين من هذه الكليات غالبًا ما يجدون فرصًا فورية، خاصة في ظل التوسع في ميكنة المؤسسات وتحديث البنية التكنولوجية، فكل وزارة أصبحت تعتمد على تقنيات تكنولوجية متقدمة، وتحتاج إلى كوادر قادرة على تشغيلها وتأمينها.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الكليات التكنولوجية تسهم في دعم التحول الرقمي للمجتمع، من خلال إعداد متخصصين قادرين على إدارة المنصات الرقمية، مثل تلك المستخدمة في التعليم السحابي، بالإضافة إلى أن هذه الكليات تُعزز مفهوم “التعلم مدى الحياة”، كون التكنولوجيا في تطور مستمر، ولا بد من متابعة تحديثاتها بشكل دائم.
نقلاً عن : كشكول
- الطقس اليوم الأربعاء 30-7-2025.. انخفاض تدريجى فى درجات الحرارة - 30 يوليو، 2025
- موعد مباراة النصر وتولوز الودية والقنوات الناقلة والتشكيل المتوقع - 30 يوليو، 2025
- رئيس جامعة القاهرة يفتتح فعاليات المنتدى الثاني للابتكار الأكاديمي وتحديات سوق العمل - 30 يوليو، 2025
لا تعليق