عراب النجوم.. سامح عبد العزيز صانع الأساطير ومكتشف المواهب


برحيل سامح عبد العزيز تفقد اليسنما والدراما عراب النجوم الذي اكتشف بعضهم لأول مرة، وأعاد توظيف البعض الآخر، وتمكن من استعادة الوجوه الغائبة للتتألق على الشاشة من جديد. 

بداية مع محمد عطية في “درس خصوصي” (2005) لم تكن مجرد تجربة أولى، بل بيانًا واضحًا لفلسفة سامح عبد العزيز التي عبر عنها بقوله في حوار صحفي : “الموهبة الخام أهم من الشهرة الجاهزة” مبرهنًا أن خريج “ستار أكاديمي” يمكن أن يكون بطلاً سينمائيًا إذا وُجهت طاقته بشكل صحيح.

إعادة تشكيل النجوم 

رؤية سامح عبد العزيز لم تقتصر على اكتشاف الجدد فقط، بل في إعادة تشكيل النجوم القدامى، فعندما قدّم محمد سعد في “تتح” (2012)، لم يكتفِ بنقل النجم الكوميدي إلى مجال الدراما، بل حفر في أعماقه كما تؤكد الناقدة نهال عمر في تصريحات صحفية: “سامح كان يرى في سعد ممثلاً تراجيدياً قبل أن يراه أحد”. 

هذه الرؤية تجسدت بوضوح في “الدشاش” (2024) حيث حوّله إلى أب فقير يبيع كليته لإنقاذ ابنه، بعيدًا كل البعد عن شخصية “اللمبي”، وهو  التحول الذي أدهش النقاد، فسعد نفسه صرّح في برنامج “معكم” على “سي بي سي”: “عبد العزيز علمني أن أجرؤ على تغيير نفسي بعدما ظننت أن الجمهور يحبني في صورة واحدة فقط”.

استعادة سميحة أيوب 

لم تكن سميحة أيوب لتخرج من عزلة 17 عامًا لولا إصراره، وفي لقاء تلفزيوني على قناة “دي إم سي”، كشفت الفنانة: “رفضت الدور 3 مرات.. لكن إلحاح سامح وإيمانه بقدرتي جعلاني أعيد الثقة بنفسي”.

 المعجزة نفسها تكررت مع هيفاء وهبي في “حلاوة روح” (2014)، التي أكدت في مقابلة مع “إم بي سي مصر” أن المخرج “أنقذها من النمطية” عندما أقنعها بدور الأم المهملة التي تبيع طفلتها. 

أما تحويل محمد هنيدي من نجم كوميدي إلى ممثل درامي في “تيتة رهيبة”، فكان محطة فاصلة وصفها هنيدي في تصريحا صحفية لـ”الأهرام” قائلا: “شعرت أنني أتخلى عن درع كان يحميني.. لكن سامح كان يعرفني أكثر مما أعرف نفسي”.

علاقة روحية تجمع سامح بالفنانين

السر وراء هذه النهضة الفنية التي يتبناها سامح عبد العزيز يكمن في منهجية المخرج التي وصفها الكاتب أحمد عبد الله (شريكه الإبداعي) لموقع “فيلفير”: “كان يعقد ورش عمل شهرية مع الممثلين، يغوص في سيرهم الذاتية قبل النصوص، وكأنه عالم نفس يبحث عن الجوهر الخام”. 

الفنان إدوارد كشف في برنامج “كل يوم” على “ON E” عن الجانب الإنساني: “كان يتابعنا كأب حتى بعد انتهاء الأعمال.. اتصل بي قبل دخوله المستشفى بأسبوع يسأل عن مشروعي الجديد”. 

هذه العلاقة الروحية توضح لماذا تحول رحيله إلى صدمة للجيل الذي صنعه بيديه، جيل سيستمر في حمل شعلة مدرسته الفريدة في اكتشاف الإنسان قبل النجم.

وهذه الطريقة تفسر لماذا تحولت أفلام مثل “كباريه” (2008) و”الفرح” (2009) إلى معامل لتخريج نجوم جدد كإيمي سمير غانم التي قدمها لأول مرة في دور جاد، وكشفت فيها عن عمق غير متوقع كما ذكر الناقد طارق الشناوي في برنامج “الحكاية”.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *