عقبات تمنع الأمهات العاملات من العودة إلى المكتب

مع استمرار تطبيق قرارات العودة إلى المكاتب في العديد من الشركات، تواجه الأمهات العاملات ضغوطًا كبيرة، حيث تختار الكثير منهن ترك وظائفهن بدلاً من العودة للعمل الحضوري. كشف استطلاع حديث شمل مجموعة من العاملين عن أبرز العقبات التي تجعل العودة إلى المكتب صعبة بشكل خاص على الأمهات.
فبينما أقر نحو نصف المشاركين بأن التعاون وجهًا لوجه أكثر فاعلية، إلا أن الكثيرين أشاروا إلى “العقبات الحياتية الواقعية” التي تفوق فوائد التواجد في المكتب. ومن أبرز هذه العقبات ارتفاع تكلفة التنقل، حيث ذكر عدد كبير أن ارتفاع أسعار الوقود جعل التنقل اليومي مكلفًا للغاية، خاصةً للآباء والأمهات الذين يعانون من أعباء مالية متزايدة مثل تكاليف التسوق المدرسي.
كما أن نقص الدعم في مجال رعاية الأطفال يعد سببًا رئيسيًّا آخر، حيث أشار العديد إلى أن عدم وجود دعم كافٍ لرعاية الأطفال يجعلهم يفضلون البقاء في المنزل. وعلى الرغم من عمل هؤلاء الأمهات، إلا أن التوقعات المجتمعية تجعلهن غالبًا الوالدين المسؤولين بشكل افتراضي، حيث يتحملن مهام التوصيل والاستلام من المدرسة ورعاية الأطفال، غالبًا بدون دعم من الشريك أو الأسرة.
وتلعب التكاليف المالية لرعاية الأطفال دورًا كبيرًا في قرار العودة إلى العمل، إذ أصبحت رعاية الأطفال تمثل جزءًا كبيرًا من نفقات الأسرة. بالنسبة لكثير من العائلات، يعني هذا أن معظم الدخل الثاني يذهب لتغطية تكاليف رعاية الأطفال، مما يجعل من المنطقي أكثر أن يبقى أحد الوالدين، غالبًا الأم، في المنزل.
ويطالب العديد من الآباء بمزيد من المرونة في ساعات العمل وسياسات الإجازات حول العالم، ومع ذلك، لا تزال العديد من الشركات تواجه صعوبة في مواءمة استراتيجيات العودة إلى المكاتب مع احتياجات الآباء العاملين، خاصة الأمهات. وحتى يتم سد هذه الفجوة، فإن الشركات معرضة لخسارة موظفين مهرة وطموحين يُجبرون على الاختيار بين مسيرتهم المهنية وأسرهم، وفقا لما أكده مختصون لموقع “بيرنتس” المهتم بصحة الأم والطفل.
نقلاً عن: إرم نيوز