عمرهم يتخطي الـ80 عاماُ.. غياب الدماء الجديدة في تشكيل المجلس الأعلى للثقافة الجديد


 في وقت تُواجه فيه الثقافة المصرية تحديات متعددة تتطلب انفتاحًا على التجديد والتنوع، جاء الإعلان عن التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة لعام 2025 ليفتح بابًا واسعًا للنقاش، ليس حول الأسماء فقط، بل حول الفلسفة التي تقف وراء الاختيار.

فبدلًا من أن يُجسد التشكيل لحظة تحديث وتطوير تتماشى مع تحولات العصر، وجد كثير من المثقفين أنفسهم أمام قائمة يغلب عليها الطابع الكلاسيكي، حيث اقتصرت عضوية المجلس على شخصيات تخطى أغلبها سن الستين، بل إن أعمار بعضهم تجاوزت الثمانين والتسعين، في مشهد أعاد إلى الواجهة سؤالًا قديمًا متجددًا: أين الشباب من دوائر اتخاذ القرار الثقافي؟

وهذا المشهد، الذي جاء مصحوبًا بقرار رسمي يحمل رقم 2315 لسنة 2025، لم يمر مرور الكرام، بل أثار موجة واسعة من الانتقادات، وسط مطالبات بإعادة النظر في آليات اختيار أعضاء المجلس، وإفساح المجال أمام جيل جديد من المبدعين والمفكرين الذين يمثلون طموحات المرحلة المقبلة.

غياب الشباب… أزمة تمكين أم تجاهل متعمد؟

أكثر ما لفت الانتباه هو أن أصغر عضو في المجلس يبلغ 60 عامًا، ما يطرح سؤالًا جوهريًا:

هل فقدت الحياة الثقافية المصرية دماءها الشابة؟ أم أن عملية التمكين المؤسسي للمثقفين الجدد لا تزال بعيدة عن دوائر اتخاذ القرار؟

ويرى مثقفون أن التشكيل يُعبر عن أزمة أعمق تتعلق بعدم منح الفرصة للأجيال الجديدة في المناصب القيادية الثقافية، وهو ما يكرس فجوة بين المؤسسات الثقافية الرسمية والحراك الثقافي الشاب خارج المؤسسات.

 

                                                                                                                                                                                                                           

وبلغ إجمالي أعمار أعضاء المجلس الأعلى للثقافة الجديد يبلغ 2166 عامًا، وفقًا لقائمة تضم 29 عضوًا، موزعين كالتالي:

التسعينات:

أحمد عبد المعطي حجازي – 90 عامًا

الثمانينات:

مفيد شهاب – 89

محمد غنيم – 86

علي الدين هلال – 84

أحمد إبراهيم درويش – 82

يوسف القعيد – 81

مشيرة خطاب – 81

مصطفى الفقي – 81

أحمد نوار – 80

عطية الطنطاوي – 80

محمد سلماوي – 80

السبعينات:

درية شرف الدين – 77

محمد صابر عرب – 77

منى سعيد الحديدي – 78

علي بدرخان – 79

حامد عبد الرحيم عيد – 75

أحمد عبد الله زايد – 76

سيد التوني – 73

سامح مهران – 71

راجح داود – 71

سعيد المصري – 70

الستينات:

أحمد مجدي حجازي – 65

دليلة الكرداني – 65

ميسرة عبد الله – 65

حسام الملاحى – 65

ممدوح الدماطي – 64

نيفين الكيلاني – 61

زياد عبد التواب – 60

معتز سيد عبد الله – 60

وهذه الإحصاءات تعكس واقعًا واضحًا: المجلس تم تشكيله من فئة عمرية واحدة تقريبًا، مما أضعف فرص التنوع والتجديد وضخ رؤى جديدة تمثل طموحات الأجيال الحديثة.

وزير الثقافة متهم بتجاهل جيل جديد من المثقفين

عدد من المثقفين أبدوا استغرابهم من غياب أسماء ثقافية نشطة في مجالات متعددة، خاصة تلك التي تمثل الحقول الإبداعية الجديدة والمجتمع الثقافي المستقل، متسائلين إن كان وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، قد تجاهل عمدًا هذه الأسماء، أم أن الاختيار اعتمد على الأقدمية والخبرة فقط.

ويشير البعض إلى أن “قائمة الانتظار” للانضمام إلى المجلس باتت تبدأ من سن المعاش، وكأن الشباب لا يُعترف بهم إلا بعد عقود من الانتظار أو بمجرد بلوغ سن التقاعد، وهو منطق يتناقض مع الرغبة في تجديد وتطوير الحياة الثقافية.

الدولة تؤكد: التشكيل يضم خبرات متنوعة وتخصصات متعددة

على الجانب الآخر، تؤكد الحكومة أن التشكيل الجديد يضم نخبة من المفكرين والفنانين والأساتذة الجامعيين، إلى جانب ممثلين عن قطاعات وزارة الثقافة والنقابات الفنية، وهو ما يعكس – بحسب القرار الرسمي – رغبة الدولة في صياغة سياسات ثقافية رصينة تستند إلى الخبرات التراكمية، في مواجهة التحديات الثقافية الحالية.

ويُذكر أن رؤساء القطاعات والنقابات الأدبية أعضاء في المجلس بحكم مناصبهم، لكن دون حق التصويت على قراراته.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *