غزة على حافة “الجوع الشديد” وسط أطول حصار منذ أكتوبر

أطلقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم السبت، تحذيرًا عاجلًا من أن قطاع غزة بات على حافة “الجوع الشديد”، في ظل نقص حاد بالإمدادات الأساسية نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من خمسة أسابيع، وغياب أي مؤشرات على استئناف إدخال المساعدات أو التوصل لوقف إطلاق النار.

وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في الأونروا، في بيان نشرته عبر منصات التواصل الاجتماعي، إن “الرضع والأطفال يعانون من سوء تغذية شديد”، ووصفت الوضع في القطاع بأنه يتدهور بسرعة نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة.

ارتفاع جنوني للأسعار ونفاد المخزون

وأشارت توما إلى أن أسعار السلع الأساسية ارتفعت بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت باتت فيه الأسواق خاوية من المواد الغذائية والتموينية، بما في ذلك الطحين، الحليب، المياه النظيفة، وحليب الأطفال، بسبب الإغلاق الكامل للمعابر منذ 2 مارس.

ويُعد هذا الحصار، وفقًا للأمم المتحدة، أطول إغلاق مستمر للمعابر منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وهو ما جعل الوضع أكثر تعقيدًا، خصوصًا في شمال القطاع، حيث انتشرت أعراض المجاعة بين السكان.

الأونروا: نطالب بوقف فوري لإطلاق النار وفتح المعابر

دعت الأونروا إلى استئناف عاجل للمفاوضات من أجل وقف إطلاق النار، ورفع جميع القيود التي تعيق دخول المساعدات الإنسانية والتجارية إلى القطاع.
 

وأضافت توما: “لا يمكننا أن ننتظر أكثر. هناك أطفال يموتون من الجوع ببطء، ويجب أن يُسمح فورًا بإدخال الشحنات”.

الصليب الأحمر يحذّر: لا إشارات على فتح المعابر

من جهتها، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ حيال الوضع الإنساني، مؤكدة أنها لم تتلق أي إشعارات رسمية من الجانب الإسرائيلي بشأن إمكانية فتح المعابر أمام إمدادات الإغاثة.

وفي بيان رسمي الجمعة، دعت اللجنة إلى السماح الفوري بالوصول الإنساني غير المشروط، محذّرة من أن تأخير إدخال المساعدات سيؤدي إلى موجات مجاعة واضطرابات واسعة تهدد النسيج المدني للقطاع.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق… والضغط الدولي غائب

يرى محللون أن استمرار إغلاق المعابر بهذه الطريقة، وسط غياب ضغوط دولية فاعلة، يمهد لكارثة إنسانية كبرى، قد تكون الأسوأ في تاريخ القطاع المحاصر.

وفي ظل التدهور المتسارع، تتصاعد النداءات لفرض آليات دولية تضمن إيصال المساعدات دون تأخير أو انتقائية، وإنقاذ المدنيين، خاصة الأطفال والمرضى، من موت بطيء بالصمت والجوع.