فقاعة الذكاء الاصطناعي محور نقاشات البنوك المركزية

يستعدّ صناع السياسة النقدية، الذين يساورهم القلق أصلاً من تصاعد التوترات التجارية وتضخم الدين العام، لمواجهة مصدر قلق جديد خلال الأسبوع المقبل: خطر انهيار الأسواق المالية.
سيجتمع واضعو السياسات النقدية ووزراء المالية من شتى أنحاء العالم في واشنطن لحضور اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين، بعد سلسلة تحذيرات من احتمال انفجار فقاعة الأسهم المرتبطة بشركات الذكاء الاصطناعي في وقت قريب.
مخاطر تهدد الاستقرار المالي العالمي
أقرت كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، في خطابٍ ألقته الأربعاء، بالمخاطر التي تهدد الاستقرار المالي، وذلك خلال استعراضها للموضوعات المطروحة للنقاش خلال الأيام المقبلة.
ما هي فقاعة الذكاء الاصطناعي؟ المفهوم وأبرز المؤشرات على تضخم السوق
قالت غورغييفا: “إن التقييمات تتجه نحو المستويات التي شهدناها خلال موجة التفاؤل بشأن الإنترنت قبل 25 عاماً”، مضيفة: “إذا حدث تصحيح حاد، فقد تؤدي الأوضاع المالية الأكثر تشديداً إلى تباطؤ النمو العالمي وكشف نقاط الضعف، وتجعل الأوضاع أكثر صعوبة بالنسبة إلى البلدان النامية”.
تحذير غورغييفا كان أكثر وضوحاً من تعليق صندوق النقد الدولي خلال اجتماعات أكتوبر 2000، حين وصف تقرير “آفاق الاقتصاد العالمي” التقييمات حينها بأنها “لا تزال مرتفعة” وحذر من إمكانية تصحيح الاختلالات “بشكل غير منظم”. وبعد أشهر قليلة فقط، بلغ زخم عمليات البيع مستوى أجبر الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بشكل طارئ بمقدار نصف نقطة مئوية.
مخاوف فقاعة الذكاء الاصطناعي
حتى قبل تراجع الأسهم يوم الجمعة بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جديدة على الصين، كانت الجهات الرسمية ترى أوجه تشابه مقلقة. فقد حذّر بنك إنجلترا مؤخراً من خطر “تصحيح حاد في الأسواق”، وأعرب صانعو السياسة في البنك المركزي الأوروبي عن مخاوف مماثلة، بينما أشار بنك الاحتياطي الأسترالي هذا الشهر أيضاً إلى وجود نقاط ضعف.
بيزوس: طفرة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي “فقاعة” ستؤتي ثمارها
تتزايد هذه المخاوف منذ فترة. فقد تلقى مسؤولو البنك المركزي الأوروبي في اجتماعهم الأخير قبل أكثر من شهر تحذيراً من “عمليات تصحيح مفاجئة وحادة”، بينما أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في سبتمبر إلى أن الأسواق “تقييماتها مرتفعة بدرجة كبيرة”.
آفاق الاقتصاد العالمي
وخلال الأسبوع المقبل، يُتوقع أن يحظى “تقرير الاستقرار المالي العالمي” الصادر عن صندوق النقد الدولي –وهو تقرير لم يكن موجوداً عام 2000– باهتمامٍ أكبر من المعتاد عند صدوره يوم الثلاثاء، إلى جانب تقرير “آفاق الاقتصاد العالمي” الذي يتضمن التوقعات الاقتصادية العالمية.
رسوم ترمب تضغط على آفاق الاقتصاد العالمي
كما ستخضع بيانات وتصريحات وزراء مجموعة السبع ومجموعة العشرين المشاركين في اجتماعات الصندوق لمتابعة دقيقة، شأنها شأن التصريحات المتنافرة المتوقعة من صناع السياسة النقدية.
رأي خبراء “بلومبرغ إيكونوميكس”:
“الذكاء الاصطناعي ربما يكون فقاعة، لكنه أيضاً قوة لا يمكن إيقافها. وصحيح أن صندوق النقد الدولي محق في التحذير من تضخم التقييمات، لكن السؤال هو: هل ستلقى هذه التحذيرات آذاناً صاغية بين المستثمرين الذين يسيطر عليهم الخوف من تفويت الفرصة؟”
-توم أورليك، كبير اقتصاديي “بلومبرغ إيكونوميكس” للاقتصاد العالمي.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج