فيديو لـ محمد صلاح يثير الجدل بعد تجاهله قميص فلسطين وخبير لوائح يوضح الأسباب

محمد صلاح , آثار النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو يُظهره وهو يمرّ بجانب أحد المشجعين الذي كان يحمل قميصًا مكتوبًا عليه “فلسطين” ومرفقًا بالعلم الفلسطيني، دون أن يتوقف للتوقيع أو التفاعل معه، عقب مباراة فريقه أمام غلطة سراي التركي في بطولة دوري أبطال أوروبا.
الفيديو أثار موجة كبيرة من ردود الفعل المتباينة، بين من اعتبر تصرفه “تجاهلًا غير مبرر”، وبين من دافع عن موقفه، معتبرًا أن اللاعب ربما تجنب الوقوع في موقف حساس قد يؤثر على مسيرته الكروية.
لقطة محمد صلاح التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي
في الفيديو المنتشر على نطاق واسع، ظهر النجم الدولي وهو يسير في ممر اللاعبين، بينما رفع أحد الأشخاص قميصًا يحمل اسم “فلسطين” والعلم الفلسطيني. ورغم مرور صلاح بجانب القميص مباشرة، لم يتوقف أو يلتفت إليه، ما اعتبره البعض تصرفًا مقصودًا لتجنّب التفاعل مع رسالة ذات طابع سياسي.
وانقسمت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث عبّر عدد من المستخدمين عن استيائهم مما اعتبروه “برودًا” من صلاح تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في ظل تصاعد الأحداث في المنطقة، في حين قال آخرون إن اللاعب ربما لم يرَ القميص من الأساس أو لم يرغب في الدخول في جدل سياسي قد يضر بمسيرته الرياضية.
خبير لوائح يوضح الموقف القانوني:محمد صلاح تجنّب أزمة محتملة
وفي تصريحات خاصة، قال خبير اللوائح الرياضية عامر العمايرة إن اللاعب اتخذ قرارًا ذكيًا بتجنب التفاعل مع القميص، حفاظًا على التزامه بلوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) وناديه ليفربول.
وأوضح العمايرة:
“لوائح اليويفا تمنع بشكل صارم رفع أو التوقيع على أي شعارات أو رسائل ذات طابع سياسي أو ديني خلال المباريات أو الفعاليات الرسمية، حتى لو كانت القضية عادلة. هذا الأمر قد يُفسر على أنه خلط بين الرياضة والسياسة، ويعرض اللاعب للمساءلة والعقوبات.”
وأضاف:
“توقيعه على قميص يحمل شعارًا سياسيًا مثل “فلسطين” قد يجلب عليه انتقادات حادة من الصحافة الإنجليزية، وربما يتعرض لعقوبة مالية أو حتى للإيقاف من قبل الاتحاد الأوروبي.”
تصرف محسوب بعناية في بيئة إعلامية معقدة
اختتم العمايرة حديثه بالتأكيد على أن تصرف محمد صلاح يبدو مدروسًا، إذ أنه لاعب عربي ينشط في الدوري الإنجليزي، أحد أكثر الدوريات متابعةً في العالم، وتُسلَّط عليه الأضواء بشكل دائم.
وقال:
“أي موقف سياسي علني قد يُعرّضه لهجوم إعلامي وجماهيري، ويخلق له أزمات لا تنتهي، سواء داخل ناديه أو على مستوى الاتحاد الأوروبي. وبالتالي فإن تجاهله للموقف لا يعني بالضرورة تجاهل القضية، بل قد يكون وسيلة لحماية نفسه ومسيرته.”
في النهاية، يظل الجدل قائمًا بين ما يُنتظر من نجوم الرياضة من مواقف إنسانية، وبين القيود التي تحكم طبيعة عملهم في الساحة الدولية، حيث تبقى الخطوط الفاصلة بين “الرمزية” و”السياسة” شديدة الحساسية.
نقلاً عن: صوت المسيحي الحر