في ذكرى ميلاده الـ68.. محطات بارزة في مسيرة كاظم الساهر

تحلّ اليوم، الثاني عشر من سبتمبر أيلول، ذكرى ميلاد الفنان العراقي كاظم الساهر الثامنة والستون، أحد مواليد برج العذراء، المعروفين بميولهم العاطفية التي تغلب كفة القلب على العقل.
وفي تفاعل جماهيري على نطاق واسع، تلقى الفنان المُلقب بـ”القيصر”، مئات التهاني والمعايدات من جمهوره ومحبيه عبر منصاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي احتفاءً بهذه المناسبة.
مسيرة فنية لأربعة عقود
مع حلول هذه الذكرى، تجددت النقاشات حول المسيرة الفنية المتفردة لكاظم الساهر، الممتدة لأكثر من أربعين عامًا، رسم لنفسه فيها هوية موسيقية متفردة، جعلته يتصدر ساحة الغناء العربي في أداء القصائد الشعرية بالفصحى، إذ عرفه جمهوره بلقب “ملك القصائد الرومانسية”.
ولا تزال أصداء العشرات من أغنياته تتردد على المسارح العربية والعالمية، محافظًا على حضور فني ثابت وراسخ حتى اليوم.
القصيدة الفصحى والهوية الموسيقية
ومن أبرز المحطات المفصلية في مسيرة كاظم السهر، تقديمه القصائد الفصحى بألحان بسيطة، قريبة من الذائقة العامة، لا سيما ارتباط اسمه بقوة في منتصف التسعينيات بالشاعر الكبير نزار قباني، حيث غنّى له أول مرة قصيدة “اختاري” عام 1994، ثم “أنا وليلى” عام 1998، ليُرسخ هذا التعاون علاقة وثيقة في أذهان الجمهور بين كاظم الساهر وقباني، لا تزال قائمة حتى اليوم.
كاظم الساهر وشعراء العراق
كما غنّى الساهر لعدد من الشعراء العراقيين الذين كان لهم دور مؤثر في رحلته الفنية، أبرزهم الشاعر الراحل كريم العراقي، الذي توفي عام 2024، وكان صديقًا مقربًا له، بالإضافة إلى الشاعر أسعد الغريري، وآخرين، أسهموا في رسم ملامح خطه الغنائي المميز.
بصمات تلحينية لكبار المُطربين
لم يقتصر إبداع كاظم الساهر على الغناء فحسب، بل امتدت بصمته إلى التلحين لفنانين آخرين في الوطن العربي.
ومن أبرز من استفاد من ألحانه، الفنانة لطيفة التونسية، التي اعتادت التعاون معه في أغنية على الأقل بكل ألبوم لها، إضافة إلى ماجدة الرومي، وغادة رجب، وملحم زين وآخرين ممن وضع الساهر بصماته التلحينية على أغنياتهم، مؤكدًا بهذه التجارب أنه قادر على العطاء الفني للآخرين، لا لنفسه فقط.
حنين دائم إلى العراق
وبرغم الغياب الجسدي، ظلّ كاظم الساهر مرتبطًا بوطنه العراق، يذكره في حفلاته ومقابلاته باستمرار، وهو يُعدّ من أبرز سفراء الأغنية العراقية، وقد لعب دورًا كبيرًا في نشرها على المستوى العربي والإقليمي.
وانعكس تأثره بالمآسي التي مرت بها بلاده على صوته، الذي حمل دومًا شجن الأغنية العراقية وأصالتها.
24 ألبومًا غنائيًا
على مدار أربعة عقود من مسيرة فنية حافلة بالألبومات، أصدر كاظم الساهر طوال مسيرته أكثر من 24 ألبومًا غنائيًا، ومثلت فترة التسعينيات حتى قبيل أحداث الربيع العربي ذروة عطائه في الألبومات الغنائية الكاملة.
وحافظ الساهر على عادة إصدار ألبوم سنوي منذ عام 1990 حتى 2009، حين أصدر “الرسم بالكلمات”، آخر ألبوم كامل في تلك المرحلة، قبل أن يعود في 2011 بألبوم آخر، دون الاستمرار على وتيرة طرح ألبوم غنائي كل عام.
ويُعد ألبوم “مع الحب” الذي أصدره في عام 2024 الماضي، أحدث ألبوماته الغنائية.
ملك المسرح وأيقونة النساء
أما على خشبات المسارح العربية والعالمية، فلا منافس لثبات وسحر أداء الفنان كاظم الساهر، على وجه الخصوص، في الجمع بين الطابعين الكلاسيكي والجماهيري في الأداء الحي، ما منحه لقب “ملك المسرح”.
وقد شكّل حضوره الحي على المسارح حالة خاصة لدى المرأة العربية، إذ عبّرت كثيرات عن حبّهن الجارف له بمواقف طريفة ومثيرة للجدل، كالصعود إلى المسرح واحتضانه، لكن هذه الظاهرة سرعان ما أصبحت جزءًا من طبيعة حفلاته المقبولة شعبيًا، بوصفه أحد أكثر الفنانين الرجال شعبية لدى الجمهور النسائي في العالم العربي.
نقلاً عن: إرم نيوز