في عام 2008.. قصة إطلاق أول هاتف أندرويد بالعالم

في أكتوبر من عام 2008، شهد قطاع الهواتف الذكية محطة فارقة مع إطلاق أول هاتف يعمل بنظام أندرويد، النظام الذي طورته شركة “غوغل” ليشكل لاحقًا العمود الفقري لأغلب الأجهزة الذكية حول العالم، والهاتف الذي حمل اسم HTC Dream.
وعُرف هذا النظام في بعض الأسواق باسم T-Mobile G1، وجاء ثمرة تعاون مشترك بين “غوغل” وشركة HTC التايوانية، في خطوة أرست ملامح عصر جديد من البرمجيات المفتوحة المصدر.
تصميم مبتكر يسبق زمنه
تميّز هاتف HTC Dream بتصميم غير مألوف آنذاك، إذ جمع بين شاشة لمسية بقياس 3.2 بوصة، ولوحة مفاتيح مادية من نوع QWERTY تنزلق من الجانب. هذا الدمج بين التحكم اللمسي والمفاتيح الفيزيائية وفّر تجربة استخدام فريدة، مدعومة بقدرات جديدة شملت تصفح الإنترنت، تحميل التطبيقات، استخدام الخرائط، وإرسال البريد الإلكتروني عبر نظام تشغيل متكامل.
على مستوى العتاد، جاء الجهاز بمعالج بسرعة 528 ميجاهرتز، وذاكرة وصول عشوائي (RAM) بحجم 192 ميجابايت، وكاميرا خلفية بدقة 3.15 ميجابكسل. كما دعم شبكات الجيل الثالث (3G)، وتقنية الواي فاي، إلى جانب إمكانية توسيع السعة التخزينية باستخدام بطاقة microSD.

أندرويد 1.0.. البداية من الصفر
تزامن إطلاق HTC Dream مع طرح النسخة الأولى من نظام Android 1.0، التي جاءت محملة بعدد من التطبيقات الأساسية مثل Gmail، YouTube، خرائط غوغل، ومتجر Android Market الذي ضم آنذاك نحو 50 تطبيقًا فقط. ورغم بساطة النظام في نسخته الأولى، إلا أنه مثّل انطلاقة قوية لنموذج برمجي جديد قائم على الانفتاح والتطوير المستمر.
حجر الأساس لمنظومة عملاقة
ورغم أن HTC Dream لم يكن الأكثر تفوقًا من حيث العتاد مقارنة ببعض منافسيه، كهواتف آيفون مثلًا، إلا أن قيمته التاريخية تكمن في كونه أول تجسيد عملي لنظام أندرويد، الذي تحول خلال سنوات قليلة إلى النظام الأكثر استخدامًا على مستوى العالم، مشغلًا مليارات الأجهزة الذكية بمختلف فئاتها.
اليوم، يُنظر إلى HTC Dream كقطعة تكنولوجية نادرة، تمثل بداية حقبة جديدة غيّرت وجه صناعة الهواتف الذكية، وأسست لمنظومة برمجية لا تزال تتوسع وتتطور بعد أكثر من 15 عامًا على انطلاقتها الأولى.
نقلاً عن: إرم نيوز