في وقت حساس.. كيف كشف بنزيما أكبر مزايا كريستيانو رونالدو؟
في وقت حساس، يواجه فيه كريم بنزيما ضغوطًا متزايدة تتعلق بتذبذب مستواه التهديفي ومدى التزامه بمشروع نادي الاتحاد، جاءت تصريحاته الأخيرة لصحيفة آس الإسبانية لتثير عاصفة جديدة من الجدل.
حديث بنزيما عن مستقبله وعدم إغلاقه الباب أمام عروض أوروبية لم يكن مجرد تصريح عابر، بل كان كاشفًا سلّط الضوء، ربما دون قصد، على واحدة من أكبر المزايا التي يقدمها كريستيانو رونالدو لمشروع نادي النصر.
المقارنة بين النجمين حتمية، لكنها هنا تتجاوز الأرقام والأهداف لتصل إلى جوهر المشروع. ما كشفه بنزيما في هذه الأزمة هو الفارق الهائل بين عقلية الموظف وعقلية القائد.
بنزيما: الموهبة الحاضرة.. والذهن الغائب
لم يكن توقيت المقابلة، ولا محتواها، في صالح بنزيما. ففي الوقت الذي يحتاج فيه ناديه (الاتحاد) إلى قائد يطمئن الجماهير ويؤكد التزامه التام، اختار بنزيما التحدث لوسيلة إعلام أوروبية بغموض حول مستقبله.
هذا التصرف يعزز الانطباع الذي بدأ يتشكل لدى الكثيرين: بنزيما يتعامل مع تجربته السعودية كموظف من الطراز الرفيع، يؤدي مهمته، لكنه لا يؤمن بالمشروع بالقدر الكافي ليكون هو المشروع نفسه.
عينه لا تزال على أوروبا، وتصريحاته تظهر أنه لم يقطع حباله الذهنية مع القارة العجوز. إنه يحتفظ بخياراته مفتوحة، وهي عقلية مشروعة لموظف يبحث عن مصلحته، لكنها ليست عقلية قائد يُبنى عليه مشروع طويل الأمد.
رونالدو: القائد الذي أصبح المشروع
وهنا تبرز ميزة كريستيانو رونالدو الحقيقية. منذ اللحظة الأولى لوصوله، لم يتعامل رونالدو مع النصر كمحطة أخيرة، بل كمشروع متكامل هو قائده وسفيره.
يواجه رونالدو انتقادات، ربما أضعاف ما يواجهه بنزيما ويمر بفترة من التشكيك في المستوى مع النادي والمنتخب، لكنه يمتلك احترافية فولاذية في التعامل معها. لا توجد أزمات تجديد يُشعلها في الإعلام؛ بل على العكس، كل تصريحاته تؤكد رغبته في الاستمرار و قيادة النصر. لا توجد مقابلات غامضة مع صحف أوروبية يغازل فيها العودة، بل كل طاقته موجهة لقيادة النصر والترويج للدوري السعودي.
لقد اختار رونالدو أن يذوب بالكامل في ناديه الجديد، بينما لا يزال بنزيما يذكّر الجميع بأنه ضيف أو عابر سبيل.
الميزة التي كشفها بنزيما
في هذا الوقت الحساس، كشف بنزيما أن أكبر ميزة قدمها رونالدو للنصر ليست أهدافه، بل التزامه المطلق وإيمانه بالمشروع. بنزيما أثبت أنه قائد لنفسه، أما رونالدو فأثبت أنه قائد لمشروع دولة بأكمله.
لقد أظهر بنزيما، ربما دون أن يدري، أن التعاقد مع اسم كبير شيء، والتعاقد مع قائد يؤمن بالمشروع ويقوده دون أزمات شيء آخر تمامًا. وهذا هو الفارق الجوهري الذي يمتلكه النصر، ويفتقده الاتحاد.
نقلاً عن: إرم نيوز
