قدامى المعلمين يشيدوا بقرار “التعليم” لإعادة توزيعهم قرب إقامتهم


تزامنا مع إصدار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني خطابًا رسميًا للمديريات التعليمية في مختلف المحافظات، كشفت فيه عن خطة جديدة لإعادة توزيع المعلمين، لتحقيق الاستقرار الوظيفي والنفسي للعاملين في قطاع التعليم، من خلال تنظيم عملية النقل والتسكين وفق ضوابط تراعي محل الإقامة وسد العجز القائم في المدارس.

وفي هذا السياق، واستطلع “كشكول”  آراء عدد من المعلمين حول القرار الجديد، لمعرفة مدى تأثيره على استقرارهم المهني ورأيهم في آلية التنفيذ، خاصة فيما يتعلق بإعادة توزيعهم وفق النطاق الجغرافي لمحل إقامتهم ومدى تحقيقه للعدالة والراحة النفسية داخل بيئة العمل.

كبير معلمي اللغة العربية.. المعلمون القدامى أولوية في التوزيع وفقًا لضوابط واضحة

تزامنا مع قيام وزارة التربية والتعليم بسد العجز في تعيين المعلمين من خلال البدء في تعيين المعلمين القدامى، وفي هذا الصدد، سألنا  مهتدي سلطان، كبير معلمي اللغة العربية، عن رأيه في تعيين المعلمين وإعادة توزيعهم.

وقال مهتدي سلطان، إنها خطوة جيدة من وزارة التربية والتعليم تعيين المعلمين، حيث راعت وزارة التربية والتعليم أهمية إعطاء أولوية التعيين للمعلمين القدامى في التوزيع والنقل إلى الإدارة التعليمية القريبة من سكنه، ولكن بشرط توافر عجز في هذه الإدارة، حيث تهدف الخطة إلى تقليل الاغتراب وتحقيق الاستقرار النفسي للمعلم، ولكن النقل يتم وفقًا لقواعد محددة، حيث توجد أولوية في التوزيع على الإدارات التي بها عجز، فلا يصح النقل إلى الإدارات التي بها تكدس في المعلمين، وفي حالة وجود زيادة في الإدارة المطلوب النقل لها، ينتقل المعلم إلى أقرب إدارة تعليمية لمحل إقامته أو للإدارة التعليمية التي يرغب في النقل إليها.

وأشار، إلى أن الوزارة تقوم بسد العجز في المعلمين عن طريق مسابقات التعيين، بالتنسيق مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.

 وبخصوص أن بعض المعلمين  حصلوا على مؤهل عالٍ أثناء الخدمة، فقد طلبت الوزارة سرعة إرسال بيانات العاملين الحاصلين على مؤهل عالٍ أثناء الخدمة حتى يتم تعيينهم على وظيفة معلم.

وأكد على أن الوزارة أوضحت سد عجز المعلمين سيتم من خلال التعيين، وذلك من خلال موقع بوابة الوظائف الحكومية، وبالنسبة للمعلمين القدامى، لن يتم النقل أو تغيير مكان العمل إلا بعد انتهاء الموسم الدراسي وليس قبل ذلك، وإذا رغب المعلم في الاستمرار بالعمل في المحافظة التي كان يعمل بها على الرغم من تقدمه بطلب النقل، فيحق له الرجوع عن النقل والاستمرار في مكان عمله الذي يرغب في الاستمرار فيه، وله الحرية المطلقة في البقاء في المحافظة التي يرغب في العمل بها كيفما يشاء.

 مدرس اللغة الفرنسية “التعليم” تُعيد تنظيم خريطة توزيع المعلمين وفق محل السكن”

قال محمود السويفي، مدرس اللغة الفرنسية، إن قرار وزارة التربية والتعليم الأخير يهدف لتخفيف الضغط عن المعلمين، خصوصًا المكلفين بالعمل خارج إداراتهم التعليمية الأصلية، موضحا أن كثيرًا من المعلمين كانوا يُنقلون إلى إدارات بعيدة عن محل سكنهم لسد العجز، وما كان يُسبب لهم أعباء مالية ونفسية كبيرة، ويؤثر على استقرارهم الوظيفي.

وأشار السويفي، إلى أن القرار الجديد يُعيد توزيع المعلمين وفق نطاقهم الجغرافي، بحيث يتم التكليف في أقرب إدارة تعليمية لمحل السكن، قائلا: “إذا لم يكن هناك مكان شاغر في إدارة الدقي، فمن الطبيعي أن يُكلف المعلم بالعمل في إدارة قريبة مثل العجوزة، وليس في مناطق بعيدة مثل المعادي أو دار السلام، حفاظًا على وقته وجهده”.

وأوضح أن المعلمين الجدد الذين تم تعيينهم ضمن مسابقة الـ30 ألف معلم سيخضعوا  لنفس سياسة التوزيع الجغرافي، مؤكدا أن الوزارة تسعى لتوفير بيئة عمل مستقرة لهؤلاء المعلمين الجدد، بما يضمن استمرارهم في العملية التعليمية وعدم إرهاقهم بالتنقل لمسافات طويلة قد تستهلك جزءًا كبيرًا من رواتبهم.

وأشار السويفي، إلى أن القرار لن يُطبق على جميع الحالات، بل سيكون هناك استثناءات في المناطق التي تعاني من عجز شديد، وقال: “إذا كانت هناك إدارات بها نقص حاد في المعلمين، فقد يُضطر بعض المعينين إلى سد هذا العجز، ولكن ستظل الأولوية للعمل في نطاق السكن كلما أمكن ذلك”.

مدرس مادة التاريخ: لا اعتراض على تعيين القدامى ولكن التطوير هو الأهم

قال مؤمن البنا، مدرس مادة التاريخ، إن تعيين المعلمين القدامى ليس محل اعتراض في حد ذاته، ولكن التحفظ الحقيقي يرتبط بمدى قدرتهم على مواكبة التطورات الحديثة في المنظومة التعليمية، مشيرا إلى أن التطوير لم يعد رفاهية، بل أصبح ضرورة تفرضها متغيرات الواقع التعليمي ومتطلبات الأجيال الجديدة.

وشبّه البنا، ما يحدث في القطاع الحكومي بما يجري في مؤسسات القطاع الخاص، قائلًا: “نشاهد شركات تهتم بتطوير موظفيها من خلال دورات وكورسات في محافظات مختلفة وبيئات محفزة للتركيز والإنتاج، وأضاف أن تحسين المخرجات التعليمية لن يتحقق إلا بالفعل الميداني.

وشدد البنا، على أهمية وضع شروط ومعايير دقيقة لاختيار المعلمين، تضمن أن يكونوا مؤهلين فكريًا ومهاريًا لمواكبة التحول الرقمي والتربوي الذي تسعى له الدولة،  قائلًا: “إذا كنا نطمح فعلًا إلى تطوير التعليم، فعلينا أن نبدأ من أساسه، وهو المعلم، فهو محور المنظومة وشرط نجاحها الأول”.


نقلاً عن : كشكول

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *