قرار عاجل من النيابة بشأن مصور مطاردة طريق الواحات

النيابة , شهد طريق الواحات بمدينة السادس من أكتوبر حادثًا مروعًا إثر مطاردة خطيرة نفذها ثلاثة شباب يستقلون سيارات ملاكي، استهدفوا خلالها سيارة تقودها فتاة وبرفقتها صديقاتها. وأسفرت هذه المطاردة عن وقوع حادث اصطدام عنيف بسيارة نقل كانت تسير على الطريق ذاته، بعد أن أغلق الشباب الطريق أمام الفتيات، ما أدى إلى إصابتهن بجروح متفرقة وتهشم سيارتهن بشكل شبه كامل.

وقد تلقت مديرية أمن الجيزة بلاغًا يفيد بالحادث، وعلى الفور توجهت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، حيث تبين من المعاينة والتحريات الأولية أن السبب المباشر للحادث هو المطاردة المستمرة من قبل الشباب للفتيات، مما أجبر قائدة السيارة على الانحراف لتفادي التصادم، لتصطدم في النهاية بسيارة نقل وتسفر الواقعة عن إصابات بالغة بين الفتيات.

شاهد عيان يوثق الواقعة لحظة بلحظة

محمد أبو زيد، مصور الحادث، كان من أوائل الحاضرين في مكان الواقعة. وأوضح أنه قرر توثيق ما حدث بهاتفه المحمول بعد أن لاحظ سلوك الشباب المريب، حيث كانوا يتعمدون مضايقة سيارة الفتيات ومطاردتها بطريقة عدوانية. وذكر أبو زيد: “لاحظت إنهم شباب صغار، وكانوا بيضايقوا البنات بتهور، لكن مكنتش متخيل إن الموضوع هيوصل لحادثة”.

وأضاف أنه فور وقوع الحادث، هرع مع عدد من المارة وعمال الطريق لإنقاذ الفتيات من داخل السيارة المحطمة. واصفًا المشهد بالصعب، قال: “واحدة من البنات الإزاز دخل في وشها وكانت بتنزف، جريتنا بيهم على المستشفى، وفضلت معاهم لو احتاجوني في أي شهادة”. وأكد أنه أصر على توثيق الحادث بدافع إنساني حتى تحصل الفتيات على حقوقهن كاملة.

النيابة العامة تبدأ التحقيق مع المتهمين

في إطار استكمال التحقيقات، استدعت النيابة العامة مصور الواقعة محمد أبو زيد للإدلاء بأقواله وتقديم ما لديه من مقاطع فيديو توثق الحادث. كما تم ضبط الشباب الثلاثة المتهمين، واستُدعوا للتحقيق ومواجهتهم بالفتيات المصابات، بهدف الوقوف على ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات الجنائية.

وأوضحت المصادر أن النيابة تسعى للتحقيق بدقة في ملابسات المطاردة، لتحديد ما إذا كانت هذه الواقعة تنطوي على نية إيذاء عمدي أو استعراض قوة يهدد سلامة الآخرين على الطريق، خاصة بعد أن تسببت في إصابات بدنية وذعر نفسي للمجني عليهن.

هذا الحادث أعاد تسليط الضوء على ظاهرة الملاحقات والمضايقات على الطرق، وهو ما يفرض ضرورة التعامل الصارم قانونيًا مع مثل هذه التصرفات التي تهدد حياة الأبرياء وتعرضهم للخطر دون أي مبرر.