قصة المقبرة التي خبأت أنواع أفاعٍ غير معروفة في الإكوادور (فيديو)

في صدفة علمية نادرة، قاد بحث عن ضفادع مفقودة في غابات الإكوادور الجنوبية إلى اكتشاف 3 فصائل جديدة من الأفاعي الأرضية، بعد معلومة غير متوقعة من أحد سكان بلدة صغيرة.
وفي نوفمبر 2021، كان عالم الأحياء أليخاندرو أرتياغا وفريقه من مؤسسة “خماي” Khamai Foundation عائدين خاليي الوفاض بعد رحلة فاشلة للعثور على ضفادع يُعتقد أنها انقرضت في الغابات السحابية. وبينما توقفوا لتناول وجبة في بلدة أمالوزا الريفية، أخبرتهم امرأة من السكان بأنها كثيراً ما ترى أفاعي في مقبرة القرية أثناء زيارتها لقبور عائلتها.
وأثار حديثها فضول أرتياغا، الذي اشتبه بأن هذه الأفاعي قد تنتمي إلى جنس Atractus؛ وهي أفاعٍ صغيرة تقضي معظم حياتها تحت الأرض. فقرر الفريق زيارة المقبرة، وبعد ساعات قليلة، عثروا على أفعيان ذات بطون صفراء مدفونتين في التربة الرخوة بجانب القبور، دون المساس بأي مدفن.
وقاد هذا الاكتشاف الفريق إلى دراسة أعمق في المنطقة الجبلية، ما أسفر عن تحديد 3 فصائل جديدة من الأفاعي الأرضية، نُشرت نتائجها في مجلة ZooKeys العلمية في سبتمبر 2024.
والفصائل الجديدة هي: A. discovery التي تتميز بعيون صغيرة وبطون صفراء تتوسطها وخط أسود، وA. zgap, ذات البطن الأصفر الخالي من الخط، وA. michaelsabini, وهي الأكثر امتلاءً بين الثلاث، وقد سُميت تكريماً للناشط البيئي الشاب مايكل سابين الذي ساهمت عائلته في حماية أكثر من 264 ألف فدان من المواطن الطبيعية الحساسة.
وقال أرتياغا تعليقاً على الاكتشاف: “لا ينبغي أبداً تجاهل ملاحظات السكان المحليين، فقد تكون وراءها اكتشافات مذهلة.”
ويؤكد الخبراء أن الأفاعي الأرضية من أقل الزواحف دراسة على كوكب الأرض، إذ تعيش غالباً في الشقوق الصخرية العميقة ضمن غابات نائية في أمريكا الوسطى والجنوبية، لكنها قد تتواجد أيضاً في بيئات من صنع الإنسان مثل المقابر والكنائس الهادئة.
ورغم أنها غير مؤذية للبشر، يعتقد العلماء أن هذه الأفاعي قد تمتلك مقاومة طبيعية لسمّ أفاعي الكوبرا المرجانية المفترسة لها، ما قد يساعد مستقبلاً في تطوير أمصال مضادة للسموم وإنقاذ الأرواح.
نقلاً عن: إرم نيوز