انعقدت قمة منظمة شنغهاي للتعاون في دورتها الخامسة والعشرين بمدينة تيانجين الصينية يومي 31 أغسطس و1 سبتمبر 2025، بحضور غير مسبوق شمل قادة وممثلي أكثر من 20 دولة ومنظمة دولية، لتصبح القمة الأكبر في تاريخ المنظمة.
أبرز نتائج القمة على الساحة العالمية
وجاءت القمة هذا العام لتؤكد انتقال المنظمة من كونها إطارًا إقليميًا إلى منصة عالمية فاعلة، تركز على الأمن الجماعي والتنمية الاقتصادية المستقلة، وتعزيز التعاون جنوب-جنوب في مواجهة التحديات الدولية.
إصلاح النظام المالي العالمي: اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إصدار سندات مشتركة بين دول المنظمة وإنشاء آليات مالية مستقلة، لتقليل الاعتماد على الدولار واليورو.
تعزيز التعددية القطبية: دعا الرئيس الصيني شي جين بينج إلى توسيع دور المنظمة كنموذج للتعاون متعدد الأطراف، بعيدًا عن سياسات الهيمنة والانفراد بالقرار الدولي.
تضامن دول الجنوب: ركزت القمة على مواجهة العقوبات الأحادية وتعزيز التنمية المشتركة، لتكون منظمة شنغهاي منصة بديلة أكثر عدالة في إدارة العلاقات الدولية.
رسائل قوة عسكرية: شهدت القمة استعراضًا عسكريًا ضخمًا في بكين ضم أحدث الأنظمة الدفاعية الصينية، ما عكس البعد الأمني المكمل للدور الاقتصادي والسياسي للمنظمة.
مشاركة مصر: صوت عربي وإفريقي في الساحة الدولية
شاركت مصر في القمة بوفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ممثلًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد مدبولي في كلمته موقف مصر الثابت تجاه دعم القضية الفلسطينية ووقف نزيف الدم في غزة، داعيًا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما شدد على التزام مصر بمبادئ التعددية والانفتاح الاقتصادي، ودورها المحوري في استقرار المنطقة.
لقاء مدبولي بالرئيس الصيني
على هامش القمة، التقى رئيس الوزراء المصري بالرئيس الصيني شي جين بينج، الذي رحب بمشاركة مصر كأول دولة عربية وإفريقية تنال صفة “شريك حوار” في المنظمة، مؤكدًا عمق العلاقات الاستراتيجية مع القاهرة، ودور الرئيس السيسي المحوري في تعزيز الشراكة المصرية الصينية.
أبعاد المشاركة المصرية: اقتصاد وسياسة وأمن
على المستوى الاقتصادي فتح آفاق للاستثمارات في البنية التحتية والطاقة، وربط السوق المصري بالمبادرات الآسيوية الكبرى.
أما على المستوى السياسي والدبلوماسي وذلك من خلال تعزيز مكانة مصر كصوت عربي وإفريقي في المنتديات الدولية، وتأكيد حضورها في النظام الدولي المتعدد الأقطاب.
أما على المستوى الأمني وذلك من خلال المشاركة في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف ضمن إطار جماعي، ما يعزز الأمن الإقليمي.
الصناعات المستقبلية بين مصر والصين ورؤية 2030
في ضوء اللقاءات الثنائية التي عقدها رئيس الوزراء المصري مع كبرى الشركات الصينية، برزت مجموعة من الصناعات المستقبلية ذات الأولوية المشتركة التي ستسهم في تحقيق مستهدفات رؤية مصر 2030.
صناعة السيارات الكهربائية: نقل الخبرات الصينية في مجال السيارات النظيفة وتوطين التكنولوجيا في مصر، لتقليل الانبعاثات وتحقيق نقلة نوعية في قطاع النقل.


الطاقة المتجددة: شراكات لإنشاء محطات طاقة شمسية ورياح وتطوير مكونات محلية لتقليل الاعتماد على الاستيراد.
تحلية مياه البحر: التعاون في بناء محطات متطورة لمواجهة تحديات ندرة المياه وتعزيز الأمن المائي المصري.
الصناعات الإلكترونية والرقمية: دعم إنشاء مناطق صناعية متخصصة في الإلكترونيات والذكاء الاصطناعي، بما يواكب التحولات العالمية نحو الاقتصاد الرقمي.
التكنولوجيا الزراعية الحديثة: استقدام تقنيات الزراعة الذكية والميكنة المتقدمة لزيادة الإنتاجية وضمان الأمن الغذائي.
وأكد مدبولي أن هذه القطاعات تمثل ركيزة أساسية للاستفادة من الزخم في العلاقات المصرية الصينية، وتحويل الشراكة الثنائية إلى محرك حقيقي للنمو المستدام والتنمية الشاملة.
قراءة تحليلية: مصر بين إفريقيا و«بريكس»
مشاركة مصر في قمة شنغهاي لم تكن حدثًا منفردًا، بل حلقة ضمن مسار أوسع يرسم ملامح السياسة الخارجية المصرية في السنوات الأخيرة. فالقاهرة، بانضمامها إلى مجموعة «بريكس» رسميًا، وبتعزيز حضورها في قمة شنغهاي، تسعى إلى بناء جسر استراتيجي يربط بين إفريقيا وآسيا، وبين الاقتصادات الصاعدة ودول الجنوب العالمي.
هذا التموضع يعزز قدرة مصر على لعب دور الوسيط بين القارة الإفريقية ومؤسسات التمويل والتجارة العالمية الجديدة، ويجعلها مركزًا محوريًا في إعادة تشكيل قواعد النظام الدولي. فالتكامل بين الانفتاح على «بريكس» والشراكات التي توفرها منظمة شنغهاي، يمنح القاهرة أوراق قوة إضافية في المفاوضات الاقتصادية والسياسية، ويدعم رؤيتها في التحول إلى مركز إقليمي للاستثمار والتجارة.
لقد جسدت قمة شنغهاي 2025 ملامح عالم جديد يسعى إلى تعددية قطبية أكثر عدالة، وكانت مصر جزءًا فاعلًا فيه، ليس فقط بصفتها شريك حوار للمنظمة، بل كصوت عربي وإفريقي قادر على التأثير في القرارات الدولية
ومن خلال التوازن بين الانفتاح على الصين وآسيا، وتعزيز حضورها في إفريقيا و«بريكس»، تؤكد مصر أنها لاعب إقليمي ودولي لا يمكن تجاوزه في معادلات الحاضر والمستقبل
نقلاً عن : تحيا مصر
- في أقل من أسبوع.. ياسمين عبد العزيز تحتفل بتخطى إعلانها 65 مليون مشاهدة - 2 سبتمبر، 2025
- الحدود الدنيا لتنسيق الدبلومات الفنية للقبول بالجامعات 2025 - 2 سبتمبر، 2025
- الزمالك يجهز عرضًا مغريًا لـ حسام عبد المجيد لتمديد تعاقده - 2 سبتمبر، 2025