كارثة ريال مدريد.. كيف ترك إستيفاو للتعاقد مع إندريك؟

بدأت القصة داخل أسوار نادي بالميراس البرازيلي، حيث لعب إستيفاو وإندريك جنبًا إلى جنب في الموسم نفسه، وكان كل منهما يمثل موهبة صاعدة تستحق المتابعة.

ورغم أن ريال مدريد كان في حاجة واضحة لجناح أيمن، فإن الإدارة اتخذت قرارًا غريبًا بتفضيل التعاقد مع المهاجم إندريك وترك الجناح الواعد إستيفاو، الذي كان يناسب احتياجات الفريق بشكل مباشر.

ظهر اسم إستيفاو عالميًا هذا الموسم بعد انتقاله إلى تشيلسي، حيث قاد اللاعب البالغ من العمر ثمانية عشر عامًا ناديه الإنجليزي لتحقيق انتصار كبير على برشلونة بثلاثية نظيفة في دوري أبطال أوروبا. 

خطف اللاعب الأضواء بتسجيله الهدف الثاني بطريقة مذهلة، حين تجاوز مدافعين اثنين قبل أن يطلق تسديدة صاروخية من زاوية ضيقة لتسكن سقف الشباك.

الانتقادات الآن تتجه بقوة نحو إدارة ريال مدريد التي تجاهلت موهبة إستيفاو رغم توفر كل المؤشرات التي كانت تؤكد أنه جناح قادر على صناعة الفارق. 

الأرقام نفسها كانت تصب في مصلحة اللاعب قبل انتقاله إلى تشيلسي، إذ لعب مع بالميراس 83 مباراة سجل خلالها سبعةً وعشرين هدفًا وصنع خمسة عشر. 

وبمجرد انتقاله إلى تشيلسي، سجل خمسة أهداف وصنع هدفًا في سبع عشرة مباراة، كما سجل مع منتخب البرازيل خمسة أهداف في إحدى عشرة مباراة، ليصبح أحد أبرز عناصر جيل السامبا الجديد.

في المقابل، كانت أرقام إندريك أقل وضوحًا من حيث التأثير الهجومي فقد خاض مع بالميراس 82 مباراة سجل خلالها واحدًا وعشرين هدفًا وصنع ثلاثة فقط، ومع ريال مدريد سجل سبعة أهداف في ثمانٍ وثلاثين مباراة، وهو معدل لا يعكس حجم الاستثمار الكبير الذي تم ضخه للتعاقد معه.

وتكمن الأزمة في أن ريال مدريد تعاقد مع إندريك قبل أن ينجح لاحقًا في ضم كيليان مبابي، الذي أصبح المهاجم الأساسي بلا منازع، ما جعل وجود مهاجم إضافي أقل أهمية مقارنة بالحاجة لجناح قادر على الاختراق وصناعة الخطورة. 

وبذلك وجد إندريك نفسه في منافسة شبه مستحيلة، بينما أصبح إستيفاو أحد ألمع نجوم أوروبا في عمر مبكر، وخطف مركزًا أساسيًا في تشكيل منتخب البرازيل.

يبدو أن الأيام المقبلة قد تشهد إعادة تقييم داخل النادي الملكي، خصوصًا مع تراجع دور إندريك تدريجيًا واستمرار تألق إستيفاو، الذي أصبح مثالًا واضحًا على خطأ إداري كبير لا يزال يُطرح بقوة في الأوساط الرياضية.