كان بيغمى عليها أثناء التسجيل.. قصة شريفة فاضل مع أغنية أم البطل بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر

كان بيغمى عليها أثناء التسجيل.. قصة شريفة فاضل مع أغنية أم البطل بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر

في عالم الفن، كثيرًا ما تتحول المآسي الشخصية إلى أعمال خالدة تلامس وجدان الجماهير، أغنية أم البطل للفنانة الراحلة شريفة فاضل تمثل مثالًا حيًا على ذلك، إذ خرجت من تجربة شخصية مؤلمة للغاية، لتصبح رمزًا للوطنية وتضحيات الأمهات. فقد فقدت شريفة فاضل ابنها الوحيد في حرب أكتوبر عام 1973، وكان الابن شابًا في ريعان شبابه، على وشك الزواج، ما جعل الحزن مضاعفًا، هذه الصدمة دفعتها إلى التعبير عن ألمها من خلال الفن، فصنعت أغنية خالدة ليست مجرد عمل فني، بل رسالة لكل أم فقدت فلذة كبدها في سبيل الوطن، لتظل قصتها وأغنيتها التي يرصد تفاصيلها موقع تحيا مصر محفورة في ذاكرة الشعب المصري.

مأساة شخصية تحولت إلى نشيد وطني

في عام 1973، استشهد الملازم أول طيار سيد السيد بدير، ابن الفنانة شريفة فاضل، أثناء تدريبات الطيران الليلي في فترة حرب الاستنزاف، أي قبل انتصار أكتوبر بأيام قليلة، كان عمره 21 عامًا، وكان قد أنهى دراسته وتدريبه في روسيا، وكان على وشك الزواج بعد ستة أشهر. هذه الصدمة العميقة جعلت شريفة فاضل تتوقف عن الغناء لفترة طويلة، لكنها قررت أن تخلد ذكراه وتقدم تحية لكل أمهات الشهداء من خلال أغنية تعبر عن مشاعرها ومشاعرهن.

شريفة فاضل 

كلمات الأغنية: إبداع نبيلة قنديل

طلبت شريفة فاضل من الشاعرة نبيلة قنديل أن تكتب أغنية تعبر عن أم البطل، دخلت قنديل غرفة الشهيد، وبعد نصف ساعة خرجت بكلمات الأغنية التي لامست قلب شريفة فاضل، حتى أنها شعرت وكأنها هي من كتبتها، تم تلحين الأغنية على يد الملحن علي إسماعيل، وسجلتها شريفة فاضل في الاستوديو، رغم معاناتها من الدموع والإغماء أثناء التسجيل، وقد قالت في لقاء صحفي: “أم البطل كانت أصعب أغنية سجلتها في حياتي”.

أثناء تسجيل الأغنية، كانت شريفة فاضل تُغمى عليها عدة مرات من شدة تأثرها. في إحدى الحفلات، أصيبت بنزيف في الأحبال الصوتية نتيجة بكائها المستمر أثناء الغناء، ولذلك كانت تختتم بها حفلاتها دائمًا لأنها لم تكن تستطيع الغناء بعدها من شدة تأثرها.

أغنية أم البطل: أغنية تخلد تضحيات الأمهات

أصبحت أغنية أم البطل رمزًا لكل أم قدمت فلذة كبدها فداءً للوطن. تُذاع سنويًا في ذكرى نصر أكتوبر، وتُعد من أبرز الأعمال الفنية التي تُجسد مشاعر الفخر والحزن في آن واحد، لتظل شريفة فاضل محفورة في ذاكرة الوطن من خلال هذه الأغنية المميزة.

نقلاً عن: تحيا مصر

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف