كذب وغموض يشعلان الثأر.. 5 أسباب لـ”عداوة” جيسوس وكونسيساو

كذب وغموض يشعلان الثأر.. 5 أسباب لـ”عداوة” جيسوس وكونسيساو

عندما يلتقي النصر بالاتحاد الليلة، لن تكون الأنظار موجهة فقط نحو كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما، بل ستتركز على الخطوط الجانبية، حيث يقف اثنان من أشرس الأعداء في عالم التدريب: جورجي جيسوس وسيرجيو كونسيساو.

المعركة ليست مجرد قمة تكتيكية، بل هي فصل جديد في “حرب شخصية” مشتعلة منذ 30 عامًا، انتقلت من ملاعب البرتغال إلى الأراضي السعودية، حرب مليئة بالاتهامات بـ “الكذب”، وصراع “الأنا”، وديون قديمة حان وقت تصفيتها.

هذه 4 أسباب تشرح جذور العداوة الأغرب التي وصلت لتوها إلى دوري روشن:

 

1. “الكذبة الغامضة” (شرارة العداء)

الخلاف ليس وليد منافسة عادية، بل وصل إلى طريق مسدود. فوفقًا لتقارير صحفية نقلاً عن الصحفي البرتغالي ماركوس ألفيش، فإن العلاقة بين جيسوس وكونسيساو “مقطوعة تمامًا”.

الأخطر، هو أن جيسوس (مدرب النصر) يصف كونسيساو (مدرب الاتحاد) علنًا في الدوائر المغلقة بأنه “كاذب”. ما هي هذه “الكذبة” تحديداً؟ لا أحد يعلم. الصحافة البرتغالية تؤكد هذا الاتهام لكنها لم تكشف سببه؛ ما يضيف طبقة من “الغموض” تزيد العداوة اشتعالًا، وتحولها من منافسة إلى قضية شرف.

 

2. صراع “الأستاذ وتلميذه” (هوس العظمة والمشورة)

العداوة ليست مجرد “كذبة”، بل هي صراع “أنا” واضح حول من هو “الأعظم”، هذا الصراع لخصته مشادة كلامية شهيرة حدثت بينهما في البرتغال وكشفت المستور:

كونسيساو هاجم جيسوس قائلًا: “لديك هوس بأنك الأعظم!”.

فكان رد جيسوس “القاضي”: “لا تنسى أنك تتصل بي لأخذ المشورة!”.

هذا الرد كشف جذر الأزمة. جيسوس يرى نفسه “الأستاذ” الذي يقدم النصائح، ويرى كونسيساو مجرد “تلميذ” متمرد. بينما يرى كونسيساو أن جيسوس “متعجرف” ويريد تحطيم صورته كـ “فيلسوف”.

 

3. “جذور 1995” (بداية العقدة)

لماذا يتعامل جيسوس كـ “أستاذ”؟ لأن العداوة لم تبدأ في قمة بنفيكا وبورتو، بل بدأت قبل 30 عامًا، تحديدًا في 1995.

في ذلك الوقت، كان جيسوس مدربًا في بداياته، وكان كونسيساو لاعبًا شابًّا (20 عامًا) يلعب تحت إمرته. من هنا بدأت العقدة؛ كونسيساو بشخصيته النارية كلاعب صدامي، وجيسوس بشخصيته الصارمة كمدرب لا يقبل الجدال. يبدو أن “التلميذ” لم ينس قط كيف عامله “أستاذه” قبل ثلاثة عقود.

 

4. “تصفية الديون” (الثأر الرقمي)

مواجهة الليلة ليست مجرد مباراة، بل هي فرصة كونسيساو لـ “تصفية الديون”. الأرقام تكشف أن جيسوس لا يزال متفوقًا في المواجهات المباشرة؛ ما يدعم نظريته بأنه “الأستاذ”.

في 19 مواجهة سابقة بينهما: فاز جيسوس: 8 مرات، وفاز كونسيساو: 6 مرات، التعادل: 5 مرات.

كونسيساو، الذي أطلق عليه البعض لقب “جلاد جيسوس” لقدرته على إزعاجه في مباريات مفصلية، يدخل الدوري السعودي بهدف واحد: تسديد هذا الفارق الرقمي، وإثبات أنه تفوق على “أستاذه” المزعوم في ساحة جديدة أمام العالم كله.

 

5. الخلاف الأيديولوجي: “الفيلسوف” ضد “المحارب”

أبعد من الأرقام والشخصيات، يمثل المدربان صراعًا “أيديولوجيًّا” خالصًا بين مدرستين مختلفتين تمامًا في كرة القدم.

جورجي جيسوس هو “الفيلسوف”؛ يؤمن بالنظام، والهيكلة، والسيطرة التكتيكية المعقدة. فريقه يجب أن يعمل كـ “آلة” منظمة تفوز عن طريق “التفوق المنهجي” والصبر وبناء اللعب.

على العكس تمامًا، سيرجيو كونسيساو هو “المحارب”؛ يؤمن بالشراسة، الروح، والضغط العالي الخانق (Gegenpressing)، فرقه تلعب بـ “شغف” ناري وتعتمد على التحولات السريعة والقوة البدنية.

الخلاف هنا فلسفي بحت: جيسوس يرى أسلوب كونسيساو “عشوائياً” يفتقر للذكاء التكتيكي، بينما يرى كونسيساو أن أسلوب جيسوس “متعجرف وممل” ويقتل شغف اللعبة.

 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف