“كهوف طاسيلي”.. رسومات غامضة تثير أسطورة الفضائيين في الجزائر (صور)

حالة من الرهبة والذهول تستولي على الزائر هنا، فهو يطالع وجهاً لوجه رسومات ونقوش تجسد ما يشبه، إلى حد بعيد، الشكل المتعارف عليه لسفن الفضاء، فضلاً عن ملامح وسمات كائنات فضائية برؤوس ضخمة تحيط بها هالات أو دوائر لافتة للنظر.

يحدث هذا في منطقة “طاسيلي ناجر” التي تعني بلغة قبائل الطوارق “هضبة الثور”، وتمتد كسلسلة جبلية وسط الصحراء القاحلة والحرارة المرتفعة في الجنوب الشرقي للجزائر، كما تحتوي على كهوف تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ لتشكل ظاهرة محيرة للباحثين والعلماء المختصين.

عززت الطبيعة الوعرة للمنطقة من الأساطير والخرافات التي نسجها الخيال الشعبي حول أن رسومات الكهوف قام بوضعها “الجن”، فيما يؤكد آخرون أن “فضائيين” قاموا بزيارة المكان قبل آلاف السنين، ووضعوا بصمتهم فيه. 

وبخلاف الكائنات الفضائية، تُبرز تلك الرسومات التي يعود تاريخ الكثير منها إلى أكثر من 30 ألف عام، طقوساً تشبه السحر، ومناسبات جماعية، وآلهة قديمة، ومراسم دينية، فضلاً عن خيول منطلقة ورعي أبقار وسط مروج ضخمة ومشاهد لحدائق غنّاء وأنهار، وكذلك الكثير من الحيوانات البرية، غريبة الشكل.  

سُجلت المنطقة من جانب هيئة اليونسكو ضمن “قائمة التراث الإنساني العالمي” العام 1982، باعتبارها أكبر “غابة صخرية” في العالم بمساحة تقترب من 90 ألف كيلومتر مربع، فيما تعود الهضاب بها، بحسب علماء الجيولوجيا، إلى أزمنة سحيقة تقدر بـ 550 مليون سنة.

ويعود الفضل في اكتشاف نقوش “طاسيلي” وإبرازها للعالم الخارجي إلى الباحث والمستكشف الفرنسي هنري لوت عام 1969، حيث استطاع بمساعدة السكان الأصليين من الطوارق وعبر العديد من الحملات الاستكشافية أن يوثق أكثر من 1000 رسم من الفنون البدائية. 

وأسفرت جهود الحكومة الجزائرية في هذا السياق عن تسجيل ما يقرب من  20 ألف موقع أثري بتلك المنطقة لاحقاً، بداية من العام 2016 تحديداً. 

وتشكل كهوف طاسيلي أكبر متحف للرسوم الصخرية البدائية في العالم ويتجاوز عدد النقوش فيها 30 ألف عمل تكشف الكثير عن تاريخ البشرية في أزمنة بعيدة، فضلاً عن طبيعة أحلام البشر ومخاوفهم وهواجسهم قبل عشرات الآلاف من السنين.