قد يظن البعض أن النرجسية هي مجرد حب للذات أو الإعجاب بالنفس أو الغرور، ولكن ما يجهله البعض أن النرجسية قد تكون مرضاً نفسياً يؤثر علي حياة الفرد والمحيطين به، وبحسب الأطباء النفسيين، فإن الشخص النرجسي قد لا يدرك أنه يتصرف بطريقة مؤذية للآخرين، إذ يتسم هذا النوع من الاضطراب بسلوكيات تتسم بالتمحور حول الذات، وتجاهل مشاعر المحيطين، ما يؤدي إلى توتر العلاقات الشخصية والمهنية.

ويشير الخبراء إلى أن بعض المصابين بهذا الاضطراب قد يمضون سنوات طويلة دون أن يلاحظوا تأثير تصرفاتهم، مما يزيد من تعقيد الحالة ويصعّب التدخل العلاجي.

و بحسب ما توصل إليه علماء النفس، فإن النرجسية ليست صفة دائمة لا يمكن معالجتها، بل سلوك يمكن التخفيف منه وتعديله بالتوعية والدعم والعلاج عند الحاجة.

وفيما يلي، نستعرض لكم في هذا التقرير 7 علامات قد تكون مؤشراً علي  تعاني  سمات نرجسية تتطلب مراجعة مختص نفسي:

علامات تدل علي كونك نرجسي

أولاً: الشعور بالتفوق على الآخرين دائماً

إذا كنت دائماً ما تشعر بأنك علي حق في كل شئ وتنظر إلي من حولك علي أنهم أقل كفاءة أو فهماً أو ذكاءً منك، فقد تكون هذه علامة نرجسية. النرجسيون غالباً ما يشعرون بأنهم مميزون ويستحقون معاملة خاصة دون غيرهم.

ثانياً: الحاجة المستمرة إلى الإعجاب والإطراء

أتعتمد على مديح الآخرين لتشعر بقيمتك؟ هل تنزعج إذا لم تحصل على الثناء أو التقدير فوراً؟ النرجسية غالباً ما ترتبط بالحاجة الدائمة إلى التقدير الخارجي.

ثالثاً: استغلال الآخرين لتحقيق أهدافك

إذا كنت تميل إلى استخدام الآخرين للوصول إلى أهدافك من دون الاهتمام بمشاعرهم أو تأثير ذلك عليهم، فهذه سمة واضحة من سمات النرجسية.

رابعاً: نقص التعاطف مع الآخرين

غالباً ما يجد النرجسيون صعوبة في التعاطف أو فهم مشاعر الآخرين. قد تلاحظ أنك لا تهتم كثيراً بما يشعر به غيرك، أو أنك تميل لتجاهل مشاعر الآخرين؛ لأنها «غير منطقية» من وجهة نظرك.

خامساً: الحساسية الشديدة تجاه النقد

حتى النقد البسيط قد يُشعرك بالهجوم الشخصي أو الإهانة. إذا كنت تتفاعل بغضب أو دفاعية مفرطة عند تلقي الملاحظات، فقد يشير ذلك إلى هشاشة داخلية نرجسية.

سادساً: المبالغة في إنجازاتك أو قدراتك

هل تحاول أن تعظم نجاحاتك أو التباهي بقدراتك؟ قد تكون هذه طريقة لإخفاء شعور داخلي بعدم الأمان. النرجسيون يميلون لتضخيم صورتهم أمام الآخرين.

سابعاً: علاقات غير مستقرة أو مليئة بالمشاكل

صعوبة الحفاظ على علاقات صحية وطويلة الأمد غالبًا ما تعود إلى السلوكيات النرجسية التي يمارسها الشخص. هذه التصرفات تثير التوتر وتسبب نفور الآخرين، مما يؤدي إلى تدهور العلاقة مع الوقت.

متى تجب استشارة مختص نفسي؟

إذا لاحظت تكرر هذه العلامات وتأثيرها السلبي على حياتك أو على من حولك، فهذا يعني حان للتحدث مع اختصاصي نفسي. العلاج لا يعني أنك مريض، بل أنك شخص ناضج يسعى لفهم نفسه وتحسين علاقاته.

وسائل للسيطرة علي السلوك النرجسي

1. مارس التعاطف يومياً: من أحد أكبر التحديات التي يواجهها الأشخاص النرجسيون هي صعوبة رؤية الأمور من وجهة نظر الآخرين.ولذلك يتوجب عليك أن تحسن من مهارات التعاطف لديك،كأن  تحاول الإصغاء باهتمام عندما يتحدث إليك شخص ما. عوضاً عن التركيز على ردّك أو كيف يؤثر الحديث عليك، ركّز على فهم مشاعر الطرف الآخر بصدق، حاول طرح أسئلة على نفسك ، مثل: كيف سأشعر لو كنت في مكانهم؟ ما الذي يحتاجون إليه مني في هذه اللحظة؟
2.  تعلم تقبُّل النقد برحابة صدر: قد يكون من الصعب سماع الملاحظات السلبية، ومن الطبيعي أن تشعر بالانزعاج عند تلقيها.ولكن عوضاً من أن تدع هذا الشعور يسيطر على رد فعلك، عدّ النقد فرصة لتقوية مرونتك ونضجك العاطفي. توقف لحظة وفكر قبل الرد، واسأل نفسك: هل هناك شيء من الحقيقة فيما قيل لي؟ إذا كان كذلك، كيف يمكنني استخدام هذا النقد لتحسين نفسي؟
    
3.  بدّل تركيزك من البحث عن التقدير إلى الامتنان: الأشخاص الذين لديهم ميول نرجسية يعتمدون في كثير من الأحيان على المديح والتقدير ليشعروا بقيمتهم. ولمعالجة هذا السلوك حاول الشعور بالإمتنان. خصص وقتاً كل يوم لكتابة بعض الأمور التي تشعر بالامتنان نحوها، سواء كانت فنجان قهوة لذيذاً أو لحظة ضحك مع صديق. و بمرور الوقت، وستشعر برضا أكبر عن نفسك وتقل حاجتك إلى الثناء الخارجي.
    
4. ضع أهدافاً واقعية وصحية: السلوكيات النرجسية غالباً ما تتضمن أحلاماً غير واقعية بالنجاح أو الشهرة أو القوة. لا بأس بالطموح، لكن يجب أن يكون واقعياً وصحياً.

قسّم أهدافك الكبيرة إلى خطوات صغيرة يمكن تحقيقها. على سبيل المثال، إذا كنت تطمح للتقدم في حياتك المهنية، ابدأ بتطوير مهارة جديدة، أو توسيع شبكة علاقاتك، أو إنهاء مشروع بنجاح. هذا النهج سيمنحك شعوراً أكبر بالإنجاز ويقلل من الإحباط.