كيف تحولت ماريا شارابوفا من لاعبة تنس إلى سيدة أعمال تدير ملايين الدولارات؟
لم يتوقع عشاق التنس الذين اعتادوا رؤية ماريا شارابوفا الشقراء تتألق على ملاعب ويمبلدون أن يروها تتحدث في مؤتمر “بلومبرغ باور بلايرز” بنيويورك الشهر الماضي.
في عام 2025، لم يعد أي رياضي، مهما كان نجمه ساطعًا، يعتمد فقط على مكافآت الفوز للاستمرار ماليًا، فالنجاح في هذا العصر يعني تنويع مصادر الدخل عبر العلامات التجارية والاستثمارات طويلة الأمد.
لكن شارابوفا، التي قدّرت مجلة فوربس ثروتها بنحو 220 مليون دولار، كانت سبّاقة في رسم نموذج النجاح ما بعد الملاعب، وأصبحت رمزًا لتقاعد رياضي يدرّ الأرباح أكثر مما يستهلكها.
لاعبة التنس الأعلى دخلا
طوال مسيرتها، كانت الأعلى دخلًا بين لاعبات التنس لـ11 عامًا متتالية، إذ حققت أكثر من 300 مليون دولار من الإعلانات فقط، لتصبح واحدة من أكثر الرياضيات تسويقًا في العالم.
بعد فوزها المذهل في ويمبلدون بعمر 17 عامًا، وقّعت عقودًا ضخمة مع نايك، بما في ذلك خط أزياء خاص، إلى جانب شركات مثل غاتوريد، بورش، تيفاني، تاج هوير، إيفيان، موتورولا، لاند روفر.
ورغم تراجع صورتها مؤقتًا بعد إيقافها عام 2016 بسبب مادة محظورة، فإنها استعادت بريقها سريعًا بتوقيع عقود جديدة مع علامات مثل “ستيلا أرتوا” و”فنادق أمان” و”CFI” للتداول الإلكتروني.
واستثمرت شارابوفا أيضًا في العقارات، فامتلكت مزرعة بـ8.6 مليون دولار في كاليفورنيا، وقصرًا بـ11 مليونًا في مونتيسيتو، ومجمعًا على شاطئ مانهاتن بلغت قيمته 25 مليونًا، باعته لاحقًا لنجم السلة لوكا دونتشيتش.
استمرار الطموح
لكن الطموح لم يتوقف عند الثروة، فخلال فترة الإيقاف درست الإدارة والقيادة في “هارفارد”، لتعود بعدها كمستثمرة محترفة تجمع بين ذكاء المال وخبرة الملاعب.
بدأ شغفها بالاستثمار مبكرًا حين اشترت حصة في شركة “سوبرغوب” لمستحضرات الوقاية من الشمس بعدما تأثرت بقصة مؤسسها الذي فقد صديقًا بسبب سرطان الجلد.
وقالت لاحقًا: “قلت له ببساطة: هذا مالي، أريد أن أكون شريكة وأستخدم اسمي لمساعدتك على النمو”.
واختارت شارابوفا الصفقة الصحيحة، في 2021، استحوذت شركة “بلاكستون” على “سوبرغوب” مقابل 750 مليون دولار.
اليوم، تملك شارابوفا محفظة متنوعة تميل لمشروعات تقودها النساء. انضمت عام 2017 إلى مجلس استشاري لبنك “يو بي إس” لتعزيز مشاركة النساء في الاستثمار، ثم دعمت شركات مثل “تونال” للأجهزة الرياضية المنزلية، و”كوفرتيليتي” لتجميد البويضات.
استثمارات متنوعة
قالت لمجلة “فوغ” عند إعلانها الاستثمار الأخير: “الرياضة النسائية تعيش لحظة مدهشة. إذا استطاعت اللاعبات تجميد بويضاتهن مبكرًا، فسيحصلن على وقت أطول للعب على أعلى مستوى دون ضغط أو استعجال في حياتهن الشخصية”.
ويتقاطع هذا الفكر مع قرار رابطة اللاعبات المحترفات بتوفير دعم مالي لمن يخضعن لعلاجات الخصوبة، في خطوة تؤكد نظرة شارابوفا الاستباقية.
استثماراتها تشمل أيضًا مجالات أوسع مثل أحذية الرجال “وولف أند شيبرد”، ومحفظة العملات الرقمية “مون باي”، ومنصة “بابلك” للاستثمار.
كما ظهرت في برنامج “شارك تانك” الأمريكي عام 2020، واستثمرت مع مارك كوبان 900 ألف دولار في شركة “بالا” لمعدات اللياقة، التي بلغت قيمتها لاحقًا 10 ملايين دولار.
وفي بعض المشاريع تلعب دورًا إداريًا مباشرًا، مثل شركة “ثيرابودي” المتخصصة في أجهزة التعافي العضلي، حيث تشغل منصب مستشارة استراتيجية ومستثمرة.
تتولى شارابوفا أيضًا مناصب استشارية في شركات كبرى، أبرزها عضويتها كمستشارة مستقلة في مجلس إدارة مجموعة “مونكلير” المالكة لعلامتي “مونكلير” و”ستون آيلاند”.
لكن نجاحها لم يخلُ من إخفاقات. بعض مشاريعها مثل “نيكد ريتيل” و”برايت” فشلت وتوقفت تمامًا عن الوجود الرقمي.
غموض حول علامتها التجارية
أما أكثر القصص غموضًا فكانت حول علامتها “شوغاربوڤا” للحلويات التي أطلقتها عام 2012 وحققت نجاحًا مذهلًا، إذ باعت خمسة ملايين كيس سنويًا بحلول 2016 بإيرادات وصلت إلى 25 مليون دولار، وامتدت إلى أكثر من 30 دولة.
كانت تخطط حتى لتغيير اسمها مؤقتًا إلى “ماريا شوغاربوڤا” خلال بطولة أمريكا المفتوحة 2013، وظهرت مرارًا وهي تروّج لحلوياتها بنفسها.
لكن مع نهاية مسيرتها في الملاعب تراجع النشاط تدريجيًا، وتوقفت الشركة بصمت عام 2021 دون إعلان رسمي رغم بلوغ قيمتها نحو 187 مليون دولار في ذروتها.
الغموض ازداد حين أشار تقرير شركة “مونكلير” لعام 2024 إلى أن شارابوفا ما زالت تدير “شوغاربوڤا”، مما أثار تساؤلات عن استمرارها الفعلي.
حاليًا لا توجد أي إشارة رسمية لعودة العلامة، حساباتها على إنستغرام صامتة منذ 2021، وموقعها الإلكتروني متوقف، كما انتهت صلاحية علامتها التجارية في الولايات المتحدة في أبريل 2024.
نقلاً عن: إرم نيوز