كيف تسببت “كارثة” جون إدوارد في تتويج الأهلي بالسوبر المصري؟
في عالم كرة القدم، تلعب الإدارة الرياضية دورًا حيويًا لا يقل أهمية عن اللاعبين والمدربين على أرض الملعب، وقد أثبتت أزمة نادي الزمالك بقيادة المدير الرياضي جون إدوارد كيف يمكن للفشل الإداري أن يصنع مسارًا عكسيًا ينعكس لصالح المنافسين، وعلى رأسهم الأهلي الذي توج بالسوبر المصري مساء أمس الأحد، وسط ارتباك وإخفاقات كبيرة لدى القلعة البيضاء.
ولعل أكثر المنتقدين لجون إدوارد عقب خسارة الأمس هو أحمد حسام “ميدو”، نجم الفريق الأبيض السابق، والذي قال إن إدوارد سيتحمل تبعات قراره بالانفراد بإدارة ملف الكرة داخل نادي الزمالك.
ونستعرض في التقرير الآتي كيف أن أخطاء جون إدوارد ساعدت الأهلي على انتهاز الفرصة، وفرضت تتويجه في لحظة مهمة من الموسم.
1- تعيين يانيك فيريرا وتأثيره
كان تعيين البلجيكي يانيك فيريرا مديرًا فنيًا للزمالك بإصرار من جون إدوارد وتحت ضغوط ملحوظة أول علامة على الأزمة، حيث فشل في تحقيق الاستقرار المطلوب، خاصة بعد خسارة القمة أمام الأهلي؛ ما أضاع على الفريق الأبيض فرصه في الصراع على الدوري المحلي.
وأعلن نادي الزمالك توجيه الشكر للمدرب يانيك فيريرا على الفترة التي قضاها على رأس القيادة الفنية للفريق، وذلك نظرًا لسوء النتائج.
وقاد فيريرا فريق الزمالك خلال 13 مباراة في مختلف المسابقات، ونجح في تحقيق الفوز خلال 7 مناسبات، وتعادل في 4 مواجهات، وتلقى هزيمتين.
وتعثر الزمالك بالخسارة أمام وادي دجلة والأهلي، بينما اكتفى الأبيض بالتعادل خلال مبارياته أمام المقاولون العرب، الجونة، غزل المحلة، والبنك الأهلي.
وفي وسط كل تراجع، كان هناك العديد من الأصوات التي تطالب برحيل المدرب، ولكن إصرار جون إدوارد على إكمال مشروعه كان يقف عائقًا أمام هذا الأمر، حتى وصلت الأمور لكارثة يدفع ثمنها الفريق الأبيض حاليًا من تراجع المستوى وتدهور النتائج.
فيريرا لم يكن الرجل المناسب لتلك المرحلة: لم يعرف الدوري المصري جيدًا، ولم يمتلك الوقت الكافي لبناء هوية جديدة للفريق.
اختيار جون إدوارد للمدرب بدا كأنه “رهان غير محسوب” أكثر منه قرارًا مدروسًا، وكانت النتيجة انهيارًا سريعًا في الأداء والنتائج، وتراجع الثقة بين الجهاز الفني واللاعبين.
2- التأخر في إقالة فيريرا
بعد بداية كارثية، توقع الجميع تحركًا سريعًا من إدارة الزمالك، لكن جون إدوارد تمسّك بفيريرا رغم تدهور النتائج وتزايد الانتقادات.
الإصرار على الاستمرار كلف الفريق كثيرًا؛ لأن كل مباراة إضافية زادت من فقدان اللاعبين للروح والثقة، حتى وصل الزمالك إلى السوبر المصري في الإمارات وهو فريق مهزوز، لا يعرف هويته التكتيكية، رغم المحاولات الجيدة من مدربه أحمد عبد الرؤوف، وعبوره عقبة بيراميدز، ولكنها لم تؤتِ ثمارها أمام الغريم التقليدي الأهلي.
في المقابل، كان الأهلي يدخل المباراة في أفضل حالاته الفنية والبدنية، ليجد أمامه منافسًا متهالكًا سهل الوصول لمرماه.
قرار التأخير في التغيير كان الخطأ الأكبر الذي صنع الفارق بين الفريقين.
3- فريق محطم بدنيا
أبرز ما ظهر في مباراة السوبر هو الفارق البدني الواضح بين لاعبي الأهلي والزمالك.
لاعبو الأهلي ركضوا حتى الدقائق الأخيرة بنفس الإيقاع، بينما بدا لاعبو الزمالك بلا طاقة أو لياقة كافية.
هذا الانهيار البدني لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة سوء إدارة لملف اللياقة والتأهيل، وغياب خطة إعداد متكاملة منذ بداية الموسم.
تحت إشراف جون إدوارد والجهاز الفني، فشل الفريق في تحقيق توازن بين اللعب والإعداد، فكان طبيعيًا أن ينهار أمام خصم منظم ومدرب بدنيًا مثل الأهلي.
4-صفقات أثبت فشلها
أما الخطأ الرابع، فهو ما وصفه بعض المحللين بـ”القنبلة الموقوتة”، وهو سوق الانتقالات المتذبذب.
جون إدوارد أشرف بنفسه على العديد من الصفقات الصيفية، لكن أغلبها لم يقدم أي إضافة تُذكر، وبعض اللاعبين لم يشاركوا أساسًا أو افتقروا للجاهزية، باستثناء لاعب أو اثنين لفتوا الأنظار مثل البرازيلي خوان بيزيرا وعدي الدباغ.
نتيجة لذلك، دخل الزمالك مباراة السوبر دون بدائل قوية على الدكة، بينما كان الأهلي يملك وفرة في كل المراكز.
وهنا ظهر الفارق بين إدارة تخطط لمستقبل الفريق، وأخرى تتعامل بشكل غير متوازن مع ملف الانتقالات.
هذا السيناريو يعيد التأكيد على أهمية الإدارة الرياضية القوية والحاسمة التي تعرف متى تتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب حفاظًا على ألقاب بطولات الموسم.
نقلاً عن: إرم نيوز
