كيف قادت غرفة الملابس انهيار مشروع ألونسو في ريال مدريد؟
“حينما ينهار المشروع بسبب غرفة الملابس”.. بهذا العنوان ألقت صحيفة “ماركا” الضوء على الأزمة التي يعيشها فريق ريال مدريد بعد خسارته أمام سيلتا فيغو، مساء أمس الأحد، ضمن منافسات الدوري الإسباني.
وخسر ريال سجله المثالي على أرضه في دوري الدرجة الأولى الإسباني بعدما خسر بشكل مفاجئ 2-صفر أمام سيلتا فيغو، وتأخر بفارق 4 نقاط عن برشلونة “المتصدر”.
وقال التقرير: “المشكلة الرئيسية في ريال مدريد ليست فنية فقط، بل تكمن أساساً في قضايا السلطة داخل النادي، في يوم غضب فيه فينيسيوس جونيور أمام الجماهير في ملعب برنابيو، انهار مشروع ألونسو تماماً، دون دعم النادي، الذي اختار عدم التدخل وترك الأمر للمدرب، بدأ ألونسو يفقد سلطته والهوية التي حققت له 13 انتصاراً في 14 مباراة، انتصار الكلاسيكو أمام برشلونة لم يغلق الجرح، بل جعله أعمق”.
وأضاف: “وصل ألونسو إلى النادي برسالة واضحة، بناء فريق حديث ومعروف الهوية، بعيداً عن الإدارة السابقة الودية لكارلو أنشيلوتي أو زين الدين زيدان، كان الريال متعباً من الإدارة اللطيفة والتسلسلات غير القابلة للمساس، فاختار مدرباً من الجيل الجديد، أكثر حداثة، على غرار ميكيل أرتيتا في آرسنال، ألونسو، الذي حوّل باير ليفركوزن إلى بطل ونجم من المجهولين، قبل التحدي وفياً لأفكاره: لم يأتِ للتكيف مع غرفة الملابس، بل لتحويلها”.
وتابعت الصحيفة: “منذ اليوم الأول، حدد ألونسو نمط الفريق في كأس العالم للأندية: ثراء تكتيكي مع أنظمة متعددة، لكن مع مبدأ غير قابل للتفاوض: ضغط عالٍ وتفانٍ جماعي. بنى الفريق حول كيليان مبابي، محاطاً بلاعبين متعاونين، محولاً الغموض الذي أظهره أنشيلوتي سابقاً إلى دعم قوي لأفضل لاعب في العالم، في الوقت نفسه، أرسل رسالة مباشرة إلى فينيسيوس جونيور، إذا أردت اللعب، يجب أن تركض، جلس البرازيلي على دكة الاحتياطي أكثر من المعتاد، ولم ينهار الفريق بل بدأ في الفوز، جود بيلينغهام غاب في البداية بسبب عملية كتفه، مما سمح بسياق أكثر مساواة، مع أردا غولر كمرجع. النتائج كانت مذهلة: 13 فوزاً في 14 مباراة، فريق صلب وموثوق رغم عدم البريق. برز لاعبون مثل فرانكو ماستانتوونو، إبراهيم دياز، ورودريغو، حيث كان الأرجنتيني مفتاحاً بفضل ضغطه الشديد وطاعته الجماعية، رغم شكوكه في التهديف”.
التمرد الداخلي: حرب باردة
وأوضح التقرير: “مع النتائج الجيدة، بدأ قطاع كبير من غرفة الملابس في التململ، لاعبون رئيسيون مثل فينيسيوس، بيلينغهام، وفيديريكو فالفيردي أظهروا استياءهم من أساليب المدرب، فيديوهات كثيرة، تدريبات تكتيكية ثقيلة، ومطالب زائدة. بدأت التسريبات، وهي الحرب الباردة الكلاسيكية بين اللاعبين والجهاز الفني، كان فينيسيوس الوجه العلني للصراع، رفض الدور الثانوي، والمطالب الدفاعية، والخروج المتكرر من الملعب. كانت رسالة ألونسو واضحة، لكن غرفة الملابس دفعت عكسياً”.
الكلاسيكو: نقطة الانهيار
وشددت: “انهار كل شيء في الكلاسيكو، حين انفجر فينيسيوس علناً بعد استبداله قبل 20 دقيقة من النهاية. هذه اللحظة غيرت كل شيء سلباً، رفض النادي التعامل مع الانتهاك التأديبي، تاركاً الأمر للمدرب الوحيد. لم يكن هناك عقاب، وخسر ألونسو المعركة هناك، منذ ذلك اليوم، انحدر الفريق (باستثناء مباريات مثل فالنسيا أو أتلتيك بلباو)، لم يعد يضغط كالسابق، اختفى دياز وماستانتوونو من التشكيلة الأساسية، أصبح فينيسيوس وبيلينغهام غير قابلين للمساس، وقلت مشاركة فالفيردي في الجناح”.
من الصرامة إلى التنازلات
وأوضح التقرير: “كانت فكرة ألونسو الأولى عكسية، فريق يركض الجميع بغض النظر عن الأسماء. لهذا شدد على فينيسيوس وبيلينغهام في البداية، ليس للعقاب بل للتعلم، ليفهموا أن اللعب في مدريد يتطلب الركض، اعتمد على صرامة قاسية ربما غير متعاطفة، لكنه اضطر للتراجع للحفاظ على الانسجام. الآن، المشكلة الفنية واضحة، فاز اللاعبون بالمعركة بلا شك، دون دعم النادي يوم انفجار فينيسيوس، فقد ألونسو قوته، وأصبح اليوم أكثر سيطرة من غرفة الملابس من خططه التكتيكية. ذاب مشروعه، الذي ولد بمنطق وقوة رغم قسوة بعض قراراته، يعود الريال إلى كونه فريقاً دون هوية واضحة، وألونسو مدرباً محاصراً بين أفكاره وواقع لا يسيطر عليه”.
نقلاً عن: إرم نيوز
