كيف يمكن لـ مصر فرض رؤية عملية لتحقيق السلام في غزة؟ سياسي أمريكي يكشف محاولة إسرائيل لإفشال الخطة المصرية


في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر، تطرح مصر خطة شاملة لتهيئة الظروف لحل مستدام للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مما يتطلب استجابة متكاملة من العرب والمجتمع الدولي. 
الدكتور عاطف عبد الجواد، المحلل السياسي الأمريكي والمحاضر بجامعةجورج بواشنطن، يوضح في تصريحاته الخاصة لـ “تحيا مصر” كيفية تعامل وزارة خارجية مصر مع هذا التحدي، وأهمية وضع المقايضات العملية في التعامل مع إسرائيل لضمان نجاح المبادرة المصرية.

مقايضات عملية: خطة مصرية لتحقيق السلام في غزة

قال الدكتور عاطف عبد الجواد، المحلل السياسي والمحاضر في جامعة جورج واشنطن، إن التأكيد المستمر من وزارة خارجية مصر على خطتها يعود إلى إدراك عميق من قبلها لأهمية الربط بين إعمار غزة وحل مستدام للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. 
وأضاف أن خارجية مصر تدرك ضرورة انتهاز الفرصة الحالية لبداية خطوات نحو حل الدولتين، مع مراعاة الاعتبارات الدولية التي تفرضها التحديات السياسية والاقتصادية. 
ووضح أن خطة مصر تشمل ثلاث مراحل محددة لإنفاق الأموال، والتي سيتم الإشراف عليها دوليًا لضمان الشفافية ومنع الفساد.

مصر تدعو إلى إشراك المجتمع الدولي: مرونة في الخطة المصرية

أشار عبد الجواد إلى أن مصر تتبنى خطة مرنة تستوعب الاقتراحات الدولية والأفكار الإيجابية التي قد تساهم في نجاحها، مع التركيز على منع عودة حماس إلى الحكم الانفرادي في غزة وتجنب تسلل الإرهاب إلى سيناء. 
كما دعا إلى ضرورة أن تتبنى الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، دورًا في دعم الخطة المصرية لتوفير الأموال اللازمة لإعادة إعمار غزة. هذه الأموال، وفقًا للخطة، سيتم صرفها على ثلاث مراحل وبإشراف دولي للحد من الفساد.

إسرائيل: محاولات لإفشال الخطة قبل ولادتها

أكد عبد الجواد أن التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى إحراج القمة العربية التي، ولأسباب عديدة، لم تحقق دائمًا إنجازات هامة على الساحة الدولية. 
وأوضح أن إسرائيل تحاول من خلال سياساتها الحالية إفشال الخطة المصرية حتى قبل أن تبدأ تنفيذها. ومع ذلك، شدد على أن القمة العربية هذه المرة لديها فرصة لتغيير صورتها التقليدية، والتمسك بمبدأ المقايضة مع إسرائيل. 
هذه المقايضات تشمل: “لا تطبيع مع التهجير”، و”لا تطبيع بدون حل الدولتين”، و”الإشراف الدولي على الأموال”، وكذلك العمل مع الأطراف الدولية لقطع السلاح عن حماس.

مفاوضات تحت إشراف دولي: الحلول المستقبلية

أوضح عبد الجواد أن إسرائيل تعتزم مواصلة حربها في غزة بعد استلام جميع الرهائن، حيث تسعى لتدمير وجود حماس في القطاع. وفي هذا السياق، طرح حلين: الأول هو نزع سلاح حماس طوعيًا وتسليمه لجنة فلسطينية دولية، والثاني هو انضمام عناصر حماسية مأمونة إلى قوة أمنية فلسطينية دولية تحت إشراف القمة. 
ولفت إلى أن العديد من مسلحي حماس قد يقبلون العمل في وظائف ضمن هذه القوة الأمنية مقابل رواتب.

التحديات الداخلية والخارجية: المفاوضات المستقبلية

أشار عبد الجواد إلى أهمية المفاوضات التي قد ترعاها مصر وقطر وتركيا مع حماس ومموليها لضمان عدم تدفق الأسلحة مرة أخرى إلى القطاع. 
وفيما يتعلق بالداخل الإسرائيلي، توقع أن تنتهي الأزمة السياسية في إسرائيل قريبًا، مشيرًا إلى احتمال تفكك الائتلاف الحاكم ومحاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام القضاء الإسرائيلي.

وتابع: في ظل الوضع المعقد في غزة، تبرز خطة مصر كأحد الحلول المحتملة لتحقيق الاستقرار، ولكن هذا يتطلب من الدول العربية استخدام المقايضات العملية والضغط على المجتمع الدولي لتحقيق النتائج المرجوة. 
كما أكد على ضرورة تعاون مصر والمجتمع الدولي لضمان تنفيذ هذه الخطة على الأرض وتحقيق السلام المستدام في المنطقة. 


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *