“لا مكان للمجاملات”.. “المقصلة” الدنماركية تطيح بـ”الحرس القديم” في الأهلي

لم يكن وصول المدرب الدنماركي، ياس توروب، إلى القاهرة حدثا عاديا، فبينما كانت الجماهير تنتظر رؤية بصماته الفنية في الملعب، جاءت البصمة الأولى إدارية بحتة، وصادمة للبعض، فقرار الإدارة، بالاستغناء عن خدمات الجهاز الفني المؤقت بالكامل، وعلى رأسهم أبناء النادي أمير عبد الحميد ومحمد نجيب، لم يكن مجرد “توجيه شكر” روتيني، بل كان “انقلابا هادئا” ورسالة واضحة بأن “المقصلة” الدنماركية قد بدأت عملها.
“مملكتي الخاصة”.. لا مكان لـ”أبناء النادي”
منذ اليوم الأول، يرسل توروب رسالة لا لبس فيها، “لا مكان للمجاملات أو العواطف في مشروعي”. في النادي الأهلي، جرت العادة أن يتم الاحتفاظ بـ”أبناء النادي” ورموزه في مناصب فنية أو إدارية كنوع من “الترضية” أو للاستفادة من خبراتهم بالدوري. لكن توروب، بشخصيته رفض هذا المنطق تماما.
إطاحته بـ”الحرس القديم” من الجهاز الفني هي خطوة استباقية ليعلن للجميع أنه “الحاكم الأوحد” للمشروع الرياضي، وأنه سيبني “مملكته الخاصة” برجاله هو فقط، دون أي أصوات قديمة قد تعارض فلسفته أو تنقل “أخبار” غرفة الملابس للخارج.
الخطوة التالية: السيطرة على “الميركاتو”
قد يرى البعض أن تغيير المدرب الأجنبي لجهازه المعاون هو أمر طبيعي ومتوقع، وهو كذلك بالفعل. لكن بالنظر إلى شخصية توروب، فإن هذه الخطوة هي مجرد “تمهيد” لما هو أهم: السيطرة الكاملة على ملف “سوق الانتقالات”. المدرب الدنماركي يريد أن تكون له الكلمة الأولى والأخيرة فيمن يدخل ومن يخرج من النادي.
بإبعاده “أبناء النادي” عن الجهاز الفني، فهو يضمن إبعاد أي ضغوط داخلية قد تفرض عليه لاعبين لا يقتنع بهم، أو تمنعه من التخلص من آخرين، هذه “المقصلة” لن تتوقف عند الجهاز الفني، بل من المتوقع أن تمتد لتشمل بعض أعضاء لجان الكرة أو الكشافين الذين لا يتوافقون مع رؤيته، فهو يريد بناء “نظام” متكامل يتبعه الجميع، من أصغر كشاف إلى نجم الفريق الأول.
الإنذار الأخير.. هل يجرؤ على طرد إمام عاشور؟
هذه “القوة” والشخصية “الحديدية” التي بدأ بها توروب مهمته، تفتح الباب على مصراعيه للسؤال الأهم: كيف سيتعامل مع “أزمات” النجوم الفردية؟ النادي الأهلي يعيش حاليا على صفيح ساخن بسبب “أزمة” تجديد عقد نجمه الأبرز إمام عاشور، الذي يطالب، بحسب التقارير، بمساواته بأعلى الرواتب في الفريق، في وقت يرى فيه المدرب الجديد أن الفريق يعاني من “تراخٍ” عام.
مدرب يبدأ مهمته بـ”طرد” الحرس القديم لن يتردد في “الصدام” مع أي لاعب، مهما كان اسمه، يرى أنه يضع “مصلحته” فوق مصلحة الفريق. من المتوقع أن يكون توروب هو أول مدرب يجرؤ على وضع “إنذار أخير” لإدارة الأهلي: إما أن يلتزم اللاعب بعقد النادي وشروطه، أو فليتم “بيعه” فورا.
توروب لن يقبل بـ”لاعب متمرد” أو “صداع” مزمن في غرفة ملابسه، وقد يكون إمام عاشور هو “الضحية الكبرى” القادمة لـ”المقصلة” الدنماركية إذا لم يحسم أمره سريعا.
“مقصلة” توروب التي بدأت بأمير عبد الحميد ومحمد نجيب لم تكن موجهة لهما بشكل شخصي، بل كانت “رسالة” لكل من في النادي، من أصغر ناشئ إلى أكبر نجم، بأن “عصر المجاملات” قد انتهى، وأن “عصر الانضباط” الدنماركي الصارم قد بدأ للتو.
نقلاً عن: إرم نيوز