لا يفهم الأوامر.. هل تستطيع أبل إصلاح “سيري” أم فات الأوان؟
تعاني شركة أبل منذ سنوات انتقادات متواصلة موجّهة إلى مساعدها الصوتي “سيري”، الذي يُعد جزءًا أساسيًا من تجربة المستخدم على أجهزة آيفون وماك وساعة أبل وهوم بود.
ومع الإعلان عن تحسينات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، يتساءل كثيرون عمّا إذا كانت أبل قادرة فعليًا على إصلاح سيري وإعادة بناء ثقة المستخدمين به، أم أنها تأخرت كثيرًا عن منافسيها في هذا المجال؟
تاريخ من الأخطاء
منذ إطلاقه، واجه “سيري” انتقادات حادة بسبب قدرته المحدودة على فهم الأوامر وتنفيذ التعليمات بشكل موثوق.
ففي كثير من الأحيان، لا يستجيب المساعد الصوتي للصوت بشكل صحيح، أو يلتقط استجابات غير مرغوبة حتى من دون نداء المستخدم باسمه، كما يفشل في حالات متعددة في تنفيذ مهام بسيطة، مثل تشغيل الأغاني أو الإجابة عن أسئلة أساسية.
ويقول منتقدون إن هذه الأخطاء المتكررة جعلت “سيري” الحلقة الأضعف بين مساعدات الذكاء الاصطناعي، لا سيما في ظل التقدم الملحوظ الذي حققه المنافسون، مثل Google Assistant وAmazon Alexa، في مجالات الفهم والسياق المدعومين بالذكاء الاصطناعي.
خطط أبل
في يونيو/حزيران 2024، أعلنت أبل نيتها إطلاق نسخة محسّنة من “سيري” تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أنه بعد مرور 18 شهرًا، لم يصل هذا الإصدار المرتقب إلى المستخدمين بعد، ولم تظهر حتى الآن مؤشرات قوية على تحسّن واضح في أداء المساعد الصوتي.
وأفادت مصادر تقنية بأن النسخة الجديدة من “سيري” قد ترى النور في ربيع عام 2026، بالتزامن مع جهاز جديد يُعتقد أنه يحمل اسم “HomePad”. ومع ذلك، يرى بعض المراقبين أن هذا التأجيل يعكس صعوبات تقنية داخل أبل في تطوير المساعد الصوتي بالشكل المطلوب.
ثقة المستخدمين
يبقى السؤال الأساسي: هل ما زال المستخدمون يثقون في وعود أبل؟ فعلى مدى السنوات الماضية، تعهّدت الشركة بإطلاق تحديثات وإصلاحات لم تحقق دائمًا توقعات الجمهور، ما أدى إلى تراجع الثقة في قدرتها على تقديم تحسينات برمجية ذات قيمة حقيقية.

ولا يقتصر تأثير هذا العجز على “سيري” وحده، بل يمتد إلى تجربة المستخدم الشاملة ضمن منظومة أبل، إذ يتوقع العملاء أن يعمل المساعد الصوتي بسلاسة عبر مختلف الأجهزة والتطبيقات من دون أخطاء أو عوائق.
التحديات المستقبلية
على الرغم من الآمال المعقودة على “سيري 2.0” المرتقبة، يرى بعض الخبراء أن أبل لا تزال أمام طريق طويل لإعادة بناء سمعة مساعدها الصوتي. فدمج الذكاء الاصطناعي العميق، وفهم الأوامر السياقية بدقة عالية، يتطلبان جهودًا تقنية مكثفة، خاصة في ظل المنافسة الشرسة من شركات أخرى أحرزت تقدمًا واضحًا في هذا المجال.
وإذا نجحت أبل في تقديم نسخة من “سيري” أكثر ذكاءً وارتباطًا بالمستخدم، فقد يتحول المساعد الصوتي إلى نقطة قوة داخل منظومة أبل الذكية. أما إذا استمرت الأعطال والتأجيلات، فقد يبقى “سيري” موضع سخرية وشكوى لدى المستخدمين لسنوات طويلة قادمة.
نقلاً عن: إرم نيوز
