عينت شركة “كوينكرون” للتكنولوجيا في حيدر أباد بالهند، كلب لابرادور ريتريفر ذهبي يدعى “دنفر” في منصب “مسؤول السعادة الرئيسي” (Chief Happiness Officer – CHO).
صحيفة “إنديان إكسبريس” قالت في تقرير لها إن تعيين “دنفر” في هذا المنصب مؤخرًا، ليس مجرد حملة علاقات عامة ذكية، بل هو استثمار مدروس في الصحة النفسية والروح المعنوية للفريق، مدعومًا بأبحاث علمية حول فوائد التفاعل مع الحيوانات.
دنفر.. أكثر من مجرد كلب مكتب
لم يعد دنفر ضيفًا عابرًا في مكاتب “كوينكرون”، بل أصبح عضوًا أساسيًا وفاعلاً في فريق العمل، يتمتع بمكانة رسمية تعكس أهمية دوره: بطاقة عمل خاصة تحمل لقبه الرسمي “CHO” وصورته، وبريد إلكتروني شركي (رغم أن الردود قد تكون من زملائه البشر!)، وجدول أعمال منظم: ليس عشوائيًا، بل لديه روتين يومي مصمم لتعزيز التفاعل الإيجابي.
كما أصبح للكلب مهام واضحة تشمل استقبال الموظفين بذيل مهزوز كل صباح، المشاركة في فترات الراحة لتشجيع الحركة والاسترخاء، تقديم “دعم عاطفي” غير لفظي خلال ساعات الذروة وضغوط العمل، وتنظيم “جلسات قهوة” قصيرة وغير رسمية تعزز التواصل بين الموظفين خارج الإطار الرسمي.
ويؤكد موظفون لـ”إنديان إكسبريس” أن مجرد وجود دنفر في المكتب أحدث تحولًا ملحوظًا: “لقد زادت البهجة بشكل كبير وأصبح الجو أكثر هدوءًا. حتى في الأيام الصعبة، رؤيته أو اللعب معه لدقائق قليلة تُجدد طاقتنا وتُخفف التوتر”، حسب تعبير أحد المطورين.
لماذا اللابرادور تحديدًا؟
لم يكن اختيار سلالة اللابرادور ريتريفر الذهبي لمهمة “مسؤول السعادة” اعتباطيًا، يوضح مؤسس الشركة، في حديثه للصحيفة، أن الصفات الفطرية لهذه السلالة تجعلها المرشح الأمثل، حيث تشتهر بطبيعتها الودودة والاجتماعية بشكل استثنائي مع البشر، وتتمتع بثبات عاطفي يجعلها قادرة على التعامل مع بيئات مختلفة بسلاسة، إضافة إلى الذكاء العاطفي العالي وقدرتها الفائقة على استشعار مشاعر البشر والاستجابة لها بشكل حدسي – سواء كانت فرحًا أو توترًا أو حزنًا – هي جوهر نجاحها في هذا الدور. فهي تقدم الراحة دون كلمات.
لماذا تنجح “فكرة الكلب في المكتب”؟
أثبتت دراسات عديدة، منها أبحاث منظمة “مايو كلينك” والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، أن مجرد مداعبة كلب يمكن أن يخفض مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) ويرفع مستويات هرموني السيروتونين والدوبامين (المسؤولان عن الشعور بالسعادة والاسترخاء).
ويطلق التواصل البصري والجسدي مع الكلاب هرمون الأوكسيتوسين، المعروف بـ”هرمون الحب والترابط”، لدى الإنسان والكلب على حد سواء، مما يعزز المشاعر الإيجابية والرفاهية العامة، ما يعني أن وجود دنفر يحفز الموظفين على النهوض من مكاتبهم للمشي معه أو اللعب، مما يكسر الجمود ويحسن الدورة الدموية. كما يكون محورًا للحديث والتفاعل غير الرسمي بين الموظفين، مما يقوي الروابط الاجتماعية داخل الفريق.
كما أن بيئة العمل المنخفضة التوتر والمليئة بالدعم العاطفي تسهم في تركيز أفضل وإبداع أكبر. تشير أبحاث من “جامعة ولاية ميشيجان” ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) إلى أن الموظفين في بيئات صديقة للحيوانات الأليفة قد يبلغون عن مستويات أعلى من الرضا الوظيفي والانتماء للشركة.
دنفر ليس الأول.. ظاهرة عالمية متنامية
في حين أن تعيين “مسؤول سعادة” برتبة رسمية قد يكون فريدًا من نوعه ، إلا أن فكرة وجود كلاب في مكان العمل ليست جديدة، وهي تكتسب زخمًا عالميًا، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والشركات الإبداعية:
تسمح شركات مثل جوجل وأمازون (في بعض مكاتبها) وعدد كبير من الشركات الناشئة في وادي السيليكون للموظفين باصطحاب كلابهم إلى العمل، معتبرة إياها وسيلة لجذب المواهب وتحسين الثقافة التنظيمية، كما تستخدم الكلاب المدربة بشكل متزايد في المستشفيات ودور المسنين والمدارس والجامعات لتقديم الدعم العاطفي وتخفيف التوتر. تطبيق هذا المبدأ في بيئة المكتب هو امتداد طبيعي لهذه الفكرة.
وهناك قصص عديدة لـ”كلاب مكتب” أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ثقافة شركاتها، مثل “ستايلز” كلب الشركة في “تويتر” سابقًا، أو كلاب العديد من المقاهي الصديقة للحيوانات الأليفة حول العالم.
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق