
تمكنت شركة هواوي من الحفاظ على الصدارة في أنظمة تشغيل الهواتف الذكية بالصين، بعدما واصل نظامها HarmonyOS التفوق على نظام أبل iOS للشهر السادس على التوالي.
وأفادت شركة Counterpoint Research، في تقرير، بأن نظام HarmonyOS استحوذ على نحو 17% من السوق الصينية، خلال الربع الثاني من العام الجاري، متجاوزًا نظام iOS الذي سجّل 16%، فيما لا يزال نظام Android يتربع على الصدارة بحصة تصل إلى 66%.
وأوضحت أن HarmonyOS واصل النمو بشكل مطرد، ليحافظ على موقعه كثاني أكبر نظام تشغيل في البلاد على مدى 6 أشهر متتالية.
وأسهمت هواتف سلسلة Nova في دفع قوة النظام التنافسية داخل الصين، حيث حققت مبيعات قوية ساعدت في تعزيز مكانة النظام، كما حظيت أجهزة الشركة القابلة للطي مثل Pura X بقبول ملحوظ لدى المستخدمين.
وأعلنت الشركة في مؤتمر Huawei Connect 2025، أن النسخة الأحدث من النظام HarmonyOS 5، أصبحت مثبتة على أكثر من 17 مليون جهاز بمختلف الفئات، بما في ذلك الهواتف والأجهزة اللوحية والساعات الذكية والشاشات.
لكن عالمياً، لا يزال النظام في مرحلة نمو محدودة، إذ بلغت حصته السوقية 4% فقط من الهواتف الذكية المباعة حديثًا، مقابل 79% لنظام أندرويد، و17% لنظام iOS، ما يبرز التحدي الكبير الذي يواجهه HarmonyOS في كسب موضع قدم خارج السوق الصينية.
تطورت رحلة HarmonyOS منذ إطلاقه في عام 2019 كبديل محلي يعتمد جزئيًا على مشروع أندرويد البرمجي مفتوح المصدر (AOSP)، إذ كانت الإصدارات الأولى تعتمد على توافق مع بعض تطبيقات أندرويد.
غير أن الشركة الصينية اتخذت منعطفًا حاسمًا بإطلاق HarmonyOS NEXT، النسخة التي تمثل نقطة تحول نحو نظام أصيل خالٍ من الاعتماد على مكونات نظام تشغيل جوجل.
وأعلنت هواوي أن Harmony NEXT لن يدعم تطبيقات Android، بل سيعتمد فقط على تطبيقات أصلية مصممة خصيصًا للنظام.
في أكتوبر 2024، أطلقت الشركة النسخة العامة من HarmonyOS 5.0.0 كجزء من مشروع NEXT، لتصبح منصة تشغيل مركزية لأجهزتها المستقبلية.
كما أطلقت في مايو 2025 التحديث 5.0.5 (API 17)، الذي قدّم تحسينات على الأداء والاستقرار دون تغييرات كبرى على واجهة الاستخدام.
لم يقتصر توسع HarmonyOS على الهواتف الذكية، إذ أعلنت هواوي في مايو 2025 عن أول حواسيب شخصية تعمل بالنظام الجديد، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على نظام Windows.
ويعتمد النظام في الحواسيب على بنية تقنية متطورة تضم النواة الميكروية (Microkernel)، ومحرك الأمان StarShield، بالإضافة إلى محرك Ark لتعزيز الأداء. وتروج هواوي لكون النظام الجديد “أسرع من Windows”، رغم أن بيانات الأداء التفصيلية لم تُكشف بعد.
يمتاز HarmonyOS NEXT ببنية النواة الميكروية التي تتيح مستويات أعلى من الأمان عبر عزل المكونات الحيوية للنظام، إلى جانب تحسين الكفاءة. كما يوفر تجربة التفاعل الموزّع، التي تسمح بتكامل سلس بين الهواتف والحواسب والأجهزة الذكية الأخرى في منظومة واحدة مترابطة.
وإلى جانب ذلك، يتيح النظام للمطورين أدوات برمجية متقدمة مثل ArkUI، التي تعتمد على لغات مثل ArkTS وCangjie لتطوير واجهات مستخدم أكثر مرونة وسلاسة.
وشهدت النسخ التجريبية تغييرات بارزة في واجهة الاستخدام شملت شاشة القفل والإشعارات والويدجتس، في إطار ما تسميه هواوي “واجهة NEXT العالمية”.
رغم النجاح الملحوظ في السوق المحلية، لا تزال هواوي تواجه تحديات كبيرة على المستوى الدولي، فالانتقال إلى نظام أصيل غير متوافق مع تطبيقات أندرويد يفرض على الشركة بناء مكتبة تطبيقات جديدة كليًا لجذب المستخدمين والمطورين، ورغم اعتماد النظام في أحدث هواتف الشركة مثل سلسلة Mate 70، إلا أن توسع حصته خارج الصين لا يزال مقيدًا، في ظل هيمنة أندرويد وiOS.
نقلاً عن: الشرق