لماذا تراجعت أسعار الذهب عالميا وفى مصر خلال أسبوع؟

في سوق تتراقص فيه الأسعار بين مد وجزر، وتُحركه التوترات السياسية والنزاعات الاقتصادية، أطل الذهب، ذلك المعدن النفيس، بوجه متغير على المستثمرين والمتابعين. 

أسعار الذهب عالمياً

خلال الأسبوع الماضي، شهدت الأسواق العالمية والمحلية هبوطاً لافتاً في أسعار الذهب، في مشهد يعكس عمق التغيرات في المشهد الاقتصادي العالمي، والتأثير المباشر للأحداث السياسية والتجارية على مسار هذا المعدن الثمين.

تراجع الذهب مصر خلال أسبوع

بدأت مؤشرات التراجع في أسعار الذهب تلوح منذ مطلع الأسبوع، مدفوعة بتطورات إيجابية على الساحة التجارية الدولية، إذ كشفت تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب عن وجود اتفاقيات تجارية مرتقبة مع دول آسيوية كالهند وكوريا الجنوبية واليابان، ما ساهم في تخفيف حدة التوترات التجارية التي لطالما كانت سبباً في ارتفاع أسعار الذهب باعتباره ملاذاً آمناً.

اتفاقيات تجارية مرتقبة مع دول آسيوية كالهند وكوريا الجنوبية واليابان

وجاءت التأكيدات الصينية لتدعم هذا التوجه، بعدما أعلنت وكالة أنباء رسمية عن انفتاح أمريكي لاستئناف المفاوضات مع بكين، الأمر الذي أنعش الأسواق وأعاد بعضاً من الثقة للمستثمرين. 

كما ساهم صدور أمرين من ترامب لتقليل أثر الرسوم الجمركية على السيارات في تعزيز هذه الحالة من التفاؤل.

على الجانب الآخر، أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية مؤشرات ضعف، إذ انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% خلال الربع الأول من العام الجاري، إلى جانب تراجع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، ما عزز التوقعات بإمكانية تخفيض البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، رغم تبنيه سياسة الترقب حالياً في ظل الغموض بشأن السياسة الجمركية.

كل هذه العوامل دفعت أسعار الذهب للانخفاض، سواء على المستوى العالمي أو المحلي. ففي السوق المصرية، انخفض سعر جرام الذهب عيار 21 -الأكثر تداولاً- بمقدار 120 جنيهاً دفعة واحدة خلال تعاملات يوم الخميس، ليصل إلى 4,630 جنيهاً، بينما استقر سعر الجرام عيار 24 عند 5,297 جنيهاً، وعيار 18 عند 3,972 جنيهاً، وعيار 14 عند 3,090 جنيهاً. أما سعر الجنيه الذهب فقد بلغ 37,080 جنيهاً.

وفي الأسواق العالمية، تراجع سعر الأونصة بنسبة تقارب 2% ليبلغ 3,215 دولاراً، مدفوعاً بالأخبار التي تشير إلى احتمال انتهاء مرحلة التصعيد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وأكد إيهاب واصف، أحد خبراء سوق الذهب، أن السوق المصرية شديدة التأثر بأي تغيرات في الأسواق العالمية، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، مشيراً إلى أن أي تطورات في ملف التجارة الدولية قد تدفع الذهب نحو موجات جديدة من الصعود أو الهبوط.

من ناحية أخرى، استمرّت البنوك المركزية حول العالم في شراء الذهب بكثافة خلال عام 2024، حيث تخطت المشتريات العالمية حاجز الألف طن للسنة الثالثة على التوالي، وتصدر البنك المركزي البولندي المشهد بشراء نحو 90 طناً، ما يعكس ثقة دولية متنامية في الذهب كأداة للتحوط.

في ظل هذا المشهد المتقلب، يبقى الذهب رهينة لحسابات السياسة العالمية ومعادلات الاقتصاد، وتحركات المستثمرين الذين يتابعون النشرات والأخبار بقلق، تحسباً لأي مفاجآت قد تعيد رسم خريطة الأسعار من جديد.