لماذا حظرت “أوبن أي آي” إنشاء مقاطع لمارتن لوثر كينغ بالذكاء الاصطناعي؟

استجابت شركة “أوبن أي آي” لطلب عائلة الزعيم الأمريكي الراحل مارتن لوثر كينغ جونيور، وأعلنت رسميًا حظر إنشاء أو تداول مقاطع فيديو تُظهره بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بعد موجة من الانتقادات التي طالت محتويات مسيئة تناولت شخصيته التاريخية.
وجاء القرار بعد أن لاحظت الشركة انتشار مقاطع تُظهر كينغ في مشاهد معدّلة رقميًا، وهو يُلقي خطابه الشهير”لدي حلم” عام 1963 بكلمات غريبة أو ساخرة، من بينها نسخة تم إنشاؤها عبر برنامج “سورا 2” (Sora 2) التابع للشركة، حيث بدا كينغ وكأنه ينتقد سياسة المنصة نفسها.
وعلى الرغم من الحظر، أفادت وكالة فرانس برس بأن بعض هذه المقاطع لا تزال متاحة حتى مساء الجمعة، ما أثار تساؤلات حول آليات الرقابة داخل المنصة.
وفي بيان نشرته “أوبن أي آي” عبر منصة إكس، أوضحت أن “مستخدمين أنشؤوا صورًا ومقاطع مسيئة لكينغ”، مؤكدة أنها شددت إجراءات الحماية الخاصة بالشخصيات التاريخية والعامة “احترامًا لإرثهم وحقوق عائلاتهم”.
يُذكر أن “أوبن أي آي” أطلقت مؤخرًا تطبيقها الاجتماعي الجديد “سورا”، وهو أول منصة لا يُسمح فيها بنشر أي محتوى إلا إذا كان مولّدًا بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ويتيح التطبيق ميزة “كاميو” التي تمكن المستخدمين من إدراج وجوه شخصيات أخرى في الفيديوهات، بشرط الحصول على موافقتهم المسبقة، وهي الميزة التي استغلها البعض لإحياء شخصيات تاريخية راحلة.
ومن بين المقاطع المثيرة للجدل التي رصدتها المنصة مؤخرًا، فيديوهات تُظهر الملكة إليزابيث الثانية وألبرت أينشتاين وهما يؤديان موسيقى الراب، إضافة إلى نسخ مُعاد إنتاجها لمؤتمرات جون كينيدي وأبراهام لينكولن بأسلوب معاصر.
وأكدت الشركة أن “إعادة تمثيل الشخصيات التاريخية هو جزء من حرية التعبير، لكن من الضروري أن تظل لعائلاتهم الكلمة الفصل في كيفية استخدام صورهم”.
وأضافت أن أصحاب الحقوق يمكنهم تقديم طلب رسمي لمنع استخدام صور أقربائهم في محتوى مولّد عبر “سورا”.
بهذا القرار، تسعى “أوبن أي آي” إلى رسم حدود أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في استحضار الرموز التاريخية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من طمس المعاني الأصلية لخطابات وشخصيات شكّلت ذاكرة البشرية.
نقلاً عن: إرم نيوز