لماذا يشعر طالب الثانوية العامة بـ “نسيان كل شيء” داخل اللجنة الامتحانية ؟ خبراء يكشفون السر


تزامنا مع انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة لعام 2025، يصاب الكثير من الطلاب وأولياء الأمور بحالة من القلق والخوف، ويعود هذا التوتر على الطالب بالسلب ومن الممكن أن ينسى إجابته أثناء أداءه للامتحان، لذلك علق الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، أن لا شك أن النسيان هو أحد المصاحبات السلبية للعملية الامتحانية والتقييمية، وهو ظاهرة سلبية تصيب كل الطلاب على حد سواء من المتفوقين أو المتوسطين أو حتى الضعفاء في التحصيل وغالبا ما يكون هذا النسيان وهميا وغير حقيقي وينتج عن عديد من الأسباب منها:

رغبة الطالب في استدعاء كل المعلومات الموجودة في المنهج في ساعات قليلة سواء قبل أو أثناء الامتحان وهذا شيء مستحيل.

إن استدعاء كل المعلومات المتصلة بالمنهج في وقت واحد يفوق قدرة المخ البشري على القيام بذلك.

شعور الطالب المفرط بالقلق داخل اللجنة يعوق قدرته على التذكر ويزيد من قابليته للنسيان.

اتباع الطالب أساليب خاطئة سواء في حفظ أو مراجعة المعلومات تجعلها أكثر قابلية للنسيان.

وجود أسئلة صعبة في الامتحانات تقلل من كفاءة الطالب على استدعاء المعلومات حتى لو كان يعرفها.

وجود ظروف مشتتة في اللجنة مثل ارتفاع اصوات الملاحظين تقلل من قدرته الطالب على الاستدعاء وتزيد نسيانه للمعلومات.

أستاذ مناهج يوضح 10 وصايا ذهبية للاحتفاظ بالمعلومات في الذاكر

بينما علق الدكتور حسن شحاته أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، في تصريحاته لموقع “كشكول”، قراءة الدروس للإبقاء على المعلومات نشطة في عقول التلاميذ ويمكن استدعاؤها أو تذكرها بسرعة ووضوح تتطلب توافر مهارات عند المتعلم، وأهم هذه المهارات ما يلي:

1: أن يفهم الطالب ما يقرأه، ويطبقه، ويربطه بأمثلة، لا أن يحفظه ويستظهره.

2: أن يحوّل المعلومات النظرية إلى صورة بصرية، يستخدم فيها أكثر من حاسة؛ مثل أن يحوّل ما يقرؤه إلى أشكال بينها علاقات، مثل الخرائط الذهنية، أو مربعات ودوائر ومثلثات بينها خطوط توضح العلاقات.

3: أن يضع خطًا تحت الكلمة أو الجملة الأساسية، وبقلم ملون، أو أن يضع سؤالًا أمام فقرة، أو يضع عنوانًا أمامها.

4: أن يلخّص بلغته ما يقرأه، أو يشرح لنفسه ما قرأه.

5: أن ينشّط المعلومات التي سبق له أن حصلها، بأن يعيد قراءتها مرة ثانية، أو يجيب عن الأسئلة المتعلقة بها.

6: أن يحوّل المعلومات إلى أسئلة وأجوبة.

7: أن يُشغل أكثر من حاسة أثناء الفهم؛ فيكتب ما قرأ، أو يسجّله، ويستمع إليه مرة أخرى.

8: أن يربط بين المعلومات المتشابهة، والمعلومات المختلفة.

9: أن يُكرّر باستمرار ما سبق أن عرفه من معلومات.

10: أن يستقبل المعلومات وهو مستريح، ليس بعد تناول الطعام، أو أثناء الجلوس في مكان به أصوات مرتفعة، أو بعد بذل مجهود جسمي أو ذهني.

ويؤكد الدكتور شحاتة على أهمية أن تكون هناك فترات راحة، فيُفضَّل القراءة لمدة ساعة ثم راحة، أو الاستماع إلى موسيقى لتجديد النشاط.

لطلاب الثانوية العامة: استشاري نفسي يحذر “لا تضغطوا أبناءكم والمستقبل لا يُحسم في لجنة الامتحان”

قال الدكتور محمود محمد علام، استشاري الإرشاد النفسي والأسري، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، إن في مثل هذه الأيام من كل عام، وتحديدًا مع اقتراب موسم امتحانات الثانوية العامة، نلاحظ حالة من القلق والتوتر تسيطر على أغلب البيوت المصرية ولا يرتبط الأمر فقط بكثافة المناهج أو ضيق الوقت، بل أيضًا بنظرة المجتمع المبالغ فيها لهذه المرحلة باعتبارها “بوابة المصير” أو “تحديد المستقبل”.

وأوضح، أن في وسط هذه الأجواء، يصل العديد من الطلاب إلى لحظة الامتحان وهم في حالة من الإنهاك النفسي، ويعانون من ضغوط نفسية شديدة، فتبدأ تظهر عليهم أعراض مقلقة، مثل فقدان التركيز، وفي كثير من الأحيان، الإحساس المفاجئ وكأنهم نسوا كل ما قاموا بمذاكرته طوال الشهور الماضية، ويتكرر هذا المشهد كثيرًا، ويدخل الطالب لجنة الامتحان، يفتح ورقة الأسئلة، يقرأ السؤال الأول، ثم يشعر وكأن الصفحة فارغة، وكأن كل المعلومات تبخّرت من ذاكرته، فيزداد توتره، ويتسارع تنفسه، وتتعرق يداه، ويحاول استرجاع أي شيء، ولكن التوتر يعقّد الموقف أكثر، وهذا الإحساس ليس غريبًا أو نادرًا، بل هو انعكاس مباشر لحالة نفسية تُعرف باسم “قلق الأداء”، وهي حالة مؤقتة تصيب أي شخص يواجه موقفًا يعتبره مصيريًا أو فارقًا في حياته.

وأكد، على أن ما يحدث ببساطة أن الدماغ، في أوقات التوتر الشديد، يدخل في حالة تُشبه “وضعية النجاة”، وكأن هناك خطرًا يهدد الشخص، فيبدأ الجسم بإفراز كميات كبيرة من هرمون الكورتيزول، الذي يؤثر بدوره على منطقة في الدماغ تُسمى “الحُصين”، وهي المسؤولة عن تخزين واسترجاع الذكريات، وبمعنى آخر، القلق يُحدث غشاوة مؤقتة على الذاكرة، مما يجعل الطالب يعتقد أنه قد نسي كل شيء، رغم أن المعلومات موجودة، لكنها تحتاج إلى الهدوء لتُسترجع، وهنا أود أن أؤكد على دور الأسرة والمحيطين بالطالب.

واشار علام في تصريحاته، على أن الطالب في هذه اللحظات لا يحتاج إلى من يلومه أو يزيد من ضغطه بعبارات مثل: “لماذا نسيت؟” أو “غير معقول أن كل هذا ضاع، بل هو في حاجة إلى صوت يحمل الطمأنينة والدعم والشعور بالأمان ويحتاج إلى أن يسمع أن جهده لن يضيع، وأن لحظة تعثر لا تعني نهاية العالم، وأن هناك فرصًا أخرى، ومستقبله أكبر بكثير من امتحان واحد.

واضاف، أن كثير من الأسر تقع في خطأ التركيز فقط على النتيجة، وتنسى الإنسان الذي وراءها، فالطالب يسعى لإرضاء الجميع، وتحقيق أعلى الدرجات، وسماع كلمات الإعجاب والفخر، لكنه في بعض الأحيان يدفع ثمن ذلك من صحته النفسية، وهنا يجب أن نتساءل: هل النجاح الحقيقي هو عبور الامتحان؟ أم عبور هذه المرحلة دون أن نخسر ذواتنا؟.

وقدم علام نصيحة مهمة لكل طالب، وهي أن يأخذ نفسًا عميقًا قبل دخول اللجنة، وذكّر نفسك أنك لا تدخل معركة، بل تمضي خطوة في طريق طويل، هو طريقك أنت، وليس طريق أحد غيرك، وإذا شعرت بأنك نسيت، لا ترتبك. امنح نفسك فرصة. أغمض عينيك للحظة، وتنفس ببطء، ثم عد إلى السؤال مرة أخرى.

حاول أن تتذكر من مدخل مختلف، فقد يحتاج العقل فقط إلى لحظة من الأمان حتى يعمل بكفاءة، ونصيحتي كمتخصص، لكل أب وأم: اجعلوا أصواتكم داخل أبنائكم مصدرًا للطمأنينة، لا القلق، قولوا لهم: “نحن نرى جهدك، ونتيجتك لا تُعبّر عنك وحدها”، وهذا الكلام ليس ضعفًا ولا تهاونًا، بل هو أكبر دعم يمكن أن تقدموه لأبنائكم في وقت يكونون فيه في أمسّ الحاجة إلى سماع جملة واحدة: “نحن إلى جانبك”، وأوضح أن كل أمنياتكم أن يكون أولادكم أفضل منكم، ولكن تذكّروا أن أبناءكم طاقة، حاولوا استثمارها بالشكل الصحيح.


نقلاً عن : كشكول

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *