لماذا يعاني “جيل زد” من القلق أكثر من غيره؟

لماذا يعاني “جيل زد” من القلق أكثر من غيره؟

يحذر خبراء الصحة النفسية من أن معدلات القلق بين المراهقين وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، خصوصًا بين أبناء الجيل زد، أي الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و28 عامًا في عام 2025.

وتشير الأبحاث إلى أن أكثر من ثلث هذا الجيل يعانون من اضطرابات القلق، بينما يقول ما يقرب من نصفهم إنهم يشعرون بالقلق “دائمًا” أو “غالبًا”. وقد ساهمت هذه الأرقام في إعلان حالة طوارئ وطنية للصحة النفسية للأطفال والشباب عام 2021، وهي لا تزال سارية حتى اليوم.

وبهذا الخصوص، توضح الدكتورة شانون بينيت، أستاذة علم النفس السريري في كلية طب وايل كورنيل لموقع “بيرنتس” المهتم بصحة الآباء والأبناء، أن القلق ينتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية، ولا يوجد سبب واحد وراء ارتفاعه الكبير بين الجيل زد.

وتشير الدراسات إلى عدة عوامل رئيسية تسهم في ذلك، من بينها العنف، وعدم الاستقرار المالي، والتعرض المبكر لوسائل التواصل الاجتماعي. فحوالي 75% من الجيل زد يقولون إن حوادث إطلاق النار تُعد مصدرًا رئيسيًّا للتوتر في حياتهم، إلى جانب ارتفاع معدلات الانتحار، وتزايد التغطية الإعلامية للتحرش الجنسي. كما أن الضغوط المالية تشكل عبئًا إضافيًّا، إذ عاش 46% من أبناء هذا الجيل في أسر منخفضة الدخل عام 2012، وما زال 35% منهم يصنفون ضمن هذه الفئة حتى عام 2023. 

السوشيال ميديا “العدو الأكبر”

أما وسائل التواصل الاجتماعي، فتعد من أكثر العوامل تأثيرًا على تدهور الصحة النفسية، إذ تضاعف احتمالات الإصابة بالقلق لدى المراهقين الذين يستخدمونها لأكثر من ثلاث ساعات يوميًّا، بينما تشير التقديرات إلى أن المراهقين اليوم يقضون نحو خمس ساعات يوميًّا على هذه المنصات.

ورغم هذه التحديات، يلاحظ الخبراء جانبًا إيجابيًّا يتمثل في أن الجيل زد أكثر انفتاحًا في الحديث عن صحته النفسية مقارنة بالأجيال السابقة، رغم استمرار الوصمة الاجتماعية حول المرض النفسي.

وتؤكد بينيت أن القلق قد يظهر بعدة صور، منها تجنب الأنشطة الاجتماعية، الأعراض الجسدية، اضطرابات النوم، التهيج، أو طلب الطمأنينة بشكل متكرر. وتنصح الآباء بعدم إزالة كل مصادر التوتر من حياة أبنائهم؛ لأن ذلك يمنعهم من تعلم مهارات التكيف.

وتوصي بضرورة تحقيق توازن بين الدعم والتعليم على مواجهة الضغوط، مع اللجوء إلى المساعدة المتخصصة عند الحاجة. وتختتم بالقول إن الوعي المبكر والتدخل في الوقت المناسب هما المفتاح لمساعدة الجيل زد على التعامل مع واحدة من أخطر أزماته الصحية النفسية اليوم. 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف